المحتوى الرئيسى

العيد فرصة للوفاء بوعد الرئيس | المصري اليوم

09/11 00:58

الذين يتعمدون إجهاض وعد الرئيس بالإفراج عن الدفعة الرابعة من شباب المحبوسين بالمماطلة والتأخير يفرغون الوعد من معناه. ما معنى أن يعد الرئيس بالإفراج عن الشباب ويصرح بهذا الوعد مرات، ولا يتحقق؟ هذا يأكل من مصداقية الرئيس، وفى ظل تآكل مصداقية كثير من وجوه الحكم لم يتبق إلا الثقة الشعبية فى الرئيس!.

للجهات المعنية حساباتها، والرئيس يستبطن هذه الحسابات يقيناً، ووعد الرئيس مبنى على تقارير طلبها وقدمت إلى سيادته، ودرسها بعناية، وقرر وقطع وعداً نشرته الصحف القومية الثلاث فى آن، ورغم أنه وعد متأخر ومتكرر إلا أن الاحتفاء الشعبى والسياسى بالوعد كان يستوجب الوفاء العاجل بالإفراج، كنت أظنه مواكباً للوعد تالياً مباشرة على التصريح به من أعلى سلطة سياسية فى البلاد.

سؤال لا تتوفر له إجابات شافية، وهل التأخير مقصود، وما هو القصد السياسى، وهل يخدم التأخير الرئيس، وهل يصب فى صالح مؤسسة الرئاسة؟.. كلها أسئلة على من يهمه الأمر أن يتوقف ملياً أمامها، ويتبين الخسارة التى تترتب عليها، أكلما انتوى الرئيس قراراً يقربه إلى الشارع يجرى إجهاضه عمداً مع سبق الإصرار والترصد؟.. أخشى أن هناك من يخرب العلاقة بين الرئيس والشارع!!

استجابة الرئيس لمناشدات الحادبين على سلامة الوطن ترجمها فى وعد رئاسى برؤية وفكرة وباستهداف فتح المجال الحيوى فى ملف الحريات وحقوق الإنسان، ويقيناً لم يكن وعداً للاستهلاك المحلى أو تجملاً، ولا رضوخاً لضغوط داخلية أو خارجية، من ذا الذى يحوّل وعد الرئيس من مكسب متحقق إلى خسارة محققة، ويعطى الثعالب الماكرة فرصة للتلسين على الرئيس، أرفض أن يقال على السيسى إنه لا يفى بوعد قطعه على نفسه!.

ابتداءً، فتح كوة فى الحائط المسدود مع الشباب مطلب وطنى، وتخفيف القبضة يخلف تنفيساً من حالة الاحتقان التى بات عليها كثير من الشباب، كما أن إطلاق هذه الدفعة يفتح الباب أمام دفعات تالية، ومستهدف رئاسياً تفريغ السجون تحديداً ممن لم تلوث أيديهم بالدماء، وممن ثبت أنهم من المُضَلَّلين أو المُغَرَّر بهم أو من أخذتهم حماسة وطنية، فى مواقف ملتبسة سياسياً.

وتالياً، قطع الطريق على المتبضعين بهذه القضية، ليس حرصاً على مستقبل الشباب ولكن نكاية فى النظام، هؤلاء الشباب صاروا حاضرة بضاعة جيدة تروج محلياً عالمياً، إطلاق الشباب فى عام الشباب يوفر مصداقية للنظام فى مواجهة هؤلاء المتبضعين، ويحرمهم من التسوق الإلكترونى.

وثالثاً، نزع ورقة ملوثة من أيدى الإخوان والتابعين، هذه الجماعة وعبر منابرها الإعلامية داخلياً وخارجياً لم يعد لديها صالح للاستخدام ضد النظام سوى ورقة الشباب فى السجون، ويتخفون وراء هذا الحائط لينفذوا إلى عصب النظام، وليجدوا نصيراً على الأرض، وينصّبوا أنفسهم حماة لشباب سبق أن اغتالوه مرات خلال عام حكمهم الأسود.

وأخيراً، لماذا يخسر الرئيس والنظام فى محل كسب مؤكد، أبداً ليس كل تأخيرة فيها خيرة، إذا وعد الرئيس أوفى، والرئيس وعد لِمَ لا تبرّون الرئيس، يقيناً الرئيس يعلم أن وعده لم يُنفذ وعليه أن يسأل، ويتحقق، ويأمر بالتنفيذ، وعاجلاً.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل