الانطوائية ليست مرضًا

تعالي اقعدي معانا، إنتي ساكتة ليه؟ ما تقولي حاجة وتحكيلنا، سيبوها دي مش بتحب حد ولا بتتكلم ولا بتحكي، إنتي هتفضلى طول عمرك انطوائية!

أحكام وجهل وعدم إدراك، الناس بتحطها علينا من وإحنا صغيرين، بتغير في فطرتنا وحبنا لنفسنا، وممكن تغير فطرتنا كمان للأسوء. أنا مش لازم أفضل أرغي طول الوقت أو أتكلم وأحكي في تفاصيل، أنا مبحبش الكلام الكتير، وبحب الهدوء أكتر، ولما بتكلم بتكلم في مواضيع معينة ومع ناس مقربين، وده مش معناه إني منعزلة عن العالم أو مليش أصحاب، أنا بمنتهى البساطة شخصيتي كده.. صفاتها كده، صفات انطوائية (مش بالمعنى السلبي اللي حكم بيه المجتمع).

بعد إدراك سنين كتير وإنك تقعد تدوّر على إنك شخص طبيعي، مش زي ما همّ أقنعوك من وإنت صغير، بتكتشف وتلاقي نفسك إنك كويس وسليم، انطوائي بس مش مريض. هي كده طاقتك بتتشحن وتتجدد وإنت لوحدك من هدوئك، لازم تعقد شوية في هدوء وتركيز وتأمل، وبتكون مبسوط وترجع تتعامل مع الناس اللي حواليك بمنتهى الحيوية، على عكس الطرف التاني، الشخصية اللي بتشحن طاقتها من التعامل والتفاعل مع الناس كتير بشكل مستمر، ده كمان طبيعي، هي صفاتها كده.

في أي لقاء عائلي كبير هتلاقي دايمًا الشخص اللي مش بيتكلم والهادي ده الشخص اللي لازم توجه له أو تفتح معاه نقاش في موضوع معين، يخاطب عقله واهتماماته، وهتكتشف إنه صاحب وجهة نظر وعنده آراء وأفكار كتير، هتلاقي برضو الشخض اللي بيرسم أو بيعزف أو بيكتب من غير ما يكون تحت الأضواء، ده برضو هتلاقيه عنده طاقة كبيرة جدًا وهتلاقيه في الأغلب بيعمل كده عشان محتاج يبقى لوحده، يشحن طاقته من الحاجة اللي بيحبها.