المحتوى الرئيسى

تعرف على فضل يوم عرفات: مالُك المُلك يتباهى بعباده.. الملائكة تستقبل الحجاج بالعناق.. و"صيامه" يكفر ذنوب عامين

09/10 12:53

ساعات قليلة تفصلنا عن مشهد جموع المسلمين على قمة جبل عرفات، تحيطهم الملائكة لتدعو لهم بالمغفرة والرحمة، وتدعو الله أن يستجيب لدعوات كل من صام ذلك اليوم إيمانًا واحتسابًا لله وحده.

وتعدد فضائل يوم وقفة عرفات ما بين مغفرة ورحمة وتكفير للسيئات وكثرة الحسنات للعام السابق ‏والعام اللاحق، ليعتبر من أعظم أيام السنة في الإسلام‎.

‎"‎لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك".. ابتهالات ونداءات يرددها الجميع في يوم وقفة عرفات، الذي ‏تصبح فيه لغة القرآن هي السائدة، فلا تُرَدُّ لأي عبدٍ دعوةً، مهما كانت، ولا ترد مغفرة لمؤمن مهما بلغت ‏ذنوبه عنان السموات، فتلك هي دعوة من الرب لعبادة المخلصين فاستجابوا لها، ليكون جزائهم المغفرة ‏والرحمة.‏‎

وذكر الشيخ محمد متولي الشعراوي عن فضائل يوم عرفات، بأن الملائكة بحفاوتها تحيط بهم على جبل ‏عرفات في ذلك الزحام الذي يشع بياضًا، قائلًا- في خطبة شهيرة له-: "ملائكة الله في عليائها وعبوديتها المكرمة يتلقون إقبال الحجاج ‏بالعناق ويتلقون الصائمين بالمصافحة، فالله يكافئ على قدر الجزاء".‏‎

وقال عن مشهد ذلك اليوم: "هذا الجمال يبتعد عنه الشيطان فهو مزيج من الجمال والجلال، هنا وفي هذا ‏المكان يمتزج الجمال بالجلال، فالحج من أعظم أركان الإسلام.. نتوجه إلى بيتك كل صلاة، فهذا هو البيت ‏رأيناه مرأى العين، طفنا حوله، ولمسنا حجرك الأسود ليشهد لنا يوم القيامة".‏‎

ويستكمل الشعراوي مفسرًا سبب كون الوقوف بجبل عرفات من أعظم أركان الحج بل الإسلام كله: ‏‏"الصلاة فيها تواصل مع الله، والزكاة فيها الرخاء والغنى لإطعام الناس والفقراء والمساكين، والصوم ‏هو الجهاد عما حرم الله، فإنك يا ربي أقمت على المسلمين محظورات فيه، أما الركن الأعظم هو ركن ‏جمعت فيه الأركان كلها كأنها مربوطة فيه متمثلة به‎".

وعن ثواب ذلك اليوم.. أكد الشعراوي في خطبة له: "كان جزاء الإنسان أن يخرج الحاج من ذنوبه كيوم ‏ولدته أمه؛ ولكن بعد وقفته بعرفات، فأنت يارب حين تكلف العباد تكلفهم بالفعل، وتترك لهم حرية الزمان ‏أو المكان، وهذا هو الركن الوحيد الذي اجتمع فيه الأمر والنهي بالفعل في مكان برحابك اخترته أنت‎".

ويضيف الشعراوي: "ففي ذلك اليوم يثوب العباد الذين جاءوك راضين توابين مستغفرين دامعين العين، ‏خافقة قلوبهم واهنة أبدانهم، يرجون رحمتك ولا يرجون سواك، فلا يصادف في هذا المكان وجود ‏الشياطين، فنحن نرجم الشيطان قولًا وفعلًا فحين تسوس الشياطين لك، فما عليك إلا أن ترجمه، فمن يصم ‏ذلك اليوم يظل في رحمتك حتى عام كامل وتشفع له خطاياه".‏

من فضائل هذا اليوم أيضًا:‏

‏- إكمال الدين وإتمام النعمة، ففي الصحيحين عن عمر بن الخطاب- رضي الله عنه- أن رجلًا من اليهود، قال له: "يا أمير ‏المؤمنين، آية في كتابكم تقرؤونها، لو علينا معشر اليهود نزلت؛ لاتخذنا ذلك اليوم عيدًا"، قال: "أي ‏آية؟"، قال: "الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً"، فقال عمر: "قد ‏عرفنا ذلك اليوم والمكان الذي نزلت فيه على النبي، وهو قائم بعرفة يوم الجمعة".‏

‏- يُعرف يوم العرفة بأنه يوم العيد، كما قال رسول الله محمد- صلاة الله وسلامه عليه-: "يوم عرفة ويوم النحر وأيام التشريق عيدنا ‏أهل الإسلام وهي أيام أكل وشرب"، رواه أهل السّنن.‏

‏- أقسم به الله- سبحانه وتعالى-، فهو اليوم المشهود بقول القرآن بسورة البروج: "وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ"، ‏فعن أبي هريرة- رضي الله عنه- أن النبي- صلَّ الله عليه وسلم- قال: "اليوم الموعود: يوم القيامة، واليوم المشهود: يوم عرفة، والشاهد: يوم ‏الجمعة".‏

‏- كما أنه الوتر الذي أقسم الله به، في قوله: "وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ"، بسورة الفجر، فقال ابن عباس: "الشفع يوم ‏الأضحى، والوتر يوم عرفة، وهو قول عكرمة والضحاك".‏

‏- وصيام يوم عرفة يكفر سنتين، فقد ورد عن أبي قتادة أن رسول الله سئل عن صوم يوم عرفة فقال: ‏‏"يكفر السنة الماضية والسنة القابلة" رواه مسلم‎.‎

‏- صيامه يستحب لغير الحاج، أما الحاج فلا يسن له صيام يوم عرفة؛ لأن النبي ترك صومه، وروي عنه ‏أنه نهى عن صوم يوم عرفة بعرفة، وقال الإمام النووي عن صوم أيام العشر: "أنه مستحب استحبابًا ‏شديدًا‎" ‎، وقال عليه الصلاة والسلام: "ما من عبد يصوم يومًا في سبيل الله؛ إلا باعد الله بذلك اليوم وجهه ‏عن النار سبعين خريفًا" متفق عليه‎.‎

‏- وهو اليوم الذي أخذ الله فيه الميثاق على ذرية آدم، فعن ابن عباس قال: "قال رسول الله، إن الله أخذ ‏الميثاق من ظهر آدم بِنَعْمان- يعني عرفة- وأخرج من صلبه كل ذرية ذرأها، فنثرهم بين يديه كالذّر، ثم ‏كلمهم قِبَلًا، قال: "أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَى شَهِدْنَا أَن تَقُولُواْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ"، "أَوْ ‏تَقُولُواْ إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِن قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِّن بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ".

نرشح لك

أهم أخبار صحافة

Comments

عاجل