المحتوى الرئيسى

3 ملفات تعجل بثورة على النظام

09/10 19:31

زعم "تسفي برئيل" محلل الشئون العربية بصحيفة "هآرتس"، الإسرائيلية، أن الأوضاع فى مصر تشير إلى ثورة جديدة شعبية جديدة، لافتًا إلى وجود حالة غليان فى الشارع المصرى من مختلف فئاته.

وأوضح "برئيل"، فى مقال له، أن هناك 3 ملفات تضخمت مشاكله فى مصر يمكن أن تكون أعراض لاحتجاج قادم على البلاد، ملقيا الضوء على أوضاع "المعتقلين" في السجون المصرية، والمختفين قسريا، وأوضاع حقوق الإنسان، وبناء مصر سجون جديدة تكلفها ملايين الدولارات في وقت تقترض من صندوق النقد الدولي.

واستهل "برئيل" مقاله بقوله: "حتى في الأيام التي تحتاج فيها مصر لقروض، ينفق النظام ملايين الدولارات في بناء السجون لآلاف المعتقلين السياسيين. وبجانب صرخة النساء واحتجاج الأقباط الشباب، قد تكون هذه بوادر الانتفاضة القادمة".

وأشار إلى القبض على فريق أطفال الشوارع بقوله: "ليس لدى أعضاء فرقة "أطفال الشوارع" الستة قاعة عرض ولا مسرح. مخلصون لاسمهم يغنون في الشارع، يصورون أنفسهم بالهواتف الذكية ويرفعون المقاطع على اليوتيوب. ليست لديهم أدوات عزف باستثناء طبلة واحدة، لكن الكلمات تصنع الموسيقى- وهذه ليست ضمانة لأذن الرئيس عبد الفتاح السيسي. عندما يغنون "سيسي سيسي أنت رئيسي"، فإنهم لا يمتدحون جهود الرئيس، لكنهم يدعونه لمغادرة منصبه. ولإغضابه أكثر وأكثر يستخدمون كلمة "ارحل" التي استخدمها المتظاهرون في الانتفاضة الشعبية التي اندلعت في 2011 ضد الرئيس السابق حسني مبارك".

واعتبر أن الأغانى التى يقدمها فريق أطفال الشوارع الستة الساخرة من النظام، خطيرة، تسببت فى اعتقالهم بتهمة التحريض، والإضرار بأمن الدولة، والتخطيط لقلب نظام الحكم والتجمهر غير القانوني، مشيرًا إلى أن هذه التهم تحمل في طياتها عقوبات بالسجن لفترات طويلة.

وأوضح أن أعضاء الفرقة لن يكونوا وحدهم. وفقا لتقرير نشرته الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان والحريات فإن هناك نحو 106 ألف سجين في مصر موزعون على 504 سجن. أكثر من 60 ألف منهم كما يشير التقرير سجناء ومعتقلون سياسيون، أنفقت السلطات منذ الثورة الكثير من الموارد لبناء 19 سجنا جديدا. أحدهم سجن جمصة، الذي أنفق عليه 95 مليون دولار، في الوقت الذي توقع فيه مصر على قرض بقيمة 12 مليار دولار من صندوق النقد الدولي.

وقال إن "هذه المعطيات المخيفة دفعت المجلس المصري لحقوق الإنسان لتطوير تطبيق جديد باسم  iProtect يسمح لمن يتعرض للاعتقال بإرسال ثلاثة رسائل لمعارفه تحمل معلومات عن مكانه، ورسالة إلكترونية تحمل معلومات مماثلة لمجلس حقوق الإنسان، ولمنع اكتشاف التطبيق يتم عرضه كآلة حاسبة، وبذلك لا يستطيع رجال الشرطة الذين يفتشون في الهاتف المحمول معرفة أن المعتقل يرسل رسائل لأصدقائه. بهذه الطريقة يأمل نشطاء حقوق الإنسان تحديد موقع المعتقل بسرعة وإرسال محام له، أو الوصول إليه بينما لا يزال في الحجز المحلي، قبل نقله لسجن مركزي كبير، تختفي فيه آثاره".

ورأى أنه من الفئات التي تحاول الحصول على حقوقها انضم المسيحيون الأقباط، الذين "فازوا" الأسبوع الماضي بقانون يسهل بناء الكنائس بعد سلسلة من المواجهات العنيفة بين مسيحيين ومسلمين، لاسيما في قرى الصعيد، التي أحرقت فيها منازل الأقباط.

واستدرك: "لكن القانون الجديد يمنح الحكومة أيضا آليات لمنع بناء الكنائس. على سبيل المثال، فإن المحافظين هم المخولين بمنح تصريح البناء النهائي، بما يتناسب مع عدد المواطنين المسيحيين الذين يقطنون المدينة، أو القرية التي يسعون لبناء كنيسة بها، المشكلة أن المحافظين بوجه خاص، والحكومة عموما، لا ينشرون عدد السكان المسيحيين في الدولة كلها أو في المحافظات، وبدون معطيات دقيقة بإمكان أي محافظ الجزم أنه ليس هناك عدد كاف من المسيحيين في القرية، وليس هناك طريق لدحض ما ذهب إليه". 

وأكد أنه لدى المسيحيين معطيات دقيقة حول عدد المسيحيين الذين يقطنون في كل مدينة وقرية، لكن تفضل قيادتهم عدم التصادم مع السلطات لمنع مزيد من المضايقات، موضحًا أن هذه السياسات تثير خلافات كبيرة بين الجيل القبطي الشاب الذي يطالب بتدخل الشرطة في كل حوادث المضايقات، والقيادة المحافظة، التي تتمسك بـ"الطرق الناعمة"، حتى إذا ما كانت تعني التعاضي عن المزيد من المضايقات.

وقال "برئيل": "مؤخرا قدم البرلمان المصري نموذجا حقيقيا لجوانب أخرى من الإضرار بحقوق الإنسان. في نقاش حول تغليظ العقوبة على ختان الإناث، هاجم عضو البرلمان إلهامي عجينة مقدمي القانون وقال "إن هناك ضرورة لختان الإناث لمواجهة الضعف الجنسي لدى الرجال". ولدى توضيحه أضاف :”يعاني الرجال في مصر من الضعف الجنسي ومصر واحدة من أكبر مستوردي المنشطات الجنسية في العالم. يمكن مكافحة ختان الإناث فقط عندما يكون الرجال أكثر قوة".

ليس هناك داع للجدل حول المنطق المشوه لهذا الكلام، الذي أثار كما هو متوقع ضجة إعلامية كبيرة وأدى لاستدعاء عضو البرلمان الموقر أمام لجنة الأخلاق في البرلمان. لكنه طرح طريقة فكر سائدة. وفقا لتقديرات منظمات حقوق الإنسان، 9 من كل 10 نساء في مصر خضعن لجراحة الختان. وفقا لتقديرات أخرى، شهدت السنوات الماضية تراجعا في عدد عمليات الختان، والآن هناك 70% من النساء خضعن للعملية.

وأضاف: "وفي الأسبوع الذي عصف الضعف الجنسي للرجال بالحديث العام في مصر، طُلب من النحات المعروف وجيه يني "تعديل" تمثاله الكبير "أم الشهداء" الذي وضع بمحافظة سوهاج في صعيد مصر. التمثال لجندي بشارب، يحتضن من الخلف سيدة بلباس تقليدي، ويطوقها بإحدى يديه من أسفل صدرها، وكأنما أراد سندها. في الوقت الذي كُشف فيه التمثال اندلعت ضجة مدوية في أرجاء البلاد".

واعتبر أن الردود، والانتقادات على شبكات التواصل الاجتماعي، التي شبهت التمثال بالمشهد المعروف من فيلم تايتانك، دفعت محافظ سوهاج أن يطلب من النحات يني تعديل عمله الفني ليلائم مشاعر المواطنين. 

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل