المحتوى الرئيسى

«مساكن زينهم».. أول مشروع منظم تم إهماله بعد 25 يناير | المصري اليوم

09/13 20:43

ربما لن ينفصل اسم سوزان مبارك زوجة الرئيس الأسبق عن مساكن زينهم، وسيظل هناك ارتباط وثيق بينهما، رغم مرور ما يقرب من عشرين عاما، حين قررت عام 1998 تطوير المنطقة التي كانت تسودها العشش والمبانى العشوائية، ويعد ذلك المشروع الأول الذي يتم فيه إعادة تسكين الأهالى وتطوير منطقتهم، واهتم بذلك المشروع وقتها الجهات الحكومية، واستقبلت وقتها جمعية الهلال الأحمر التي كانت تترأسها تبرعات لعدد من رجال الأعمال بغرض المساهمة في المشروع الإنسانى.

سنوات عمره التي تخطت السبعين لم تمنع الحاج عبده أحد أهالى منطقة زينهم، من استرجاع ذكريات انتقاله إلى عمارات النهضة بمدينة السلام، لحين الانتهاء من منزله القديم وإعادة بنائه بمنطقة زينهم، ويقول: «بعد قرار سوزان مبارك بتطوير منطقة زينهم، قامت جمعية الهلال الأحمر بعمل حصر للسكان، وظهر لنا وقتها وجوه جديدة من المواطنين غريبة عن المنطقة بغرض دخولهم الحصر والحصول على شقة، وقاموا بنقلنا إلى مدينة السلام بشكل مؤقت لحين الانتهاء من بناء العقارات الجديدة، إلا أنه طوال هذه الفترة كان الخوف يتسرب إلى قلوبنا خوفا من عدم عودتنا إلى زينهم، وعيشنا أياما صعبة وخسر العديد منا لقمة عيشه لبعد المسافة بين مدينة السلام ووسط القاهرة التي كان يشتغل فيها العشرات من الأهالى بيوميتهم».

«مثل أي مشروع يكون براقا في بدايته إلا أنه مع مرور الوقت يفقد بريقه».. بهذه الكلمات وصف أحمد عبدالمحجوب أحد الأهالى مشروع تطوير مساكن زينهم، وقال: «فى بداية المشروع قامت جمعية الهلال الأحمر بتوفير الأثاث للأسر الأكثر فقرا وكانت تقوم بعمل حملات للتوعية الصحية وأنشأت مركزا ثقافيا وآخر لرعاية الأمومة والطفولة، وبغرض التواصل مع الأهالى خصصت أفرادا من أبناء المنطقة من أجل التعرف على احتياجات السكان، إلا أنه مع مرور الوقت اختفت هذه الخدمات منذ سنوات قليلة، والتى نحن في أمس الحاجة إليها».

من المشكلات التي تواجه أهالى زينهم، إضاءة الشوارع مصابيح أعمدة الإنارة لا تجد من ينيرها بعد احتراقها، لذلك أثناء تجولك بشوارعها تلاحظ لجوء الأهالى إلى مد أسلاك ولمبات في الخارج لإنارة الشوارع المظلمة، كذلك المساحات الخضراء التي كانت تحيط المنطقة تحولت إلى مساحات جرداء بعد ثورة يناير بسبب توقف جمعية الهلال عن صيانتها، وكأنه يتم إهمال المنطقة عمدا، على اعتبار ارتباطها بزوجة الرئيس الأسبق مبارك.

وأرجع أحمد رجب، أحد الأهالى، الفضل في تطوير المنطقة وتوفير وحدات سكنية إلى سوزان مبارك قائلا: «لا يستطيع أحد أن ينكر فضل سوزان مبارك في الحياة التي نعيشها الآن، فنحن كنا نعيش حياة صعبة وداخل عشش بلا أسقف، ولولا قرار سوزان مبارك، بتطوير المنطقة لأصبح حالنا كما كان في الماضى، وبعد قيام ثورة 25 يناير تبدل حال زينهم إلى الأسوأ، فلم يعد أحد يهتم برى الحشائش وصيانة الشوارع، وسقط الاهتمام بمساكن زينهم مع سقوط مبارك ونظامه».

على نقيض ما تُعرف به المناطق الشعبية من الازدحام وتكدس المارة بالشوارع والمحال التجارية، إلا أن الأمر بات مختلفا في مساكن زينهم، فبمجرد دخول الظلام إلى شوارعها الواسعة تقل حركة السير في الشوارع، وهو ما اضطر سامية عبدالمحسن إلى منع فتياتها من الخروج ليلا خشية من تعرضهن للمضايقات من شباب المنطقة، وقالت: «منطقة زينهم ليست مثل باقى الأحياء الشعبية، فشوارعها واسعة ومظلمة ليلا، بالرغم من أن مساحات العقارات بها ضيقة لا تتناسب مع عدد أفراد الأسرة، وكان من باب أولى تصميم شقق بمساحات أكبر، كذلك عدد المحال التجارية محدودة بالمنطقة بالرغم من احتياجات بعض السكان لإقامة مشاريع خاصة بهم كمصدر رزق خاص بهم، وتجعل المنطقة أكثر أمانا وجاذبية للسكان».

نرشح لك

أهم أخبار صحافة

Comments

عاجل