تعرف على تاريخ كسوة الكعبة

تتزين الكعبة فى العشرة الأوائل من ذى الحجة كل عام احتفالًا بهذه الأيام المبارك التى يجئ المسلمون بها من كل حدب وصوب للذهاب إلى بيت الله الحرام لتلبية نداء الله عز وجل راجينه بأن يتقبل توبتهم ويغفر لهم ذنوبهم.

وتعد كسوة الكعبة المزينة إحدى عادات المسلمين التى يسعى الكثيرون للتميز فى صناعتها باعتبارها شرفًا لهم وثوابًا عظيمًا.

ونعرض لكم فى هذا التقرير تاريخ صناعة كسوة الكعبة والدول المتميزة بها.

تاريخ أول كسوة للكعبة وقصتها:

تضاربت بعض الأقاويل حول أول من قام بكسوة الكعبة حيث يزعم البعض أن سيدنا إسماعيل -عليه السلام- هو أول من كسا الكعبة بينما يظن البعض الآخر أن النبي "محمد صلى الله عليه وسلم" هو أول مَن كساها، غير أن الثابت تاريخيًّا أن أول مَن كساها هو "تبع أبى كرب أسعد" ملك حمير سنة 220 قبل الهجرة بعد عودته لغزوة يثرب.

وقد نهى الرسول (ص) عن سب تُبَّع ملك حمير، و كانت أول كسوة كاملة للكعبة من "الخصف"، ثم "المعافير" وهى كسوة يمنية، ثم تم كسوتها "بالملاء" وهى كسوة لينة رقيقة، ثم قام أتباعه بعد ذلك بكستوها "بالوصايل"، وهى أثواب حمر مخططة، وومن بعدها "العصب" وهى أثواب يمنية يصعب غزلها؛ أى: يجمع ويشد.

ثم تدافع الأمراء بعد ذلك من كافة البلاد لتقديم كسوة الكعبة كهدايا إذا أن المسلمين يعتبرون كسوة الكعبة بمثابة فخر وشرف لهم واستمروا فى ذلك إلى أن جاء "قصى بن كلاب"، ففرض على القبائل رفادة كسوتها سنويًّا، واستمرت قريش بكسوة الكعبة حتى زمن "أبى ربيعة بن المغيرة المخزومي" وكان من الأثرياء، فقال لقريش: أنا أكسو الكعبة وحدى عامًا وجميع قريش عامًا، فوافقت قريش، وسمى بذلك "العدل"، لأنه عدل بفعله قريشًا كلها.

وكعادة المرأة العربية منذ قديم الأزل لم تتنازل عن أن يكون لها دور فعال فى كسوة الكعبة حيث قامت "نبيلة بنت حباب " أم العباس بن عبد المطلب بكسوة الكعبة لتكون بذلك أول إمرأة تشارك فى كسوة الكعبة.

وكان العرب قبل الإسلام يقومون بكسوة الكعبة فى يوم عاشوراء إلى أن جاء الإسلام فأصبحوا يقومون بكسوتها يوم النحر.

أول كسوة للكعبة بعد الإسلام:

كان الرسول (ص) أول من قام بكسوة الكعبة بعد فتح مكة حيث شاركه فى كسوتها أبو بكر الصديق مستخدمين فى ذلك الثياب اليمينية .

وخلف الرسول (ص)  فى كسوة الكعبة عمربن الخطاب وعثمان بن عفان حيث قاموا بكسوة الكعبة "بالقباطى المصرية".

دور مصر فى كسوة الكعبة:

كانت أول مشاركة لمصر فى كسوة الكعبة فى عهد عمر بن الخطاب" رضى الله عنة " حيث قامت مصر بإرسال قماش القباطى الذى كان يصنع فى مدينة الفيوم ليتم كسوة الكعبة به.