المحتوى الرئيسى

على الطاهري رئيس «كاتليست»: 6 محاور ضرورية لبناء الاقتصاد

09/11 10:39

لا تتحدث عن شخصيته، فهى ليست من الأمور السهلة، يتطلب وقتا طويلا حتى تفتش فى تفاصيل حياته العملية، فى ملامحه يتبدى إصرار غريب للتحدى، إيمان عميق بالعمل ليس للنجاح فقط، وإنما لتحقيق قيمة إضافية لشخصه وللآخرين.

«حاسم، مخاطر، منافس، مهتم بالنتائج، واثق بالنفس» هكذا يكون مهندس الميكانيكا، الذى كان لدراسة البيزنس مفعول السحر، فى حياته العملية.. على الطاهرى رئيس شركة «كاتليست بارتنرز» فلسفته التعلم من الأخطاء طريق النجاح، والاستثمار الجيد فى الوقت المناسب يؤدى إلى نتائج مرضية، كل وقته البحث عن الابتكار، والتفكير خارج الصندوق، فالتقليدية لا تبنى، ولا تصنع شيئا فى حلبة المنافسة.

«لا أؤمن بالتفاؤل والتشاؤم وإنما بالعمل، الذى يؤدى الى قيمة إضافية، وبدونها لن تتحقق التنمية المستدامة» بوجه بشوش تقدم الرجل مصافحا لى، وبدأ متابعا تفاصيل المشهد الاقتصادى بدقة، فى غرفة اجتماعات مكتبه.. قال «الاقتصاد المحلى جزء لا ينفصل عن الاقتصاد العالمى، ولا يسير بمعزل، الواقع يشير الى ان الاقتصاد العالمى يعانى حالة تباطؤ، فالتجارة العالمية تواجه عدم نمو، ولو الوضع عالميا أفضل حالا، بالطبع سوف تكون انعكاساته وتداعياته الإيجابية داخليا».

«6 محاور إذ تم العمل عليها بصور أكثر احترافية، ودراستها جيدا، سوف يكون لها دور كبير فى تحقيق النمو الاقتصادى، واستقطاب الاستثمارات» يقول «الطاهرى»» لدينا 3% فقط من الأراضى والعقارات مسجلة، وهى نسبة ضئيلة لا تتناسب مع المساحة الفعلية، وعدد العقارات، نعم بيروقراطية سائدة فى كل الجهات، ونحتاج التخلص منها، فهى آفة لا تبنى اقتصادا، بل تعمل على عرقلة وتطفيش الاستثمارات، ففى الاقتصاديات المتقدمة تصارع الدولة لتذليل العقبات أمام المستثمرين، فماذا قدمنا لذلك؟».

«الطاهرى» رجل يضع النقاط فوق الحروف، ويقدم رؤيته ويقول «أكثر من 35%، كيانات غير رسمية خارج منظومة الاقتصاد الرسمى، ولا يتم الاستفادة منها ولا تخضع لأى نظام ضريبى، أو إذ تم إدراجها ضمن منظومة الاقتصاد يكون لها ما لها وعليها ما عليها سواء فى ضريبة الدخل أو المبيعات أو القيمة المضافة مستقبلا، سوف يختلف الأمر».

نحن نشدد على عملية تقنين الدعم، حتى تتمكن الدولة من تخفيف العبء على عجز الموازنة، وكذلك العمل على توحيد سعر الصرف، بدلا من نظام السعرين، فمن غير المقبول ان يكون فى السوق سعر رسمى وموازٍ، ويصل الفرق بينهما 35% لصالح السوق الموازية، مما يتسبب فى عدم استقرار العملة، وفرض حالة ترقب على المستثمرين، من وجهة نظر «الطاهرى» ان البيئة المستقرة، قادرة على استقطاب استثمارات، وجذب المدخرات لانطلاق قاطرة المشروعات التنموية.

لحظة صمت سيطرت على الرجل ثم قال لى «انظر الى الطبيعة، فالمناخ يتغير، وهكذا نحن علينا الابتكار، وتقديم قيمة إضافية، حينما أعلن وزير الاستثمار السابق، عن نظام الشباك الواحد، أشار إلى مجموعة طويلة وعريضة من الإجراءات، لا نحتاج إلا الأساسيات المطلوبة من المستثمر لإنهاء إجراءات مشروعة، فمن غير المعقول ان تشمل الإجراءات قائمة عريضة المستثمرون فى غنى عن جزء كبير منها.

إحساس انتابنى ان الرجل فى جعبته روايات عن سوق المال، ولديه استعداد فى الدعم الفكرى من أجل تطوير المنظومة، وكأنه قرأ ما بداخلى... «الطاهرى» يعتبر سوق المال أداة تمويلية لا غنى عنها للمشروعات، يشارك فيها اطراف السوق.

الرجل الذى مر بمرحلة أكثر احترافية بطبيعة حياته الخارجية، وخبراته العملية والمهنية المكتسبة من المدارس الغربية، يقدم روشتة لمعالجة بعض الأمور فى قانون سوق المال 95 لسنة 92، باعتبارها متطلبات فرضتها المستجدات، ففى الطروحات العامة، يتطلب الأمر تعديلا فى الطرح العام بالشركات الخاصة، بأن يتولى مدير الطرح عملية توزيع الطلبات بما يحقق مصلحة الطرح، وعملائه، فلا يتدخل طرف آخر فى عملية التوزيع ضمانا لتحقيق نجاح الطروحات.

فى جعبة الرجل الكثير فى هذا الملف، فالأدوات التى تحقق النجاح فى سوق المال، تتوقف عند اضلاع المثلث الثلاثة للتمويل من خلال أدوات الأسهم والسندات والصكوك، سوق الأسهم يشهد نموا كبيرا، بالمقارنة لسوق السندات والصكوك، فمن غير المعقول التعامل مع الأداتين على انهما أداة واحدة، تحت باب واحد باللائحة التنفيذية فى سوق المال، لهما نفس الصفات والخصائص، وهو امر يعد عائقا أمام السندات، والصكوك، فيكفى ما واجهته هذه الأدوات طوال السنوات الماضية من ظلم وعدم اهتمام، فلا يوجد سوق يقوم على اداة واحدة فقط.

لديه ملاحظات أيضا على طلب الجهات الرقابية بإلزام الورقة المالية، الراغبة فى الحصول على تمويل بعمل تصنيف ائتمانى، لذلك لا بد من إلغاء مطلب التصنيف فيما يتعلق بالورقة المالية من خلال السندات والصكوك، حتى لا تكون عائقا فى نمو هذه الأدوات، باعتبارها وسيلة تمويل مشروعات تنموية، وهذه معوقات تهدد نشاط سوق السندات والصكوك، خاصة انهما لم يتمكنا من النمو طوال 24 عاما الماضية، مقارنة بسوق الأسهم، كما لابد من إعادة نظر مصلحة الضرائب فى الإجراءات المفروضة على إعادة هيكلة الشركات التى يتم تجهيزها للتمويل، والتى تتعامل مع الربح الدفترى على انه رأسمالى، قبل قيام الشركة بتسييل الأصل، مما يعد أمرا غريبا.

أسأله: هناك حالة عدم رضا بالسوق عن الطروحات الأخيرة بالبورصة.. كيف ترى المشهد؟

المستثمر فى السوق ثلاثة أنواع، مضارب خلال فترة زمنية قصيرة على الورقة، وهو يخلق نوعا من السيولة على الورقة، ومستثمر يمتلك الورقة المالية لفترات طويلة، "اربيتراج" وهو المستثمر الذى يستفيد من فروق أسعار الورقة بين سوقين او اكثر، ولا يمكن الحكم على الطروحات الأخيرة بالنجاح أو عدم النجاح إلا بعد فترة زمنية حوالى عامين، حتى يتبين اداء الشركة فى قوائمها المالية، ومن الإنصاف ان تتم مقارنة أداء الشركة بأداء السوق.

«الطاهرى» المتخصص فى هندسة الميكانيكا، عاشق الرياضيات، استهوته دراسة البيزنس لطبيعته الحركية، غير النمطية، رغم عمل استمر 7 سنوات فى الهندسة، لكن قدم نموذجا مبتكرا من خلال تأسيس شركته، لدعم الشركات الصغيرة والمتوسطة، فى التمويل اللازم للشركات التى لديها فرص للنمو واستراتيجية فى الإدارة، ونجح فى أول تجربة فى السوق بتقديم ام بى للهندسة ببورصة النيل.

طموحات الرجل طويلة وعريضة فى مجال الشركات الصغيرة والمتوسطة، فالرجل عاشق ذلك الى ان تصل الشركات المستهدفة بالرعاية إلى «حالة نضج»، لتقديمهم الى السوق.

أهم أخبار اقتصاد

Comments

عاجل