المحتوى الرئيسى

فرويز: المصريون في طريقهم إلى الاكتئاب والانتحار.. والأوضاع الاقتصادية السبب

09/13 22:50

ربط أستاذ الطب النفسي، جمال فرويز، بين الحالة الاقتصادية والحالة النفسية للمواطن، مستشهًدا بانتشار حالات الانتحار والاكتئاب والإحباط لدى معظم فئات المجتمع ومنهم الشباب بصفة خاصة بسبب ما تعانيه الدولة من حالة اقتصادية سيئة، بسبب سياسات وأخطاء فادحة للنظام الحالي.

وأوضح الطبيب النفسي أن تعامل كل مواطن مع الوضع الاقتصادي يختلف مداه عن الآخر؛ فالعملية نسبية فقد يكون هناك مواطن حزين وآخر مكتئب، وثالث لا يتحمل ما يدور حوله فينعزل عن الجميع، ورابع قد يكون سعيدا بهذه الحالة بسبب معاداته للنظام القائم أو انتفاعه من ورائه، ولكن الجميع منزعج بدرجات متفاوتة من الأزمة الاقتصادية.

واستنكر فرويز  عدم تفعيل دور مركز "دعم واتخاذ قرار" في استطلاع الرأى العام حول القرارات الاقتصادية قبل اتخاذها؛ لقياس مدى تأثير تلك القرارات على الناس ودراسة آرائهم فيها؛ لأن لها تغيرات ستؤثر عليهم؛ مضيفًا: "الغريب أن نظام حسني مبارك كان يفعل هذا الأمر، وكان يستشير أطباء النفس قبل اتخاذهم القرارات ليعرف مدى تأثيرها على الشعب وهو ما يطبقه الغرب".

وحول إمكانية قيام ثورة جديدة بسبب الأوضاع الاقتصادية، فال إن تاريخ المصريين لم يكشف لنا عن ثورة قامت بسبب "رغيف العيش"، إلا انتفاضة 1977، و"الفقراء الحقيقيين لن يصلوا إلى القاهرة".

كما تحدث فرويز، عن كيفية تأثير هذه الأحداث المتلاحقة والسيئة "اقتصاديا" على حالة المواطن "رب الأسرة" وحالة المجتمع ككل إجماليًا، مؤكدًا أن العزلة بين الدولة وبين الشباب ستؤدي إلى مزيد من الانهيار المجتمعي،

بدابة نود أن نعرف ما هي علاقة علم النفس بالحالة الاقتصادية للمجتمع؟

بدون شك فإن علم النفس يخص جميع مناحي الحياة، لأن كل ما يدور من حولنا من تأثيرات اجتماعية واقتصادية تؤثر على الحالة النفسية للمواطن سواء بالسلب أو بالإيجاب.

كيف تؤثر الحالة الاقتصادية على صحة المواطن النفسية؟

يختلف مدى تعامل كل مواطن مع الوضع الاقتصادي عن الآخر، فالعملية نسبية فقد يكون هناك مواطن حزين وآخر مكتئب، وثالث لا يتحمل ما يدور حوله فينعزل عن الجميع، ورابع قد يكون سعيد بهذه الحالة بسبب معاداته للنظام القائم أو انتفاعه من ورائه، ولكن الجميع منزعج بدرجات متفاوتة من الأزمة الاقتصادية.

ما مدى تحول حالة الضيق أو الانزعاج التي يعيشها المواطن إلى أمراض نفسية؟

قد يتحول "الضيق" إلى اكتئاب أو انهيار عصبي، وذلك لأنهم لديهم استعداد فسيولوجي لذلك، ومن المتوقع أن يصل 3% فقط إلى حالة الاكتئاب جراء الضيق أو الشدة التي يشعر بها نتيجة الحياة الاقتصادية.

كيف أدت الأوضاع الاقتصادية الأخيرة، إلى انتشار حالات الانتحار في الفترة الأخيرة؟

الدول تعلن عن نسب الانتحار في العالم بصفة موحدة، لكن انتشار مواقع التواصل الاجتماعى أظهر أن حالات الانتحار لدينا كثيرة، بالرغم من أن مصر لديها أقل نسب انتحار في العالم، والسبب في ذلك ما تقوم به الحكومة من إثارة حفيظة المواطن عندما تكذب وتتجمل حول الحالة الاقتصادية.

ولكن هناك نسبة من المواطنين في سويسرا لجأوا إلى الانتحار من الرفاهية الاقتصادية؟

الانتحار يكون وفقًا للعمر؛ فلكي يصل المكتئب للانتحار يجب أن يصل الى مرحلة الأكتئاب السودوى أولًا؛ حيث يرى العالم أسود ويستحضر نفسه فيه، فقد يقتل أسرته أولا ثم ينتحر، كما يوجد نوع آخر من حالات الاكتئاب تنتشر بين المراهقين،لتعرضهم لضغوط تكون فى الأصل ليست كبيرة لكنه يراها ضخمة، وعندما يحاول أن ينتحر وتفشل محاولته لايكررها بعكس مريض الاكتئاب السودوي.

ما هو توصيفك لقيام مواطن بقتل أبنائه ثم الانتحار للهروب من الأزمة الاقتصادية؟

إذا وصل المواطن إلى مرحلة الاكتئاب السودوي، يمكن أن يفعل هذا الأمر، ويقتل أفراد أسرته أيضًا، لكن أحيانا يكون ذلك هروب لحظى من المشكلة للفت الانتباه حتى يحصل على فرصة عمل، كما أن حالات الانتحار أكثر عند النساء، إلا أن نسب النجاح أكثر لدى الرجال.

هل نصحح المواطن بعدم متابعة التطورات الاقتصادية للدولة حتى تقل نسب الاكتئاب؟

ليس بالضرورة فهناك حالات انتحار كثيرة بسبب الرياضة وخسارة وفوز فريق أخر؛ فالأمر لا يقتصر على الاقتصاد فقط بل بالعكس أنا أنصح بالابتعاد عن الأخبار السياسية.

هل يختلف الأمر إذا خلقت الحكومة حالة نقاش مجتمعي حول القرارات المختلفة؟

يوجد جهاز يسمى "دعم واتخاذ قرار" لابد أن يفعل دوره في استطلاع الرأى العام حول القرارات الاقتصادية قبل اتخاذها؛ لقياس مدى تأثير تلك القرارات على الناس ودراسة أرائهم فيها، لأن لها تغيرات ستؤثر عليهم؛ والغريب أن نظام حسني مبارك كان يفعل هذا الأمر، وكان يستشير أطباء النفس قبل اتخاذهم القرارات ليعرف مدى تأثيرها على الشعب وهو ما يطبقه الغرب.

في رأيك لماذا لا يفعل النظام هذا الأمر؟

ما السبيل للخلاص من الاحباط المنتشر بين الشباب؟

تلعب حالة العزلة الموجودة بين الأنظمة المختلفة والشباب دورا كبيرا في هذا الأمر، فمثلًا عندما يرى الشاب أن الواسطة أمر أساسي للحصول على فرصة عمل؛ فلهم كل الحق في عدم ثقتهم بالدولة والعزوف عن التواصل معها.

كيف ترى رد فعل المواطن جراء القرارات الاقتصادية الأخيرة والتي تخص الدعم؟

قد تلجأ الحكومة إلى إلغاء الدعم، ولكن لابد أن تتولى مسئولية الطبقة الفقيرة من المجتمع، حيث إن 90% من الحاصلين على الدعم وبطاقة التموين لا يحتاجون إليه، ولكن أهالي النجوع يحتاجون إليه، وأنا أدعى الرئيس وحكومته أن يذهبوا إلى هناك "الناس مش لاقيه تاكل ولا بيصل ليها دعم".

هل يستسلم المواطن في المرحلة المقبلة لإجراءات الحكومة المتقشفة أم سينفجر؟

تاريخ المصريين لم يكشف لنا عن ثورة قامت بسبب "رغيف العيش"، إلا انتفاضة 77، ولكن الفقراء الحقيقيين لن يصلوا إلى القاهرة.

اتساع الفجوة بين الطبقات المختلفة هل سيخلق حالة حقد وضغينة داخلا المجتمع؟

هذه الحالة بالفعل موجودة وهذا ما حذرنا منه من قبل، والغريب في الأمر ت أنك تجد بجانب المناطق الراقية عشوائيات وكأنهم يهددون بعضهم.

أهم أخبار اقتصاد

Comments

عاجل