المحتوى الرئيسى

"بليغ حمدي" .. عندما تنطق الأوتار ببلاغة

09/12 09:42

بليغ حمدي، رجلًا فنه بلاغة لا تقل عن البلاغة في اللغة، وصل بفنه لحناجر كبار المطربين المصريين والعرب، وغني لهم أفضل ما غنوا، وكتب تاريخه وتاريخهم بأوتار عوده، فظلت حتي يومنا هذا ألحانه تمثل لحظة الهدوء في الليالي الحالمة، وفي شرفات المنازل المطلة علي النيل وفي المقهي البلدي بالأحياء الشعبية، تحل اليوم ذكري وفاته.

ولد البليغ، بليغ بن عبد الحميد حمدي مرسي في حي شبرا بالقاهرة في 7 أكتوبر 1931، وكان والده يعمل أستاذا للفيزياء في جامعة فؤاد الأول (جامعة القاهرة حاليا)، أتقن العزف علي العود وهو في التاسعة من العمر، وفي سن الثانية عشر حاول الالتحاق بمعهد فؤاد الأول للموسيقي إلا أن سنه الصغير حال دون ذلك.

التحق بليغ حمدي بمدرسه شبرا الثانوية، في الوقت الذي كان يدرس فيه أصول الموسيقى في مدرسه عبد الحفيظ امام للموسيقى الشرقية، ثم تتلمذ بعد ذلك على يد درويش الحريرى وتعرف من خلاله على الموشحات العربية، التحق بليغ بكلية الحقوق، وفي نفس الوقت، التحق بشكل أكاديمي بمعهد فؤاد الأول للموسيقي (معهد الموسيقى العربية حاليا).

أقنع محمد حسن الشجاعي مستشار الإذاعة المصرية وقتها، بليغ حمدي باحتراف الغناء، وبالفعل سجل بليغ للإذاعة أربع أغنيات، ولكن شعر ان مكانته في الغناء لن تكون قدر رغيته وكان تفكيره متجها صوب التلحين وبالفعل لحن أغنيتين لفايدة كامل هما "ليه لأ ، و ليه فاتني ليه".

وفي عام 1955 سجلت له شركة كايروفون 6 أسطوانات، وسافر في نفس العام مع فايدة كامل لبيروت فتلقفه المطربون والمطربات وطلبته الإذاعة السورية، ليسجل في أربعة أشهر 22 لحنا لمطربي سوريا ومن بينهم الكبيرة فايزة أحمد التي لحن لها في سوريا اغنية "ماتحبنيش بالشكل ده" قبل ان تصل للقاهرة لتطلبه ليلحن له اغان أخري.

توطدت علاقته بالفنان العظيم الموسيقار محمد فوزي، الذي أعطاه فرصة التلحين لكبار المطربين والمطربات من خلال شركة (مصر فون) التي كان يملكها، والذى لم يعرض عليه العمل معه فقط بل قال له إن الشركة شركته "دون عقد، أي لحن تعمله، تعالى سجله فورا"، وبالفعل سجل بليغ الكثير من الألحان من أهمها لحن "كدابة" لصباح، و"مكسوفة" لشادية وكان يحصل على تسجيل الأسطوانة 50 جنيها زائد 4 % من أرباحها، وفي عام 1957 قدم أول ألحانه لعبد الحليم حافظ (تخونوه).

تميز بليغ حمدي بتلحين جميع الألوان الغنائيه من رومانسيه أو شعبيه أو وطنيه أو القصائد أو حتي ابتهالات دينية مثل مجموعة الحانه للشيخ (سيد النقشبندي) واشهرها (مولاي) بل وحتي اغاني الاطفال مثل اغنيه (انا عندي بغبغان)، كما تتميز ألحانه بانها سهلة وممتعة في نفس الوقت.

سجل بليغ حمدي العديد من أشهر اغنيات أم كلثوم مثل " حب ايه، وانساك ، وظلمنا الحب، وكل ليلة وكل يوم، وسيرة الحب"، ولحن لعبدالحليم حافظ العديد من الأغنيات من بينها "تخونوه، وخسارة، وخايف مرة تحب يا قلبي، وأعز الناس، وسواح، وعلي حزب وداد" وغيرهم.

وشارك مع الفنانة وردة الجزارية في العديد من أشهر أعمالها، بل لعلها أشهر أعمال وردة الجزائرية، ونسجوا من قصة حبهم في الاقع والتي تكللت بالزواج، عدد غير قليل من الإنيات التي أثرت المكتبة العربية بعطاء اللحن القوي والصوت العذب، وكان من نتاج الحب والفن" العيون السود، وحكايتي مع الزمان، واسمعوني، واشتروني، ودار يا دار".

وايضًا لحن للفنانة نجاة، وصباح، وللأجيال التي تلتهم مثل الفنانة سميرة سعيد والتي نالت قسطًا وفيرًا من ألحان بليغ حمدي، وميادة الحناوي، وعزيزة جلال، وهاني شاكر، وعلي الحجار ، ومحمد الحلو، وأصالة نصري، ووعفاف راضي.

كما اهتم بليغ حمدي خلال مشواره بالمسرح الغنائي وقدم عدة مسرحيات غنائية وأوبرتات استعراضية أهمها "مهر العروسة، تمر حنة، ياسين ولدي"، وتعاون بليغ حمدي مع الثنائي محمد رشدي وعبد الرحمن الأبنودي في مطلع الستينات فقدم الفلكلور المصري بكافة أنواعه وأرتامه وجمله الشجية فقدموا معا عددا من الأغنيات منها "عدوية، بلديات، وسع للنور" كما قدم لمحمد رشدي من كلمات آخرين "ميتى أشوفك، على الرملة، مغرم صبابة، طاير يا هوى".

كما وضع الموسيقي التصويرية لكثير من الأفلام والمسرحيات والمسلسلات التليفزيونية والإذاعية ومن موسيقي الأفلام "شيء من الخوف، أبناء الصمت، العمر لحظة، آه يا ليل يا زمن، أضواء المدينة"، ومن المسرحيات "ريا وسكينة، زقاق المدق، تمر حنه"، ومن المسلسلات "بوابة الحلواني" والذي يعد واحد من أسباب تخليد المسليل في ذاكرة المصريين.

أحب مصر فألف لها ألحانًا، أنطقت ألسنة نجومًا كبارًا، فعاشت في الوجدان حتي الآن، من بين ألحانه لمصر "عدي النهار" للفنان عبد الحليم حافظ، و"علي الربابة بغني" للفنانة وردة الجزائرية، ومن أشهر اغنياته لمصر"ياحبيبتي يا مصر" للفنانة شادية.

تزوج الموسيقار بليغ حمدي من السيده السكندرية"أمنيه طحيمر"، لكن لم يستمر الزواج سوي عام واحد، وبعدها احب "إش إش" إينة الموسيقار "محمد عبدالوهاب"، ولكن لم يتكن من مفاتحة عبدالوهاب في الموضوع وأغلق هذا الباب ومات الحب، ومن بين ما يروي ايضًا ان عبد الوهاب رفض الزواج.

وفي فترة طويلة لم تشاركه امرأة حياته سوري لمحات عابرة لم تكتمل ابدًا، أبرزها محاولاته الارتباط بالراقصة "سامية جمال" والتي فشلت بعد أن رفضت ترك الرقص، وللسبب نفسه فشلت محاولاته الزواج من الراقصة "نجوى فؤاد".

وبعدها بعدة سنوات قابل بليغ حمدي الفنانة الشابة وقتها وردة الجزائرية في فيلم "ألمظ وعبده الحامولي" وتحولت علاقتهم الفنية لعلاقة حب كبير،وطلب منها الزواج وقبلت، وتم عقد القران في نفس الوقت وتم الزواج عام 1972.

وأستمر زواجه بوردة لمدة سبعة سنوات، ومن بين ما قاله بليغ عقب انفصاله عن وردة قوله :"خرجت من تجربة طلاقي لوردة بأن الإنسان أحيانا يكون عنيدا مع نفسه بدون داع أو تفكير".

وظهرت العديد من الشائعات المتعلقة بزواجه من الفنانة ميادة الحناوي، وبعدها الفنانة صباح التي ردت عليذلك بكون ما حدث بينهما "هزا في هزار" حيث وقعا في جلسة ثمر مع الأصدقاء وثيقة زواج صورية، وانتشر الخبر في الصحف في اليوم التالي.

نرشح لك

أهم أخبار صحافة

Comments

عاجل