المحتوى الرئيسى

القبطان سامى بركات حارب إسرائيل "200" يوم بمفرده فى سيناء

09/10 20:49

رحلة كفاح هذا البطل الذى حارب إسرائيل لمدة 200 يوم بمفرده، فى مبنى الإرشاد الرئيسى لهيئة قناة السويس بمحافظة الإسماعيلية، القبطان سامى بركات  أحد أبطال حرب أكتوبر 73 جذوره ترجع الى مدينة أجا بمحافظة الدقهلية، تخرج فى الكلية البحرية عام 1969 أى فى عز حرب الاستنزاف والاعداد لمعركة العبور، بعد التخرج عمل على إحدى كاسحات الألغام البحرية، ثم ذهب ليعمل فى الاستطلاع البحرى خلف خطوط العدو، بين أفراد أول وحدة بحرية أوكلت اليها مهمة جمع معلومات حربية خلف خطوط العدو أثناء حرب أكتوبر، كانت المهمة خطرة وشاقة من رأس غارب وصولا الى أبورديس وبلاعيم لاستطلاع تحركات العدو فى تلك المنطقة التى كانت خاضعة بالكامل لسيطرة القوات الإسرائيلية، كان ضمن مجموعة الاستطلاع وكان ابرز أفرادها هو النقيب سامى بركات، ومعه اثنان من القوات البحرية ودليل ينتمى لبدو سيناء، وبحكم أنهم أعرف الناس بشعب سيناء وبحورها وجبالها .

كانت حرب أكتوبر قد اندلعت على اشدها والمعارك مستمرة وفى يوم 8 أكتوبر  1973لاحظ قائد مجموعة الاستطلاع أن اللنشات الإسرائيلية تجوب المياه من ابورديس الى بلاعيم بلا توقف وانها ترصد كل شاردة وواردة فى المنطقة ومن ثم فان هناك خطورة واضحة على سلامة أفراد مجموعته فاقترح إرجاء تنفيذ العملية اليوم التالي، لكن النقيب سامى بركات، قابل الاقتراح بانفعال وصمم على تنفيذ العملية وبث حماسه فى أفراد المجموعة فاستهانوا بالخطر ورضوا بكل النتائج بما فيها الشهادة أو الاسر، لم يكن هناك بد من تنفيذ العملية فى موعدها وبدون أى تأخير أمام هذا الحماس المتدفق.

قاد النقيب سامى بركات مجموعته بكفاءة عالية وحصل على معلومات عسكرية ومهمة عن تحركات القوات الإسرائيلية وبعد أربعة أيام من الاستطلاع خلف خطوط العدو، وفى طريق العودة اكتشفت المجموعة ان طريقها قد ضل وأنها أصبحت محاصرة وأن أى خطوة معناها إبادة المجموعة بأكملها، واتجه تفكير سامى بركات الى العودة عن طريق العبور الى الاراضى الاردنية أو السعودية لكنه وجد الطريق مغلقاً واللنشات الإسرائيلية تحاصر كل شبر فى مياه البحر الاحمر .

وشمت القوات الإسرائيلية رائحة مجموعة استطلاع مصرية فى المنطقة يقودها ضابط مصرى، فصدر القرار باصطياده بأى ثمن واستغلاله فى حملة دعائية مضادة لتثبت للعالم أن قواتها لم تهزم وانها أسرت ضابطاً مصرياً ومجموعته وأطلقت المخابرات العسكرية الإسرائيلية عيونها فى المنطقة كلها ترصد المجموعة المصرية وقائدها وتفتش عنه فى كل شبر فى الأودية والجبال.

ويحكى القبطان سامى بركات، ويقول: لم يكن هناك بديل أمامنا من الاختباء فى سيناء ولما كان الدليل البدوى الذى يقودنا اسمه عتيق ينتمى الى إحدى القبائل البدوية فقد اتجهنا الى هناك وكنا نرتدى ملابس الصاعقة، وكان الدليل هو الوحيد الذى يرتدى الملابس البدوية، كان الطريق طويلًا وشاقاً وكادت المؤن التى معنا تنفد فقررنا أن نقتصد فى المياه كل ثلاث ساعات، وكنا نتحرك ليلاً حتى لا تكشفنا مخابرات العدو وطائراته.

وبحكم ما تعلمناه تدربنا عليه كنا نمسح آثار أقدمنا على الطريق كل فترة، والبدو خبراء فى تتبع الاثر أو ما يطلق عليه اسم" الجرة "وعنهم أخذ الاسرائيليون هذه الخبرة، وطوال 25 كيلو سيرًا على الأقدام فى طريقنا الى قبيلة اولاد سعيد أول قبيلة فى جهينة رحبوا بنا وقدموا لنا الزاد والماء وطلب شيخهم من ابنته أن تسرع بأغنامها الى الطريق لتسير عليه لتمحو آثار أقدامنا، ولكن كانت عيون الإسرائيليين أسرع، فالتقطوا الأثر وتحركت طائرة  هيليوكوبتر تجاهنا وراحت تطاردنا بقسوة واختفينا فى الجبال، ومع ذلك ظلت الطائرات الاسرئيلية تحوم فى سماء المنطقة وتطلق القنابل المضيئة والقذائف العشوائية لمدة ساعة، وبعد ساعتين داهمت قوة إسرائيلية القبيلة وراحت تفتش عنا فى كل خيمة ولما تأكدوا من عدم وجودنا راحوا يهددون شيخ القبيلة مؤكدين أن هناك قوة كوماندوز مصرية فى المنطقة، وأن تقديم أى مساعده لهم سوف يقابلونه بلا رحمة وسينزلون العقاب بالجميع بمن فيهم النساء ولأطفال .

ورغم ذلك كنا حصلنا على مؤننا من القبيلة وزودنا بملابس تساعدنا على التنكر والاختفاء بدلا من ملابسنا العسكرية التى كانت تكشفنا بسهولة أمام العدو وطائرته، وكانت قبيلة عتيق هى الهدف القادم بعد ذلك حيث الامان من مطاردات العدو وحيث يمكن تدبير وسيلة للعودة الى احد معسكرات الجيش المصرى، وفى رحلة العودة عاش النقيب سامى بركات ومجموعته فى 11  جبلاً من جبال سيناء تنقل بينها ونام فى مغاراتها ورغم قسوة الظروف فان الروح المعنوية لهم كانت فى عنفوانها حتى أنهم كانوا يطلقون على المغارة التى ينامون فيها تدليلا اسم القصر ويداعبون بعضهم هنبات فى قصر جديد الليلة مع العلم ان صعود الجبل كان يستغرق ساعتين والنصف.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل