قطار بضائع السادات.. حلم مدفون من السبعينيات

حلم ظل يراود أصحاب المصانع والعمال والطلاب منذ أن صدر قرار جمهورى بإنشاء خط سكة حديد يربط بين كفر داود ومدينة السادات فى عام 2008م، وتحديداً مع إنشاء مدينة السادات الصناعية فى بداية الثمانينات وكان الهدف منها هو ربط مدينة السادات الصناعية الجديدة بخط السكك الحديدية للجيزة، لتسهيل نقل البضائع عبر قطارات السكك الحديدية من وإلى مدينة السادات الصناعية.

تم عرض الفكرة وقتها على الرئيس المخلوع، التى كان الهدف منها هو خدمة المناطق الصناعية بالسادات والتى تنقل المنطقة الصناعية نقلة حقيقية متنوعة، فى نقل البضائع والمواد الخام من ميناء الإسكندرية أو بورسعيد أو السويس عن طريق خطوط السكك الحديدية التى تصل إلى المناطق الصناعية بالسادات، والتى تجعل أصحاب المصانع ينقلون بضائعهم عبر القطار لأن تكلفة سيارات النقل أعلى بكثير، فالفكرة بدأت بمشاكل كثيرة وتم وقف تنفيذها، فبداية خط السكك الحديدية الذى تم عرضه على مسئولى الدولة أن الأرض صحراء ولكن مع مرور السنين تحولت المناطق الصحراوية إلى أفضل مناطق للزراعة فى مصر، وأصبحت تضم أكثر من 180 مزرعة من جميع أنواع الفواكه، وعشرات الآلاف من الأفدنة الخصبة التى يتم زراعتها الآن، فلم ينته الأمر إلى ذلك بل يوجد واحد من أهم الأديرة فى مصر وهو دير راهبات مار جرجس، وهو أقدم دير للراهبات فى مصر الذى يزيد عمره على ألف عام.

فمنذ بدء العمل بالمشروع والمشاكل كل يوم تتزايد والمحافظ يفشل فى حلها واتخاذ قرار فورى بإيقاف أى أعمال ميدانية بتلك المنطقة لحين الوصول لحل لتلك الأزمة، بعد عدم تمكن رجال الوحدة المحلية من وضع العلامات الحديدية داخل المزارع والدير لمعرفة الطريق وتعيين الملامح المرسومة عليه، الأمر الذى استاء منه المستثمرون وكذلك أصحاب المزارع. 

وكان قد تم إنشاء الكوبرى المعدنى فوق الرياح الناصرى ومن المهدد إلغاؤه إذا تم تغيير مسار طريق القطار وأن التكلفة التى تم بناؤه بها ستصبح إهداراً للمال العام، ولكن المزارع والأراضى الزراعية التى تنتج أجود أنواع الفاكهة التى يتم تصديرها للخارج نتيجة لجودتها ومستواها المتميز ستنهار نتيجة تبوير الأراضى لإنشاء الخط والتى أنفق عليها أصحابها الملايين لتصل لهذا المستوى، وابتكر فيها أصحابها تكنولوجيا جديدة لزراعة الموز وأفضل أنواع العنب والمانجو التى يتم تصديرها إلى أوروبا، وأشار التقرير الذى قدمته جمعية الاستثمار الزراعى بمدينة السادات قدرت فيها حجم الأضرار المباشرة التى ستلحق بمزارع الخطاطبة بحوالى مليار ونصف المليار جنيه، وأضاف التقرير: إن حجم الخسائر الناتجة عن مرور الخط بالمنطقة تبوير تلك الأرض وتشريد 20 ألف عامل ومهندس وفلاح يعملون بالمزارع.