المحتوى الرئيسى

دومة يكمل عامه الثامن والعشرين بين سجن السيسي وحرابة الإخوان.. «مزروعين في غيطان السجن قمح وأمل» (بروفايل)

09/10 21:24

ربما يسطر في صفحات التاريخ، مشهد أحمد دومة يقف أمام القاضي ناجي شحاتة، ويصفق بيديه بعد الأحكام المتتالية بحقه، ليكون «مستر سين» الظلم بعد 5 سنوات من الثورة، فرغم مرارة التراجع أو ما يعتقده البعض «هزيمة»، تبقي روح «دومة» ورفاقه الصامدين في الزنازين، بمثابة نور شحيح في نفق «الثورة المضادة» المعتم، لكن ربما بمرور الوقت يمتد هذا النور إلى أقصى حدود البلاد، ويشرق في حناجر الملايين طلبًا للحرية والعدالة.

ينقضي اليوم السبت، العام الثالث على المتحدث الرسمي السابق باسم ائتلاف شباب ثورة 25 يناير، دخل السجن، متزامنا مع عيد ميلاده الثامن والعشرين، أحمد دومة، واحد من أبطال الحراك الجماهيري الهادر قبل وبعد وأثناء ثورة يناير المجيدة، وتصل العقوبات الصادرة بحقه إلى 31 عامًا.

يمر عيد ميلاد «دومة» حزينًا على رفاقه، لا بسبب عتمة الزنازين فقط بل لأن الاحتفال يصاحبه «تآكل فى العظام»، فيما أكد أطباء السجن أنه لابد أن يخرج لإجراء عملية تغير مفصل الركبة، كما قالت زوجته نورهان حفظي، موضحة وجود مشاكل في معدته، فضلا عن التعب الذي حدث له بعد إضرابه عن الطعام، بينما تصر وزارة الداخلية على رفض جميع الطلبات القانونية المقدمة من زوجته وهيئة الدفاع.

ارتبط «دومة»، بحركة شباب 6 أبريل، ودعوات التغيير الدستور وحركة كفاية وحركة شباب من أجل العدالة والحرية، فهو عضو مؤسس في أغلب الحركات الاحتجاجية والمعارضة في مصر منذ عام 2004 مع ظهور حركة كفاية، وأحد أنشط الداعين لمظاهرات 25 يناير، عرف بثوريته منذ برز على الساحة السياسية، وجذب بكلماته العفوية المعبرة أفئدة الشعب المصري، وأطلق البعض عليه اسم «صائد الفراشات»، بعد أن تمكن خلال أيام الثورة من التقاط قنابل الغاز وإبعادها عن المتظاهرين.

سجل «دومة»، رقمًا قياسًا في عدد المرات التي دخل فيها السجن، حتى أنه سجن أكثر من 18 مرة في عهد المخلوع مبارك والمجلس العسكري، وطاردته الاتهامات بالتحريض على العنف، ومحاولة إسقاط نظام الحكم، وقضى خمس سنوات كاملة في سجون مبارك قبل الثورة، وفي عهد المجلس العسكري اعتقل في سجن طنطا على خلفية اتهامة بالتحريض على أحداث مجلس الوزارء وحرق المنشآت العامة.

في 13 يناير 2012 قرر قضاة التحقيقات، حبس الناشط أحمد دومة 15 يومًا على ذمة تحقيقات أحداث مجلس الوزراء، وفي 9 أبريل من نفس العام قرر القضاة إخلاء سبيل دومة في نفس الواقعة، في عهد المجلس العسكري.

وقع «دومة»، على استمارات تمرد لإسقاط حكم الرئيس المعزول محمد مرسي من خلف القضبان، ولم يستطع المشاركة في مظاهرات 30 يونيو، وأفرج عنه قبل إكمال العقوبة بعد عزل مرسي عن الحكم.

لم يكمل «دومة» شهرًا بعد زوجه من شريكة حياته نورهان شهر، وعاد مرة أخرى إلى السجن فى 3 ديسمبر 2013 في عهد الرئيس المؤقت عدلي منصور، بعد مشاركته في مظاهرة أمام مجلس الشورى لرفض محاكمة المدنيين عسكريًا.

وشارك الناشط في معركة الأمعاء الخاوية التي قادها معتقلون في عدة سجون للمطالبة بالإفراج عنهم، وإلغاء قانون التظاهر، لكن ذلك لم يغير من الواقع شيئَا، وطالب حقوقيون بالإفراج عن دومة ومعتقلي قانون التظاهر، كما طالب بعضهم الرئيس عبد الفتاح السيسي بالعفو عن دومة والنشطاء المحبوسين، بعد تصريحه بالإفراج عن محبوسين في الذكرى الرابعة لثورة 25 يناير.

وقضت محكمة جنايات القاهرة برئاسة المستشار ناجي شحاتة، بالحكم على أحمد دومة و229 آخرين بالمؤبد وتغريمهم 17 مليون جنيه قيمة تلفيات مجلس الشعب والشورى والمجمع العلمي.

كتب «دومة»، مقالا في جريدة «المصري اليوم» بتاريخ 11-6-2015 بعنوان "قُبلاتنا تُبقينا"، وقال فيه لزوجته نورهان: "تجتاحنى رغبة عارمة فى الكتابة- فنحن نكتب أحيانا لننجو- وفى الشكوى والصراخ.. أحضر ورقة وقلما وأشرع فى الكتابة: «حبيبتى..» أشفق عليها مما أريد أن أكتب فأتوقف، فنحن حين يثقلنا الألم نحتاج التحدث لحبيب يحمل عنا، وحين يثقلنا أكثر، نشفق على من نحبهم مما نحمل فنحتفظ به لأنفسنا وفقط، خاصة وأنا أعرف أنه تزورها الآن أفكار سوداوية كافية حول مستقبلى هنا".

وفي 7 إبريل 2015 اختارت جائزة مصطفى الحسيني لأفضل مقال عربي شاب 4 مصريين للدخول في قائمتها القصيرة المرشحة للفوز، والقائمة ضمت الناشطين السجينين أحمد دومة وعلاء عبدالفتاح عن مقالهما المشترك «جرافيتي لشخصين»

ونشرت قصيدة كتبها «دومة» من دخل محبسه بعنوان "يا مصدقين الحلم"، تقول القصيدة:

المؤبد في «أحداث مجلس الوزراء»

في 4 فبراير 2015 قضت محكمة جنايات القاهرة، والمنعقدة بمعهد أمناء الشرطة بطرة، بمعاقبة أحمد دومة بالمؤبد، وإلزامه بدفع مبلغ 17مليون جنية قيمة اتلافات مجلس الشعب والشورى والمجمع العلمي في القضية المعروفة إعلاميا بـ«أحداث مجلس الوزراء».

كما قضت محكمة جنايات القاهرة، بحبس أحمد دومة 3 سنوات وتغريمه 10 آلاف جنيه، لإهانته للقاضي محمد ناجي شحاتة، رئيس المحكمة بسبب سؤاله للقاضي عن امتلاكه حساب على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» من عدمه.

3  سنوات «الاعتداء على القوات أمام محكمة عابدين»

وقضت محكمة جنح عابدين، بحبس أحمد دومة، 3 سنوات وغرامة 50 ألف جنيه، بتهمة الاعتداء على القوات واستعراض القوة أمام محكمة عابدين وإتلاف منشآت عامة وخاصة وإصابة أفراد القوات المكلفة بتأمين المحكمة.

6  أشهر في «التعدي على الضباط داخل الحبس»

وأيدت محكمة جنح المعادى المنعقدة بمعهد أمناء الشرطة بطرة، فى 19 مارس 2016 بحبس كلا من أحمد دومة وأحمد ماهر ومحمد عادل 6 أشهر فى قضية رقم 3715 لسنه 2014، والمعروفه بالتعدى على الضباط دخل الحبس، وظهرت بدون علم المحامين أو زوجته إلا بعد زيارته.

وقال أنس السيد، المحامى بالمفوضية المصرية للحقوق والحريات، أن أثناء انعقاد جلسه الاستئناف فى قضية التجمهر أمام سجن عابدين تم التعدى على دومة وماهر وعادل بالضرب دخل الحبس من مجموعة الضباط، ثم تم عمل بلاغ بالتعدى على على الضباط، وتم الحكم عليهم غيابيًا بـ6 أشهر بدون علم المتهمين برغم من وجدهم فى محبسهم، وتم تأييد الحكم فى جلسة المرافع، وسنقدم استئناف على الحكم.

وفي 25 يوليو 2016، أثناء أدائه الامتحانات داخل السجن، هدده السجناء المنتمين لـ«داعش والإخوان» بإقامة حد الحرابة عليه، وأنه كان سيتم تنفيذه داخل السجن «لولا تدخل البعض»، وروت نورهان حفظي، زوجته في تصريح سابق لـ«البداية»، أن «دومة كان يمتحن من ١٧ يوليو، كل الامتحانات بتكون في سجن ليمان طرة أول يوم، وقبل دخول لجنة الامتحان كان في غرفة انتظار مع باقي الطلبة من غير أي تأمين أو مراعاة لأنهم انتماءات مختلفة وسهل جدًا تحصل كوارث، للأسف معظم الموجودين كانوا دواعش أو إخوان منعرفش تهمهم، لكن ده اللي قالوا أحمد من نقاشاتهم معاه».

وأضافت: «إن ما حادث بعد نقاش طويل أنهم قعدوا ينظروا ليه، ولازم يطبقوا على أحمد (حد الحرابة) وليه هو مفسد في الأرض، وتتطور الأمر بعد ذلك لخلاف حوالين نطبق عليه حد الحرابة دلوقتي حالاً ولا لما يخرج من السجن علشان ميبقاش في حالة ضعف، وبعد ذلك قعدوا يتخانقوا ويحوشوا بعض عن أحمد لأن حبة منهم قاموا باتجاهه علشان يطبقوا عليه الحرابة فعلاً، كل ده من غير أي تواجد أمني».

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل