المحتوى الرئيسى

المصريين الأحرار: إحنا رمانة الميزان

09/10 20:46

أدار الندوة محمود سعد الدين أعدها للنشر سماح عبد الحميد - تامر إسماعيل - تصوير حسين طلال

رئيس الهيئة البرلمانية للحزب: موازنة الحكومة شبه الشركات الفاسدة

القفاص: قوانين النواب "كلام على ورق" والحريرى ونادية نجوم إعلام

بدأت معركة انتخابات برلمان 2016 وهو يضع أمام أعين مرشحيه وناخبيه أجندة وأهدافًا واضحة ومحددة، أعلن عنها كثيرًا فى حملته الدعائية، أبرزها محاربة الفقر، والنهوض بالتعليم، والقضاء على الفساد، والنهضة الاقتصادية وتحسين أحوال المواطن.

إنه حزب المصريين الأحرار، الذى اختتم أحد إعلاناته بجملة "علشان مصر اللى بنحلم بيها"، فهل حقق الحزب الذى حصد أكثرية المجلس، بواقع 62 نائبًا، ما يحلم به وحلم به ناخبوه لهم ولمصر؟ وهل حقق الحزب أجندته التشريعية والرقابية والسياسة خلال دور الانعقاد الأول لمجلس النواب الذى انتهى قبل بدء هذه الندوة بـ72 ساعة؟

فى كل ملف تمّت مناقشته داخل المجلس على مدار 8 أشهر كان للحزب ونوابه موقف واحد لم يخرجوا عنه، ورغم بعض العقبات التى مر بها، بفعل نوابه الثلاثة: مى محمود، وعماد جاد ونادية هنرى، الذين تسببوا فى انخفاض عدد نواب الهيئة البرلمانية للحزب من 65 إلى 62، بانشقاقهم عن الهيئة البرلمانية، إلا أن الحزب ظل متماسكا ومتجانسا، ولكنه ترك أسئلة كثيرة فى أذهان ناخبيه والمتابعين لعمل المجلس، أبرزها لماذا لم يقدم الحزب نفسه فى المجلس على أنه حزب المعارضة؟ ولماذا لم ينفذ أجندته التشريعية التى أعلنها قبل بدء الجلسات؟ وكيف يقيم أداء البرلمان ورئيسه وأداء الحكومة ورئيس الجمهورية؟ وماذا سيفعل فى الملفات الشائكة التى ستطرح على المجلس فى دور الانعقاد الثانى، مثل قضية اتفاقية تيران وصنافير وأزمة إسقاط عضوية نائبه أحمد مرتضى منصور بحكم محكمة النقض؟ كل هذه الملفات وغيرها كانت محورًا للنقاش فى الندوة التى نظمها "برلمانى" بحضور رئيس الحزب الدكتور عصام خليل، وعلاء عابد رئيس الهيئة البرلمانية للحزب، وإيهاب الطماوى عضو الهيئة البرلمانية، وشهاب وجيه المتحدث باسم الحزب، ونصر القفاص أمين الإعلام بالحزب، وأدراها محمود سعد الدين رئيس تحرير موقع برلمانى.

تقييم أداء المجلس خلال دور الانعقاد الأول

فى بداية الندوة، قال الدكتور عصام خليل رئيس حزب المصريين الأحرار، إن أداء المجلس تطور بشكل مذهل، خاصة فى ظل ما أقره من قوانين واتفاقيات، ويكفى إقراره لقانون بناء وترميم الكنائس الذى لم ينجح أى برلمان فى إقراره منذ 160 عاما.

وردًّا على سؤال محمود سعد الدين، رئيس تحرير موقع "برلمانى"، حول التصنيف السياسى للحزب تحت قبة البرلمان، أكد "خليل" أن حزب المصريين الأحرار ليس حزبًا معارضًا، وأنه لا يعارض من أجل المعارضة، متابعًا: "نتفق مع ما يتفق مع مبادئ الحزب وبرنامجه، ونختلف مع ما يختلف مع مبادئنا، ما يعنى أن معارضتنا للصالح العام".

وفى هذا السياق، قال علاء عابد رئيس الهيئة البرلمانية للحزب، إن هذا البرلمان استثنائى، والمصريين الأحرار يقدم صوتا معتدلا تحت القبة، مستطردًا: "بنقول نعم لما نحتاج نقول نعم، وبنعارض لما الموقف يستدعى، إحنا رمانة الميزان فى المجلس، الموافقة على الموازنة العامة الجديدة ليست شيكًا على بياض، وأن هذه الموازنة لا تصلح لدولة عظيمة مثل مصر وإنما لشركة خاسرة، وهو مادفعنا إلى الرفض من حيث المبدأ، الخلاصة أننا نرفض المعارضة إذا كانت من أجل الظهور أو مغازلة المواطنين فى الشارع، لكن المعارضة الوقتية حتى يزول السبب ونعود مرة أخرى لمساندة الدولة، لأننا سنساند الدولة المدنية الحديثة، وأداء حزب المصريين الأحرار أثبت أنه قادر على أن يكون رمانة الميزان فى البرلمان، والجميع يشهد له بذلك".

وعن الرفض من أجل الشو الإعلامى، قال النائب إيهاب الطماوى، عضو اللجنة التشريعية بمجلس النواب، إن هذا المجلس ثبت بالأرقام أنه أنجز فى دور الانعقاد الأول من الفصل التشريعى الأول، بعد فراغ خمس سنوات، ما لم تنجزه برلمانات كاملة.

لماذا أعطى البرلمان أولوية لمشروعات قوانين الحكومة وترك مشروعات النواب؟

وقال "الطماوى" ردًّا على السؤال السابق، إن كل مشروعات القوانين التى قدمتها الحكومة لمجلس النواب خضعت لتعديلات جوهرية، ولم يمررها البرلمان كما هى، وأكمل على حديثه نصر القفاص أمين الإعلام، قائلا: "أغلب مشروعات القوانين التى تقدم بها النواب كانت حبرا على ورق وغير مكتملة، والنواب لم يقوموا بالدور المطلوب لإكمال هذه المشروعات، وبعدين فيه نواب كانوا نجوم إعلام بس، مش نجوم عمل برلمانى، زى عماد جاد ونادية هنرى وهيثم الحريرى، لكن العمل التشريعى المتكامل مختلف تمامًا".

وأضاف شهاب وجيه، المتحدث باسم الحزب، مستكملاً هذه النقطة، بأن النظام السياسى فى مصر مختلط، ويُلزم البرلمان بإعطاء أولوية لمشروعات قوانين الحكومة، وهذا معترف به فى كل الدول التى تشبه نظام مصر.

لماذا لم يناقش البرلمان قانون بناء الكنائس الذى أعده الحزب؟

فى هذا الإطار، يقول علاء عابد، إن قانون بناء الكنائس تحديدًا ذو طبيعة خاصة، لأنه من المشروعات التى يجب أن يكون هناك توافق عليها من الكنائس الثلاثة ومن النواب ومن اللجان المشتركة، متابعًا: "لو مش عايزين نطلع القانون كنا عملنا الخناقة دى، لكن فى هذا القانون تحديدًا كانت لدى الجميع رغبة فى إخراجه للنور، وإذا احتجنا تعديله بالتأكيد سيكون ذلك متاحًا، وفى رأيى نجاح البرلمان فى إنجاز هذا القانون تحديدًا، إلى جانب لجنة تقصى حقائق القمح، أكثر موقفين أثبتا أن هذا البرلمان استطاع أن يقدم ما لم تقدمه كل البرلمانات السابقة".

فى حين قال الدكتور عصام خليل، إن الحزب ناقش مشروع قانون بناء الكنائس الخاص به مع الحكومة، وبالمناسبة كانت هناك مواد متشابهة إلى حد كبير بين القانون المقدم من الحزب ونسخة الحكومة، وباقى النقاط تم التوافق عليها، بمعنى أنه كان هناك تشاور مع السلطة التنفيذية ممثلة فى الحكومة، لأن إحنا مش بنحب نطلع فى الإعلام ونعمل شو.

وعن فكرة تقديم الحكومة لمختلف مشروعات القوانين، قال شهاب وجيه، المتحدث الإعلامى باسم حزب المصريين الأحرار، إن النظام المصرى هو نظام مختلط، وفى هذا النظام تستمد الحكومة شرعيتها من البرلمان، وعلى الحكومة أن تقدم برنامجا متكاملا للبرلمان، وهو ما يجعل الدور الرئيسى فى التشريع عائدا على الحكومة وليس النواب.

وما رأيكم فى تصريحات علاء عبد المنعم المتحدث باسم ائتلاف دعم مصر فى المجلس وتجاهله لمشروعات القوانين المقدمة من النواب.. وأنه ضيع دور انعقاد كاملا دون الاستفادة الكافية فى مناقشة مشروعات القوانين؟

فى هذه النقطة، قال الدكتور عصام خليل، إن علاء عبد المنعم إذا أراد أن يلوم أحدًا فى ذلك فلا يلوم البرلمان، وإنما عليه أن يلوم ائتلافه، متسائلا: "كيف يمكن لأكبر ائتلاف فى المجلس أن يحرك مشروعات قوانين تقدموا بها؟ كما أننى أرى أن المجلس اختار الأولويات فى الانتهاء من القوانين، ولذلك فإن قانونى الكنائس والقيمة المضافة كانت لهما أولوية قصوى".

وأضاف علاء عابد، رئيس الهيئة البرلمانية للحزب: "البعض يتخيل أن مجلس النواب هو الجلسة العامة، وهذا الانطباع ترسخ بسبب عدم وجود بث مباشر يظهر المجهود المبذول فى المجلس وفى لجانه النوعية، والناس مش عارفة إن فى مطبخ اللجان النوعية بيطلع المنتج النهائى للأعضاء فى الجلسة العامة، المطبخ كله فى اللجنة المختصة، لأن الناس متخيلة إن مشروع القانون بييجى رئيس المجلس يوزعه على النواب ويتم التصويت، لكن الواقع أن هناك جهدًا كبيرًا يُبذل فى اللجان النوعية لمناقشة القوانين قبل عرضها بالجلسة العامة، وبالتالى فإن 80% من الجهد يبذل فى اللجان النوعية و20% فقط فى الجلسة العامة".

بمناسبة عدم بث الجلسات هل ترون أنه كان سببا رئيسا فى عدم ظهور مجهود المجلس؟

الإعلامى نصر القفاص يؤكد فى هذه النقطة أن عدم البث من الأخطاء، ولكن فى الوقت نفسه إذا لم يتم اتخاذ هذا القرار كنا سنجد أنفسنا أمام 7 أو 8 نواب فقط هم أصحاب الصوت العالى، والنجوم فى الإعلام دون عمل حقيقى فى المجلس، ومنهم النائب المحترم خالد يوسف، والنائبة نادية هنرى، والنائب هيثم الحريرى، والنائب عماد جاد والأستاذ علاء عبد المنعم أيضًا، وكان هيبقى المجلس "ريشة فى هوا".

هل المصريين الأحرار ظُلِم فى توزيع اللجان؟ وهل هناك خطة لدور الانعقاد الثانى؟

الدكتور عصام خليل يؤكد على هذا الصعيد، أن الحزب لم يُظلَم نهائيًا فى الدور الأول، ولديه خطة لدور الانعقاد الثانى بالـتأكيد، ولكن لن يتم الإعلان عنها حاليًا، وبالنسبة لأداء رؤساء اللجان فى المجلس فى العموم، فإنه لا يمكنه الحكم عليه إلا بعد استطلاع آراء نواب الحزب.

هل سينافس الحزب على لجنة حقوق الإنسان؟

يجيب رئيس الحزب، أن اللجنة مهمة ورئاستها مهمة بالنسبة لنا ولدينا الشخص المناسب لها.

وما رأيكم فى أداء ائتلاف دعم مصر بصفة عامة؟

يقول الدكتور عصام خليل، إن ائتلاف دعم مصر يعانى فى سبيل أن يكون كتلة واحدة، ولمسنا ذلك معهم فى أكثر من موقف، أبرزها قانون الخدمة المدنية، لم يكن الائتلاف فيه على قلب رجل واحد، ولكن نتمنى أن يكون الائتلاف أكثر تماسكا فى دور الانعقاد الثانى؛ لأنه سيكون فى صالح الدولة والمجلس.

وشدّد رئيس حزب المصريين الأحرار فى حديثه عن هذه النقطة، على أن الأمر لا يتعلق بالعدد، بدليل أن حزب المصريين الأحرار يضم 62 نائبا، وأنه فخور بأنهم أصبحوا 62 نائبا، إلا أنهم متوافقون ويشكلون وحدة واحدة، ومن ثمّ فإن العبرة ليست بالعدد.

حزب المصريين الأحرار أصدر أجندة تشريعية فى دور الانعقاد الأول تضمنت خمسة تشريعات من ضمنها العدالة الانتقالية والهيئة الوطنية للانتخابات ولكن لم يتم إقرارها.. لماذا لم يتابع الحزب تنفيذها؟

يقول الدكتور عصام خليل، إن الحزب قدم الهيئة الوطنية، ولكنه فضل التركيز على الدخول بقانون بناء الكنائس؛ لأن الأحداث المتواترة والسريعة فى هذه الفترة جعلت من هذا القانون أمرًا ملحًا.

هل ما زال لدى الحزب هدف تشكيل الحكومة؟

يقول رئيس الحزب فى هذه النقطة، إنه لم يشر فى أى وقت إلى أن هدفه الأساسى من دخول المجلس هو تشكيل الحكومة، وبالمناسبة فإن أى حزب سياسى فى وضع البلد الحالى يفكر فى الاستحواذ وتشكيل الحكومة يضع نفسه فى موضع انتحار سياسى، خاصة ونحن خارجين من ثورتين واقتصاد مجهد جدًّا، ونحتاج لبناء الدولة، كما أن الحكومة الحالية أظهرت تعاونا مع النواب.

هل سيعلن الحزب عن أفضل نائب؟

فى هذا الشأن، يقول شهاب وجيه المتحدث الإعلامى باسم الحزب، إن الهيئة البرلمانية للحزب تحملت على عاتقها مسؤوليات رقابية وتشريعية وخدمية كثيرة، وأن الحزب يعد خلال إجازة دور الانعقاد الأول كشف حساب كاملاً لأداء المجلس خلال الدور، إضافة إلى قائمة بأسماء أفضل النواب خلال هذا الدور.

تكتل 25/ 30 وصف نفسه بأنه صوت الحق فهل تتفقون أن هناك تكتلا يعبر عن صوت الحق؟

يجيب الدكتور عصام خليل على هذا السؤال بالقول: "لا يمكن نهائيَّا أن يعتبر أى تكتل نفسه صوت الحق فى المجلس، ومن الأفضل أن نترك للناس الحكم، مش إننا نتكلم عن نفسنا، والمصطلح نفسه مستفز"، فى حين قال علاء عابد إن النائب هيثم الحريرى خانه التوفيق فى هذا التعبير، لأن السياسة لا يوجد بها حق وباطل، لأن عكس صوت الحق هو أن الباقين باطل.

ما هو موقف الحزب بالنسبة لقضية تيران وصنافير؟

وفى إطار هذا السؤال، يجيب رئيس الهيئة البرلمانية للحزب بالقول: "أنا ليا رأى مختلف فى الموضوع ده، لأن الحسم بدون أسانيد غير مقبول تماما، ويجب أن تكون هناك مستندات دالة نعرف من خلالها إن كانت مصرية أو سعودية، إنما لا يمكن أن أعتقد أو أشك أن هناك نائبًا أو مواطنًا، وعلى رأسهم رئيس الدولة، يوافق أن يبيع أرض مصر ولو بتريليونات الدولارات، واحنا لو لقيناها سعودية هنعلن ده ولو مصرية هنعلن أيضًا".

ماذا عن قضية أحمد مرتضى منصور وتصعيد الدكتور عمرو الشوبكى؟

يقول النائب إيهاب الطماوى إن لجنة الشؤون الدستورية والتشريعية أعدت مذكرة بـ3 آراء كانت قد طُرِحت بعد بحث المذكرة، وقدمتها لرئيس المجلس الدكتور على عبد العال، بعدما عانت اللجنة كثيرًا نتيجة المشاحنات التى شهدتها خلال المناقشات، متابعًا: "رأيى الشخصى أن هناك إشكالية دستورية حقيقية تتعلق بتلك القضية، وأعتقد أنه مع بداية دور الانعقاد الثانى سيكون هناك موقف دستورى واضح بشأن القضية ككل".

حين أكد النائب علاء عابد، أنه "لم يصدر من الحزب أو من أى نائب بالبرلمان تعليق برفض تنفيذ الحكم، وإنما كل ما فى الأمر أننا طالبنا بإحالته للجنة التشريعية، ومفيش حد طلع من النواب قال هننفذ أو مش هننفذ، إحنا بندرس من خلال لجنة تشريعية هى المسؤولة فى كل العالم عن إصدار الحكم".

ما تقييمكم لأداء الرئيس السيسى؟ وما تعليقكم على شكر الحكومة لوزير التموين بعد إقالته؟

أجاب الدكتور عصام خليل على هذا السؤال بالقول: "بالنسبة لأداء الرئيس عبد الفتاح السيسى، فإنه يبذل قصارى جهده فى كل الاتجاهات، خاصة على الصعيد الخارجى، ومصر بدأت تستعيد مكانتها، بدليل أن الصين دعتنا لحضور قمة العشرين، ومصر لها دور فى إعادة رسم الخريطة السياسة العالمية التى يُعاد رسمها حاليًا، أما على المستوى الداخلى فإن الرئيس السيسى يبذل مجهودا جبارا لمواجهة الفساد، لكن نتائجه لسّه مش محسوسة، لأن الفساد ضارب فى كل مكان، ولازم الشعب نفسه يحط إيده فى إيد الدولة عشان نعدى، وانتظروا حتى منتصف 2017 سنجد أن هذه الدولة انتقلت نقلة حقيقية، أما الجزء المتعلق بأداء الحكومة، فإنه فى حالة تقييم أدائها فى العموم سنجد أنه معقول، وبشكل عام نحن نحتاج لحكومة حرب فى كل المجالات".

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل