المحتوى الرئيسى

الكرفان والحشرات ألمٌ وحسرة

09/13 18:14

جاوزت سن الأربعين في كرفان حديدي: "أشعر أنني في الستين أو أكثر" لا خصوصية تقول: "لا فرحة ولا عيد لنا، عيدنا حين نغادر لبيتنا القديم".

تأخر الإعمار، عامان في لهيب الكرفان وتجمده، ستة عشر فرداً، شباب وبنات، أُمٌّ ورجل ٌواحد.

يقولون: جميعنا نخفي أنفسنا بقطع من القماش نضعها بفتحات الكرفان بعيداً عن أعين عمال يقومون بإعادة إعمار منازل جيراننا، نتساءل: متى يحين دورنا؟ ولكن لا مجيب.

قريباً سيصبحون بالشارع، فالأرض التي وضعت الجهات المانحة الكرفان عليها لا تعود لملكيتهم، هي لأقارب، وهؤلاء طال بهم الأمد، كانوا يتوقعون أياماً أو شهوراً لا أكثر، انتظروا انتهاء أزمة المدمرة بيوتهم آملين باستعادة أرضهم، لا يهم إن كانت ستعود لحالتها الأولى أرضاً بور، المهم أن أرضهم التي هي ملك لهم ستعود لهم وهم أحرار في استصلاحها أو إهمالها.

"سمعنا بالمنحة القطرية، لم ننَل منها حجراً واحداً، الألمانية، السعودية لا شيء"، تبقى من حلمهم أن تُدرج أسماؤهم في المنحة الكويتية، هكذا يُأمِّلون أنفسهم أو هكذا يحلُمون، ينتظرون ويتوقعون، ولكن بقي من صبرهم أيام معدودة وبعد ذلك لديهم نية أخرى.

قريباً كل النساء وعددهن ثمانٍ بالكرفان سيقُمن باعتصام أمام مكاتب المسؤولين، تقول أم تامر: "سيأخذنا زوجي لنعتصم أمام مكاتبهم، في حر الكرفان لم يزُرنا أحد منهم، سنذهب لننال قسطاً من برودة المكيفات التي في مكاتبهم".

"انظري لقدمي، انظروا لسيقان فتاتي، يا عالم هل لنا من مجيب" تقرحت قدماهما بفعل لسعات الحشرات وأشهرهن البعوضة السمراء، يُولّد هذا اللسع حكة جلدية مستمرة بحرارة مرتفعة بالقدمين لا يطفئها برودة الماء الساخن بالكرفان ولا سخونة الرمال المحترقة بفعل أشعة الشمس، أكثر ما تحلم به هو البرودة التي يبعثها البلاط.

تقول: "أحلم بالبلاط، كل ما أريده في الوقت الحالي هو مربع من البلاط أضع قدمي عليه لأشعر بقليل من البرودة في حر قدمي"، الحكة بفعل البعوض أدت لتقرحات وتسلخات ونتوءات في الجلد تشعرها بلهيب لا تسيطر عليه لا ليلاً ولا نهاراً.

لقد ذهبت "أم تامر" عشرات المرات إلى العيادة الحكومية والعيادة التابعة لوكالة الغوث، العلاج الذي تسلمته لم يأتِ بأي جدوى، فاضطرت لشراء علاج ومراهم من جيبها الخاص والتكلفة بالطبع على حساب المأكل والمشرب.

أهم أخبار مقالات

Comments

عاجل