عن كليات القمة (2ـ 2) | المصري اليوم

ما الذى يجعل كلية معينة من بين كليات القمة؟.. الجواب على ذلك ببساطة هو الطلب، أو إن شئنا مزيدا من الدقة هو العلاقة بين العرض والطلب.. فالجامعة فى النهاية ينطبق عليها ما ينطبق على أى سلعة من السلع.. عندما يزداد الطلب عليها، وعندما يعجز العرض- بقدر أو بآخر- عن تلبية هذا الطلب، يرتفع السعر، مستبعداً بارتفاعه شرائح معينة من الراغبين فيها، ويظل السعر يواصل ارتفاعه إلى أن يصل إلى النقطة التى يتوازن فيها العرض مع الطلب!.. الطلب فى حالتنا هو رغبة الطلاب فى الالتحاق بكلية بعينها، أما العرض فهو عدد الأماكن التى يمكن أن تستوعبها تلك الكلية، أما السعر فهو المجموع المطلوب الذى ارتفع فى السنوات الأخيرة فى الجامعات الحكومية ليصل إلى 97% بل إلى 98% أحيانا (كلية الطب- جامعة سوهاج فى إحدى السنوات الماضية على سبيل المثال!).

والسؤال الآن هو: ما الذى يخلق الرغبة (الطلب) لدى طالب معين للالتحاق بكلية معينة؟ والجواب على ذلك هو مجموعة من العوامل الشخصية والموضوعية، يأتى على رأسها مدى توافر فرص العمل عند التخرج، (فى السنوات الأخيرة أصبح هذا العامل هو المحدد الوحيد تقريبا للمفاضلة بين الكليات المختلفة)، وبالتالى أصبح هو المحدد لما يُعرف بكليات القمة التى لا تعنى بالضرورة قمة العلم ولا قمة المعرفة ولا قمة التقنيات المتقدمة، فكل كليات الجامعة فى ذلك سواء فيما هو مفترض وفيما ينبغى أن يكون.