المحتوى الرئيسى

نزع فتيل “عين الحلوة”!

09/13 09:24

اجتازت الدولة اللبنانية بأجهزتها الأمنية والعسكرية والقضائية٬ شوطا كبيرا على طريق نزع فتيل التفجير الذي كان يتهددها٬ من بوابة مخيم “عين الحلوة” للاجئين الفلسطينيين في جنوب لبنان٬ الذي تدّرجت تسميته في السنوات الأخيرة من “بؤرة أمنية” إلى “صاعق تفجير” وصولاً إلى تشبيهه بـ”برميل بارود” قابل للانفجار في أي لحظة.

قرار الدولة بتقليص خطر “عين الحلوة” لم يأت من طرف واحد٬ إنما كان ثمرة لقاءات ومشاورات بين قادة أمنيين لبنانيين٬ وممثلين لأغلبية الفصائل الفلسطينية٬ ذات النفوذ الواسع في المخيم٬ وبرعاية مباشرة من قيادة السلطة الفلسطينية٬ بدأت ترجمتها على الأرض بتسليم عشرات المطلوبين أنفسهم لمخابرات الجيش اللبناني٬ التي سرعان ما أحالتهم إلى القضاء المختص ليأخذ التحقيق مجراه٬ بمحاكمة من يثبت ارتكابه الجرائم الأمنية والإرهابية٬ وإطلاق سراح من تثبت براءته٬ وقد عكست هذه الإجراءات ارتياحا كبيرا داخل المخيم ومدنييه والمطلوبين من جهة٬ وفي محيطه اللبناني الذي كان ينظر إلى من بالداخل على أنهم خطر أمني وحتى وجودي.

وعلى الرغم من أن إجراءات المعالجة لا تزال في مراحلها الأولى٬ وتحتاج إلى مزيد من الجهد والمعالجة لاستكمالها٬ فإن مصدر أمني لبناني أكد٬ أن “سبحة تسليم المطلوبين أنفسهم هي ترجمة لبداية مرحلة من التعاون بين الأجهزة الأمنية٬ والفصائل الفلسطينية”. مشيراً إلى أن “عدد الذين سلموا أنفسهم٬ يبقى متواضعا مقارنة مع العدد الإجمالي للمطلوبين الذي يقّدر بـ500 مطلوب تقريبا ممن يتحصنون في أحياء المخيم وينتمون إلى مجموعات متشددة٬ وتتفاوت التهم المنسوبة إليهم؛ بدءا من إطلاق النار وحمل السلاح٬ ووصولاً إلى القتل والاشتراك بأعمال إرهابية”.

ولم يخف المصدر الأمني أن “أغلب الذين سلموا أنفسهم يلاحقون بجرائم جنحية (غير خطيرة)٬ لكن المطلوبين الخطيرين لم تتبلور الصيغة التي ستقضي بإنهاء أوضاعهم٬ لأن معظمهم ليسوا بوارد الاستسلام حتى الآن٬ خصوًصا الذين يتوزعون على تنظيمات راديكالية داخل المخيم٬ كالتي يرأسها توفيق طه (أمير تنظيم القاعدة وكتائب عبد الله عزام) وهو المسؤول عن التفجيرات التي استهدفت قوات (اليونيفيل) في جنوب لبنان٬ وأسامة الشهابي الذي يقود جماعة (فتح الإسلام)٬ وكل الذين فّروا من أحداث نهر البارد٬ وبلال بدر الذي يقود مجموعات متشددة (مثل فصيل جند الشام) الذين يتقاسمون النفوذ في الأحياء المكتظة”.

وكشف المصدر الأمني أن “المعاملة الحسنة التي يتلقاها الذين سلموا أنفسهم٬ وصلت أصداؤها إلى داخل المخيم٬ وبددت هواجس كثيرين٬ حتى بعض المتشددين٬ الذين اقتنعوا بأن الدولة اللبنانية تعاملهم بمعايير العدالة والقانون٬ وليس بمنطق التشفي والانتقام”.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل