المحتوى الرئيسى

عصام حجي يعلن ترشحه لانتخابات الرئاسة القادمة

09/12 00:31

قال الدكتور عصام حجي عالم الفضاء المصري، والمستشار العلمي السابق لرئيس الجمهورية السابق الذي اختير بشكل مؤقت عدلي منصور أن مبادرة "الفريق الرئاسي" التي طرحها مع مجموعة من شباب قوى التغيير تسعى لإعداد قائمة باسماء فريق رئاسي حقيقي، ومعه تشكيل للوزراء ومساعديهم من الخبرات الشابة بالداخل والخارج، لخوض الانتخابات، وأضاف أن المبادرة ستعلن عن قرابة 60 اسماً في مارس 2017 بعد البحث والتوافق مع قوى التغيير والمجتمع المدني.

وقال حجي إن المبادرة تعمل الآن على تجميع القوي المدنية التي تحلم بتغيير مدني حقيقي في مصر كي تتوافق على تشكيلة الفريق الرئاسي، لكنه نفى أي اتصال بجماعة الإخوان أو بمؤيدي الحكم العسكري، رغم التأكيد على عدم استبعاد أي شخص من المشاركة في المبادرة، "نحن لا نتكلم مع أحزاب ولكن مع أشخاص، وهناك بعض من الشباب القائمين على المبادرة أعضاء في أحزاب ولكن أحزابهم لا تدعم المبادرة".

وانطلقت مبادرة الفريق الرئاسي في أغسطس الماضي، لكنها مازالت غير مفهومة. ماذا يعني تحديداً الفريق الرئاسي: هل هو فريق المستشارين والمساعدين للرئيس الذي سيأتي في 2018 أم "مجلس رئاسي" يقود البلاد بشكل جماعي؟

عبارة "الفريق الرئاسي" كانت إحدى المفردات والمطالب التي جاءت بها ثورة 25 يناير، وأحد الأسس التي قامت عليها الحملات الانتخابية بعد ذلك، بداية من حملة الدكتور مرسي والفريق شفيق إلى حملة المشير عبد الفتاح السيسي، والبيانات التي كانت تنزل أثناء الحملات المختلفة كانت تتحدث عمن هو "الفريق الرئاسي" للرئيس المقبل.

ومطلب ثورة 25 يناير، كان ألا يكون هناك "حكم منفرد"، وإنما "فريق رئاسي" متعدد الخبرات يساعد رئيس الجمهورية الموجود حتى يُسرع من خطى الإصلاح. المطلب طُمس بعد ثورة 25 يناير، وكانت النتيجة هي الانفراد بالسلطة وتأخر الإصلاح واستشراء الفساد وتذمر القيادة المستمر من عدم خبرات للاعتماد عليها.

مشاكل مصر تعددت بدرجة كبيرة، ولم يعد من الممكن أن يديرها شخص واحد بالكفاءة المطلوبة في هذه المرحلة، والمقصود بالفريق الرئاسي: رئيس الجمهورية، نواب للرئيس يتولون الأركان الخمسة للمبادرة، وفريق من المستشارين يحيط برئيس الجمهورية ونوابه، المتحدث الرسمي والمكتب الإعلامي، ثم بعض الوظائف المهمة في كيان رئاسة الجمهورية تجعل منها كياناً حديثاً وفعالاً في التواصل مع الشعب والدولة.

أيضاً نضع تصوراً للوزراء ونوابهم ومساعديهم من الخبرات الشابة والناجحة لتشكيل وزاري يرقى لمستوى التحديات، وكل هذا سيكون جزءاً من الحملة الانتخابية لفريقنا الرئاسي في انتخابات 2018.

نفضل فريق عمل ليحكم مصر بدلاً من شخص واحد

معنى هذا أنكم سوف تخوضون الانتخابات بهذا الفريق الرئاسي الذي تسعون لتشكيله؟

أعضاء المبادرة لن يدخلوا الانتخابات. لسنا طرفاً في أي انتخابات، وكل ما نقوم به هو تجميع القوى المدنية التي تحلم بتغيير مدني حقيقي في مصر كي تتوافق على الأسماء التي ستكون في هذا الكيان الذي نسميه "الفريق الرئاسي".

شخص واحد يستطيع أن "يحكم" مصر ولكن فريق عمل هو الذي يستطيع أن "يغير" مصر، لأن المطلوب هو "دولة متعددة الخبرات تواجه مشاكل مصر متعددة الأشكال والمصادر".

بالتالي نحن نقول للناس: لا تنتخبوا شخصاً واحداً وإنما فريق عمل يقوده رئيس الجمهورية، ومشروعاً رئاسياً واقعياً للنهوض بالمواطن البسيط وعودة الطبقة الوسطى، حيث يتقاسم هنا الرئيس المسئولية والمهام مع فريقه الرئاسي وعلى رأسه نواب الرئيس.

شعارات "تحيا مصر" التي أجهزت على مصر

تبدو السياسة غائبة في مشروعك، فمحاور مثل "التعليم، العدالة، الوحدة الوطنية" هي قضايا إصلاحية غير مرتبطة عضويا بالأزمة السياسية في مصر.. هل فعلتم هذا عن قصد أي البعد عن السياسة في المبادرة؟

عن قصد بالطبع، والبيان الذي أصدرناه عن الفريق الرئاسي لم يذكر فيه كلمة "سياسة" ولو مرة واحدة، ولم تذكر كلمة "سياسة" مرة واحدة أيضاً على صفحة المبادرة على فيس بوك، وهذا "متعمد".

المبادرة مؤمنة أنه لا توجد أي ديمقراطية بدون تعليم، والسياسة وحدها لن تجمعنا، وعلى العكس ما يفرقنا هي الخلافات السياسية، فالمبادرة ترى أنه قبل أن يكون لمصر رؤية سياسية – وهي أمر هام ومطلوب بلا شك – يجب أن نحدد رؤية في انتخابات 2018 تنهض بمصر، بالتعليم والصحة والوحدة الوطنية والقضايا الاجتماعية، لأن هذا يسهم في تطوير المجتمع المدني والحياة السياسية بشكل أكثر فاعلية.

أغلب المشاركين في الحياة السياسية اليوم في السجون أو المهجر أو على مواقع التواصل، فلا توجد حياة سياسية حقيقية مفتوحة للجماهير في ظل التشويه المتعمد للسياسة وللمشهد السياسي، وهو ما تعمدته الدولة بوضع مجلس نواب هزلي حتى تزهد الناس في العمل العام في لحظة تاريخية أتت بعد ثورة تحتاج فيها مصر حوار مجتمعي حقيقي لتقرير مصيرها.

أيضا تم اختزال الحوار المجتمعي الذي تعطشت له مصر على مدى عقود واستشهد من أجله آلاف، لحملات من النفاق والرياء بنت للجهل حصوناً وقلاعاً فكانت شعارات "تحيا مصر" هي التي في الحقيقة "أجهزت على مصر".

وما يزيد الطين بلة في هذا المشهد السياسي المتخبط والمشوه هو عدم توافر تربية وتعليم حقيقي في المجتمع، فغابت لغة الحوار والثقة بين المعارضة وظهيرها الشعبي، ورسمت النرجسية عزلتها في العديد من الأحيان واستفحلت وسائل الإعلام في نشر الجهل ورسائل الكره ورسم شعبية زائفة للسلطة.

ولا يخفى اليوم على أحد أن الجهل هو السبب الحقيقي في تعاقب الطغاة على حكم مصر.

وبالتالي تعمدنا أن نتفق أولاً على هذه الأساسيات والبدء بالتعليم لمحاربة الجهل ونحينا السياسة جانباً، وبدأنا بالاهتمام بأبسط المطالب الأساسية التي يستفيد منها كل مصري مثل التعليم والصحة والبطالة والمرأة ومساواة الأديان.

اجتماعات يومية واتصالات بكل القوى السياسية

كيف تتصورون أن مبادرة على فيسبوك أو على الإنترنت يمكن أن تتحول إلى واقع دون جهد على الأرض؟

نحن موجودون على الأرض، فالفريق المؤسس موجود في مصر، ويجتمع يومياً مع كل قوى التغيير و25 يناير، ومختلف قوى المجتمع المدني والخبراء ومسؤولين سابقين لصقل المبادرة وتبادل الآراء وتقريب وجهات النظر بين الرؤى المختلفة.

وهناك من 3 إلى 4 اجتماعات يومياً حولها، بخلاف اللقاءات عبر الدوائر التلفزيونية، تليكونفرانس، وهناك مئات الطلبات والمقترحات التي تصلنا يومياً على مواقع التواصل من مصريين بالداخل والخارج.

وتدعمنا قاعدة متزايدة من مختلف الفئات ولم نعلن عن أي شخصية عامة على كثرتهم ممن يؤيدون المبادرة أو شباب وأحزاب أو اتحادات طلابية لأن الهدف هو تشكيل دعم للفريق الرئاسي وليس لأعضاء المبادرة.

ولكننا اتخذنا قراراً بعدم إعلان أسماء الفريق الرئاسي حفاظاً على الفريق من التشويه، وفي الوقت المناسب سيظهر هذا التشكيل الرئاسي وسيدخل انتخابات 2018 وسيكون منافساً شرساً للأفكار الظلامية الحالية

ثم أنه علينا أن نعي أنه، مع الأسف، "الثورة ليس لها صوت" والقوى الوسطية في مصر ليس لها حالياً إذاعة أو تلفزيون يعبر عنها، والأصوات الموجودة في الساحة حالياً يطغى عليها الاستقطاب أو الغضب أو التضليل وكلها صفات لا تساهم في بناء رأي عام يرقى باللحظة التاريخية التي تعيشها مصر.

وحالياً هناك صراع بين الدولة العسكرية والدولة الدينية، لخطف إرادة المصريين، والحملة ليست طرفاً فيه وتأسف لوجود هذا الصراع الذي تخسر فيه مصر، أيا كان الرابح من الطرفين. البطل الحقيقي ليس من ينتصر في هذا الصراع وإنما هو من ينهيه ويحقن دماء المصريين وأرى في المبادرة بريق الأمل لتحقيق هذا الهدف.

معنى هذا أن أسماء الفريق الرئاسي ستظل سرية؟ وإلى متى؟

الاسماء المرشحة كفريق رئاسي لانتخابات عام 2018 ستعلن في وقت لاحق، ولكن الآن يجري الاتصال بالمرشحين في التشكيل الرئاسي والوزاري، ويتم قبل أي شيء التشاور مع قوى المجتمع المدني قبل الاتصال بأي شخص.

نحن نتكلم عن فريق كامل يشمل مرشح للرئاسة ونرشح أكثر من مرشح للمنصب الواحد، وحالياً نقوم بوضع قائمة بالفريق الرئاسي بها أكثر من 60 شخصية.

ولا تنس أن المبادرة بدأت قبل شهر، وهناك أناس كثيرون لم نتصل بهم بعد ولم نصل إليهم بعد ولم نلتق معهم.

والحقيقة أنه يصعب تحديد موعد لإعلان الأسماء، ولكن نتوقع أن نكتمل من وضع الأسماء قبل عام على الأقل من انتخابات 2018، فالمفترض هو أن تجري هذه الانتخابات الرئاسية في مارس 2018، ولهذا سنعلن تشكيل فريقنا الرئاسي في مارس 2017 أو يفترض أن يكون التشكيل جاهزاً وواضحاً في هذا التوقيت.

هذه أسبابي لعدم الترشح للرئاسة

تقولون إنكم تواصلتم مع شخصيات كثيرة، لكن عدم الإعلان عن اسم واحد يوحي، كما يرى البعض، أن الأمر كله ليس إلا محاولة لوضع عصام حجي في الأضواء تمهيداً لحملة انتخابية بعد عامين.

هذا الكلام غير صحيح، والرئيسان الأخيران جاءا من خارج دوائر الضوء تماماً، وأنا أعلنت من أول يوم للمبادرة بوضوح شديد في حواري مع قناة "العربي" أنني لست طرفاً في أي فريق، ولست رئيساً لأي شيء.

ولن أترك عملي الذي أحبه وأؤمن به في مجال البحث العلمي لتولي عمل استقلت منه بإرادتي في 30 يونيو/حزيران 2014، وأرى أن أناساً كثيرين غيري يمكن أن يقوموا به في مصر بشكل أفضل وقلت هذا في حوارات عديدة. لكن خبرتي في الرئاسة، في هذه السنة الصعبة جداً في تاريخ مصر، جعلتني أدرك المشاكل الحقيقية وطرق حلها وأود نقل هذا الخبرة لمن هم اليوم في أشد الحاجة لها للنهوض بمصر.

وكل إنسان يدخل العمل العام، يخسر من ماله وعمله وصحته وأنا دفعت الثمن في 2014 وكنت أتمنى ألا أدخل في هذا الأمر (العمل السياسي) مرة أخرى، ولكن في ظل المشهد الحالي الصعب شعرت أنني لا أستطيع أن اتنازل عن بلدي في هذه اللحظة الحرجة لأني كنت موجوداً في هذه الفترة الانتقالية ومسؤولاً بشكل أو بآخر عن هذا المشهد العبثي الحالي الذي انتقلنا إليه.

فلا يكفي الاعتذار عن أني أخطأت في تقديري في أمور كثيرة بل يجب أن أشارك قوى الإصلاح، وآمل أن يخطو مسؤولون سابقون على نفس الخطى كي تخرج مصر من هذا النفق المظلم، لهذا هناك مسئولية أخلاقية من جانبي ومحاولة لتصحيح المشهد.

وجوه وخبرات جديده قادرة على التغيير

وماذا لو أجمعت كل القوى على اختيار د. عصام حجي مرشحاً رئاسياً عام 2018؟

لن أسمح بهذا، فهناك كثيرون يصلحون بكفاءة لهذا المنصب، وغير صحيح ما يقال عن أنه لا توجد وجوه مناسبة للمنافسة، ونحن كحملة نركز على ذلك ونفتش على خبراء وباحثين وكفاءات بالداخل والخارج.

فحلمي هو تطوير التعليم في المستقبل، أما التواجد في الرئاسة فهي تجربة من الماضي لن تضيف لي أو لمصر أي شيء.

ونركز في البحث على "وجوه وخبرات جديده وقادرة على التغيير" ونجمع معها الخبرات الطويلة التي خدمت بكفاءة وإخلاص في الدولة.

فنحن لا نقوم بحملة للبحث عن "المشاهير"، ولكن "مزيج من الوجوه الجديدة والكفاءات الموجودة" وتوفقها على تنفيذ البرنامج كالتعليم والصحة والمرأة والوحدة الوطنية، وهناك مرشحون كثر سوف يظهرون مع قرب المرحلة الانتخابية.

وكي أكون صريحاً يصعب على أي شخصية حزبية حالية أو على الساحة أن تستطيع أن توفق بين كل الفرقاء السياسيين في مصر حالياً، ولذلك كان المقترح أن يتبنى فريق محايد مبادرة لإحلال "وفاق وطني"، وكانت هذه المبادرة غير المحسوبة على أي خلفية سياسية.

طريقتنا في الاتصال بالقوى السياسية والمعارضة

هل اتصلت بأي من المصريين المعارضين في الخارج لتعرض الأمر عليهم؟ وماذا كان ردُّ الفعل؟

جارٍ الاتصال بعدد كبير من المصريين في الداخل والخارج، وعدد كبير من المعارضين في كل أنحاء العالم، وطلبنا منهم ترك الخلافات على جنب والتركيز على مجال التعليم والوحدة الوطنية، ولاقت الرسالة استحساناً من أطراف كثيرة جداً.

هل الإخوان من بينهم؟ هل اتصلتم بهم؟

كل من اتصلوا بنا للمشاركة في المبادرة لهم ميول وانتماءات مختلفة وبالنسبة للإخوان، ليس لنا أي اتصال بجماعة الإخوان أو أي اتصال بمؤيدي الحكم العسكري، ولكن لا نستبعد أي شخص من المشاركة في المبادرة، لأنه بين هؤلاء وهؤلاء أُناس مؤمنون فعلاً بالتعليم والوحدة الوطنية ولا يجب تعميم الأخطاء على أي فصيل.

كلمة "سياسة"، كما قلنا، ليست موجودة في المبادرة منذ البداية، نحن لا نتصل بأحزاب سياسية، أنا أتصل بأشخاص يقبلون المبادرة، وأياً كان انتماؤهم فمرحباً بهم.

نعم هناك أحزاب منبوذة في مصر لأسباب أرى أنها غير منطقية وأحزاب محجوبة أيضاً لأسباب وهمية، ولكن في ظل تفشي الأمية والجهل نتيجة الإهمال المتعاقب للحكومات لملف التربية والتعليم، لم تعد شعبية أي إنسان مقياساً لقدرته على النهوض بمصر.

إذا لم تكن تنوي عرض الفكرة على الإخوان أو التواصل معهم باعتبارهم قوة سياسية لها من يؤيدها في الشارع، ما مفهومك إذاً للتوافق؟

نحن نتحدث مع كل الناس في مصر عموماً، "وأي حد بعت لنا نقابله"، ولكن، لكي أكون منصفاً، لم يصلنا أي عداء أو استحسان من جماعة وأنصار الإخوان، مفيش أي اتصال.

وفي المرحلة الحالية نحن نسعى لتجميع الناس، فالمشهد الحالي في مصر عبارة عن 30% من الناس يراهنون على بقاء الدولة العسكرية، و20% يراهنون على رجوع الدولة الدينية، و50% يريدون دولة مدنية وآدمية قبل كل شيء، ونحن نؤيد هذه الفئة الثالثة.

ليس مطروحاً أن يقال: من مسئول حزب الإخوان كي نتواصل معه؟ ومن مسئول الحزب الفلاني كي نتواصل معه؟

وهناك بعض الشباب القائمين على المبادرة أعضاء في أحزاب ولكن أحزابهم لا تدعم المبادرة، وهذا لأننا قلنا إننا ليس لنا نشاط حزبي، وبالتالي مخاطبة أحزاب بعينها لا تعني المبادرة في شيء.

في 25 يناير نزلنا نطالب بدولة مدنية جاءت لنا الدولة الدينية نزلنا 30/6 نطالب بالدولة المدنية ثانياً جاؤوا لنا بالدولة العسكرية، وهذه المرة 2018، لن نتنازل عن مطلب الدولة المدنية التي تحفظ كرامة الإنسان وتحارب الجهل والفقر المرض ولا تخلق لي أعداء وهميين من أبنائها تقول إنهم هم الخطر على مصر، وكفاية استهانة بالشعب.

علاقتنا بأعضاء حملة دعم البرادعي رئيساً

هل تواصلت مع البرادعي باعتبار صلة "هالة البناي" عضو الحملة به؟ وماذا كان رأيه؟

لا يوجد تواصل بين الدكتور البرادعي ومبادرة الفريق الرئاسي، هو إنسان نحترمه ولكنه ليس حالياً جزءاً منها، لو كان منها لأعلن هو عن هذا ولكان ذلك شرفاً لنا جميعاً.

وليس معنى أن د. هالة البناي كانت عضواً في حملة التغيير للدكتور البرادعي أن له صلة بالمبادرة، فهناك الآلاف الذين كانوا في العمل العام مع هذه القامة التي نحترمها جميعاً ومديرة الحملة عملت لجانبه لخمس سنوات، تماماً كما شرفت بالعمل مع الدكتور زويل رحمه الله في جامعة كالتك وتعلمت منه الكثير.

ثم هل أصبح من المشبوه في زماننا هذا أن يجتمع تلميذ لشخصية حصلت على جائزة نوبل في السلام، مع زميل لشخصية أخرى حصلت على جائزة نوبل في العلوم، لكي يشاركا في مبادرة للتعليم والوحدة الوطنية؟ أتعجب ممن يقولون هذا الكلام، لقد جعلونا أضحوكة وسط الأمم.

لماذا اخترتم هالة البناي تحديداً لتدير هذه المبادرة؟

مؤسسو المبادرة اختاروا هالة البناي لما لها من قدرة على التواصل وإيجاد توافق مع مختلف أطراف المجتمع المدني فهي مستمع جيد ولها نظرة ثاقبة وخبرة في التعامل مع حملات التشويه.

أيضا هالة البناي لديها خبرة طويلة في المجتمع المدني وخبرة في ثورة 25 يناير والعمل العام، لأنها مشرفة على مؤسستين تساعدان في قضايا التعليم والصحة للفقراء.

فأول شيء توقعناه بعد وضع هذه المبادرة هو الهجوم عليها، ووضعنا خطة واضحة للتعامل معه، ومعنا شخصية ثالثة مؤسسة في المبادرة ذات خبرة في التعامل مع الهجوم الإعلامي، ولديها خبرة في العمل العام وفض النزاعات الفكرية، وهذا يفسر استمرار المبادرة وتعايشها مع محاولات التشوية حتى الآن. وسوف نعلن في أول مؤتمر صحفي للحملة في شهر أكتوبر المقبل عن بقية أعضاء المبادرة وأدوارهم.

علاقة المبادرة بأميركا والدول الغربية

هل تواصل معك سياسيون من أي دول أخرى للتعرُّف على مشروعكم؟

الحملة لم تطلب دعم أي أطراف خارج مصر وخارج الوطن العربي، ولدينا علماء وباحثون من العالم العربي من المغرب وتونس والأردن والكويت وعمان يمدوننا بمقترحات لحل المشاكل التعليمية والصحة والاقتصادية.

ونحن نستفيد من تجاربهم لأنها جرت في ظروف اقتصادية واجتماعية شبيهة لمصر خصوصاً تونس والمغرب، وبخلاف هذا لم نتصل بأحد ونعي جيداً أن دعم المجتمع الدولي هو سرابٌ تاهت من ورائه حركات كثيره ولن يغير الله شأن قوم ما لم يغيروا بأنفسهم.

وهل اتصل بكم أو بأحد أعضاء الحملة دبلوماسيون غربيون بحكم وجودكم في أميركا؟

جاءنا تواصل كبير من المصريين بالخارج وصحف وقنوات أجنبية وهيئات حقوقية ودولية معنية بالتعليم والصحة وحقوق الإنسان. نحن نراهن على قوة المصريين المؤمنين أنه حان الوقت لتخطو مصر إلى الأمام بعيداً عن الماضي الحكم العسكري والحكم الديني، لبناء دولة عصرية تحترم كل الأطراف وتجعل من التعليم مشروعها القومي.

لو افترضنا وصول الفريق الذي تريدون إيصاله للحكم، كيف يمكن أن يتحرّك وينفذ هذه المبادرة إذا كانت معظم المؤسسات خاضعة لسيطرة الجيش حالياً؟

من مصلحة كل المؤسسات الأمنية التي تعمل في مصر، أن تعلم أنه بدون "تعليم" وبدون تقديم حلول "لأزمة البطالة" ستواجه هذه القوى، أشرس عدو في التاريخ وهو الإنسان الجاهل الذي ليس لديه شيء ليخسره.

فلن تستطيع جيوش العالم مجتمعة أن تنتصر على رجل واحد فقد الرغبة في الحياة لأنه ببساطة لم يعد لديه شيء يخسره. وكلما ازداد البطش والقمع والظلم والتهميش والفقر ازداد العنف ولذلك تعجز دول قوية مجتمعة عن القضاء على جماعات صغيرة مسلحة.

والضامن الحقيقي للأمن في مصر والنجاح في القضاء على الإرهاب هو أن نقضي أولاً على الجهل والفقر والمرض والظلم فهؤلاء هم التربة الخصبة التي تزرع فيها بذور الكره وتنمو فيها جذور الإرهاب.

ولذلك نحاول أن نوصل هذه الرسالة للضمائر الحية الموجودة في الأجهزة الأمنية في مصر، وهناك الكثيرون ممن هم في هذه الأجهزة الحساسة ساعدوني في أثناء عملي في الرئاسة في الإفراج سراً عن طلبة معتقلين وعرضوا أنفسهم للخطر من أجل طلبة غلابة ومالهومش حد.

في حالة الفشل في الانتخابات المقبلة

وإذا لم تسمح المؤسسات الحالية لكم بالعمل؟

لا أعتقد أنهم سيفعلون ذلك لأنهم يعون جيداً أن مصر لا تستطيع أن تتحمل المزيد من العناد، الحل هو أن يساهموا في حوار حقيقي مع المجتمع، وأنا مؤمن تماماً بأن الحوار حول التعليم والوحدة الوطنية لم يعد له بديل في مصر، ومؤمن تماماً أن هذه المؤسسات تدرك جيداً أن العدو الحقيقي لمصر هو الفقر والمرض والجهل، والقوات المسلحة تدرك أن هذه الأشياء أشد وطأة من أي عدو يتربص بمصر.

وهناك دور سابق معروف للجيش في محو الأمية، وكان عمي الشهيد الدكتور أحمد حجي ومجموعة من ضباط القوات المسلحة يشرفون على فصول محو أمية وعلاج الفقراء من الأمراض في قريتنا المجاورة للمنصورة قبل وفاته في جبهة قناة السويس في حرب الاستنزاف.

وفي مبادرتنا نتمنى أن لا يقف الجيش على الحياد في حرب المصريين ضد الجهل والفقر والمرض.

وإذا فشل مرشَّحكم للرئاسة عام 2018 وجاء مرشَّح يستمر في نفس السياسات المرفوضة؟

أكيد سنوجه رسالة للشعب.. لو المبادرة شعرت أن القيادة المنتصرة في الانتخابات غير مؤمنة بأن قضايا الفقر والمرض والجهل هي الأولوية وليس لديها خطوات محددة وجادة لعلاج ذلك أو أنها سوف تستمر في إنفاق المال العام بالشكل الذي نراه حالياً في الإنفاق على مشروعات لا تفيد الشعب، أكيد سيكون هناك "تحرك تاني".. تحرك شعبي.

تقصد ثورة على غرار 25 يناير 2011؟

حاجة على غرار الحق المشروع في أننا نتعلم ونكون آدميين.. إحنا مش داخلين عشان نكرر المشهد الانتخابي الهزلي الذي حصل في 2014 "لا"، إحنا منافس شرس وحقيقي سواء بدعم أو بدون دعم.

وفي حالة النجاح: قرارات الـ 100 يوم الأولى

في حالة النجاح.. ما أبرز قرارات المائة يوم الأولى لمرشحكم؟

أتوقع أن تكون قرارات خاصة بهيكلة إنفاق المال العام وتقليص حجم الإنفاق العسكري والأمني ووقف حالات الملاحقة والتشويه للإصلاحيين وإيقاف المشاريع الوهمية واتفاقات الخارجية للتسليح وتوجيه تلك الأموال لخلق فرص عمل ولتطوير قطاعي التعليم والصحة.

فاذا أردنا المزيد من السلاح فعلينا أن نصنعه بأيدينا بعزة وكرامة وليس أن ننفق من قوت أمة فقيرة في صفقات تستفيد منها أولاً شركات التسليح الأجنبية قبل أن تستفيد منها قواتنا المسلحة.

أيضاً من قرارات المائة يوم العاجلة، سيكون الإفراج عن كل المعتقلين أياً كان انتماؤهم، والمساواة غير المشروطة بين المسلمين والمسيحيين، وتخصيص كل المعونات الخارجية لمدة أربع سنوات إلى قطاعي التعليم والصحة، فنحن لا نريد معونة أميركية كي نشتري بها سلاحاً ولا مساعدات خليجية لنشتري بها أسلحة من فرنسا.

نحن نريد أن نطور المدارس، ومن يريد الاستثمار في مصر سوف نشجعه أن يستثمر في قطاعات التعليم والصحة بامتيازات خاصة.

إنه عند وصول مرشحكم للحكم ربما يكون التعليم المجاني قد انتهى في ظل التخلي عن الدعم بشروط صندوق النقد الدولي، فما خطتكم؟

هناك خطط إصلاحية موجودة لإصلاح التعليم في مصر وأهمها الخطة الاستراتيجية لتطوير التعليم ما قبل الجامعي 2014 -2030 التي شاركت في الإشراف عليها مع وزير التعليم السابق دكتور حامد أبو النصر، وأعددنا وقتها خطة أخرى للتعليم العالي.

نرشح لك

أهم أخبار سيارات

Comments

عاجل