المحتوى الرئيسى

إهدار 12 مليون جنيه فى مستشفيات كفر الشيخ

09/13 09:39

لا يزال مستشفى كفر الشيخ العام هو المستشفى الوحيد القادر على استقبال المرضى، على رغم وجود ثمانية مستشفيات أخرى مركزية، وذلك لأن مستشفى كفر الشيخ العام يستأثر بكل الكفاءات الموجودة بالمحافظة، لذا فالعبء الأكبر يقع عليه لوجود أكبر استشاريين وأكثر الكفاءات، خصوصًا فى الأقسام التى يتطلب العلاج فيها أطباء ذوي مهارات خاصة، على رغم أن البيانات المنشورة من قبل مديرية الصحة بالمحافظة، والمستشفيات المركزية بها كل التخصصات وتستطيع أن تستقبل كل الحالات وهذا من منطلق تواجد الأجهزة بها.

وقد حدث تطور فى عمليات العظام ومناظير للركبة وتثبيت الفقرات بطريقة علمية حديثة، وجراحات عظام الأطفال، وللأسف الشديد كل هذه العمليات لا تجرى إلا فى مستشفى كفر الشيخ العام، رغم وجود أخصائيين فى جميع المستشفيات المركزية ووجود الأجهزة التى تساعد فى إجراء هذه العمليات، مثل جهاز «سى ارم» والذى يبلغ قيمة الجهاز الواحد مليوناً ونصف المليون جنيه، وهو موجود بعدد 8 مستشفيات مركزية، ولكن كأنه لم يكن، مما يعد إهدار 12 مليون جنيه من المال العام، فضلاً عن عدم استفادة المرضى منه.

أما عن أقسام العناية المركزة داخل مستشفيات كفر الشيخ فحدث ولا حرج، فمن المعروف عالمياً أن 10% من عدد الأسرة بالمستشفيات يجب أن تكون للعناية المركزة، لكن وللأسف محافظة كفر الشيخ التى تبلغ بها عدد الأسرة مجتمعه بما يوازى 2000 سرير، ومن المفترض لا يقل عن 200 سرير عناية مركزة، لكن الواقع المرير أن كل المستشفيات المركزية بها لافتة مكتوب عليها العناية المركزة، وربما تكون مجهزة بأجهزة تنفس صناعى، وجهاز لقياس النبض والتنفس، لكن لا تعمل أى وحدة وغير مجهزة لاستخدام الحالات، بل هى مكان إن جاز التعبير أن نطلق عليه تشهيلات، لتحويل الحالات إلى مستشفى كفر الشيخ العام، أو مستشفى جامعى خارج المحافظة، مما يترتب عليه إما التأخير فى تنفيذ العلاج، رغم أن هناك حالات يتطلب التدخل فيها مدة لا تتجاوز الست ساعات، مثل جلطات القلب والتأخر فى التدخل يؤدى إما للوفاة أو يكلف المريض تدخلاً جراحياً لتركيب دعامات أو تغيير صمامات وشرايين، حيث إن أقل تكلفة لهذه التدخلات ربما يكلف المريض مبلغاً قد يصل من 100 إلى 200 ألف جنيه، بالرغم من أن وجود حقنة لإزالة الجلطات لا تزيد ثمنها على 250 جنيها.

أما الكارثة الأكبر هى أن عدد الأسرة بالعناية المركزة بمستشفى كفر الشيخ العام 11 سريراً فقط، وهذا يشكل قائمة انتظار للحالات ولابد أن يكون عدد الأسرة الموجودة لا يقل عن 200 سرير، والموجود على أرض الواقع يمثل 5% فقط.

والغريب أيضاً أنه منذ نشأت مديرية الشئون الصحية بالمحافظة، لم يكن موجوداً عناية مركزة للأطفال، حتى تم إنشاؤها منذ عام بطاقة 12 سريرا، تم إنشاؤها بالجهود الذاتية ومساعدة المجتمع المدنى، وهذا لا يليق بمحافظة لا يقل عدد سكانها عن 4 ملايين نسمة، وعدد الأطفال فيها ربما يتجاوز 40% من السكان، ولا يوجد بها غير عناية مركزة واحدة بالمستشفى العام.

ولا توجد وحدة قسطرة قلب فى المحافظة بكاملها، إلا إذا كان مسئول الصحة بالمحافظة والتنفيذيين يعرفون ما لا نعرف، وهو أن أبناء هذه المحافظة بلا قلب!!

فهل يليق بأن مستشفيات محافظة كفر الشيخ ليس بها أى أقسام أو كفاءات للتعامل مع حالات الأوعية الدموية وجراحاتها؟ حيث إن المحافظة بأكملها يحضر إليها طبيب وحيد من القاهرة 3 أيام فى الأسبوع، أى أن كل حالات الحوادث التى تتطلب جراحة أوعية دموية تموت فى مكانها أو تموت عند النقل.

رغم أن محافظة كفر الشيخ، هى من أكبر المحافظات التى يكتشف بها أكبر حالات أورام على مستوى الجمهورية، وخاصة أورام الكبد والجهاز الهضمى، وذلك نتيجة التلوث البيئى وانتشار الأمراض الفيروسية الكبدية والتى تصل فيها نسبة الإصابة إلى 35 % من عدد السكان.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل