المحتوى الرئيسى

الهدنة الأمريكية الروسية.. هل توقف نزيف الدماء في سوريا؟

09/10 14:09

خطة أمريكية روسية، لهدنة جديدة في سوريا قبيل أيام عيد الأضحى المبارك، تفتح نافذة أمل جديدة يعول عليها الشعب السوري، قد تأخذه لسيناريو الحل السياسي الذي تأخر كثيرا.

الخطة الأمريكية الروسية رغم تعويل الشعب السوري عليها، إلا أنها لم تحدد مهلة زمنية لبدء الحوار السياسي الناتج عنها، كما أنها ورغم تصريحات الغرب لأهميتها وتفعيلها مساء غد، إلا أن غالبية المدن السورية لا تزال تحت القصف.

فلا شك أن أي اتفاق سياسي لوقف نزيف الدماء وحالة الرعب التي تعيشها سوريا رغم الإعلان عنه، إلا أنه تأخر كثيرا. بحسب مراقبين، فنحن في العام السادس من الصراع المرير، الذي مزق البلد، وتسبب في نزوح الملايين داخليا وإلى دول أخرى. كما أن أعداد القتلى أصبحت لا تُحصى.

أحمد المسالمة الناشط الإعلامي السوري وأحد أهالي درعا قال، "لم يعد هناك ثقة بالأسد وبوتين، ولنا بالهدنة السابقة مثال واضح.

وأوضح الإعلامي السوي لـ"مصر العربية" أن القصف لم يتوقف، ومجاز الجزارين مستمرة، وطيرانهم الحربي مازال يقصف، قائلا: "الجيش الحر والمعارضة التزمت بالهدنة السابقة، وهذا كان الرهان بأنهم لم يلتزموا، فجن جنون الأسد وروسيا، فخرقوها من ساعاتها الأولى، وبالتالي كان من الجيش الحر الرد عليهم ولم يخرقها.

الهدنة القادمة مهما كانت، فالثقة فيها غير موجودة، الكلام لايزال على لسان المسالمة، والذي أكد أنه في حلب عندما تقدم الحر كثيرا، وكانت قوات النظام إلى الزوال، كان وقف إطلاق للنار، والآن عندما تقدم النظام وأعاد الحصار على حلب تأتي هدنة جديدة، وهنا نتساءل.. هل هذه الهدن ووقف إطلاق النار تُطرح عندما يضعف أحد الأطراف ليبقي على اقتتال أطول؟

وأنهى المسالمة كلامه، "نحن نتوقع استمرار القصف والقتل من روسيا والنظام على المدنيين، لأن الأسد وبوتين يعشقان القتل والدم".

جانب من المعارك في سوريا

المشهد لا يزال كئيبًا، بتلك العبارة تحدث المحامي والناشط الحقوقي السوري زياد الطائي، قائلا: لا تزال تلوح في الأفق أي بادرة تشير إلى قرب انتهاء الاقتتال، الوضع في سوريا صعب للغاية، فكل مناحي الحياة قتلها الصراع المسلح، والآن يبحثون حلول.

وأوضح الطائي لـ"مصر العربية" أن الهدنة في سوريا لم تضف جديدا، فالقتال لا يزال مستمر في مناطق الصراع، ومنها حلب، فالقصف لم يتوقف، وعداد الضحايا لا يزال ينزف، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة وروسيا يبحثون عن هدن للأسد وليس للمعارضة.

وتابع: "إدارة باراك أوباما فشلت في التعامل بحزم مع بشار، وأيضا الروس نجحوا في الإبقاء على الأسد، متقدما في بعض مناطق الصراع، لذلك فالهدن كما قلنا، هي انتصار للأسد، متسائلا: "لماذا لم تتحدث الهدن عن الملشيات الشيعية المقاتلة في سوريا؟

ستفان ديمستورا المبعوث الأممي في سوريا

وعن تلويح خطة كيري والحديث عن المساعدات الإنسانية، أشار الطائي إلى أن  المدنيين لا يزالون عالقون في المباني المهدمة ويتعرضون يوميا للقصف المدفعي والجوي، يتزامن معه ضعف قدرة الأمم المتحدة على إيصال المساعدات في شتى المناطق السورية، والتي قد تدهورت في الأشهر الأخيرة، ولم تصل تلك المساعدات إلا كميات قليلة.

وأعلن وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، فجر اليوم، أن الولايات المتحدة وروسيا اتفقتا على خطة لإرساء وقف لإطلاق النار في سوريا، ووضع أسس عملية السلام.

وأعرب كيري إلى جانب نظيره الروسي سيرجي لافروف، بعد يوم من محادثات ماراثونية في جنيف، عن اعتقاده أن الخطة ستقود إلى محادثات "لإنهاء النزاع"، حسب قوله.

وقال في مؤتمر صحفي: "نطالب الجميع بالالتزام بوقف الأعمال العدائية اعتباراً من مساء 12 سبتمبر (الذي يصادف مساء أول أيام عيد الأضحى المبارك)، وأضاف: "نريد أن نرى دخولاً سريعاً للمساعدات الإنسانية إلى كل المناطق المحاصرة في سوريا".

وأشار رئيس الدبلوماسية الأمريكية إلى أنه تم الاتفاق مع روسيا على "ضرورة أن يتوقف النظام السوري عن قصف المدنيين، حيث إن وقف قصف المدنيين يعد خطوة أساسية لحل الأزمة السورية، لذلك اتفقنا على خطوات لوقف تحليق مقاتلات النظام السوري فوق مناطق المعارضة".

وذكر كيري أن "الولايات المتحدة وروسيا تعلنان اليوم عن خطة، نأمل أن تقدم السلام لسوريا، لا سيما أننا نعتقد أن روسيا تستطيع الضغط على نظام الأسد للعودة إلى مائدة المفاوضات".

وكشف وزير الخارجية الأمريكي النقاب عن أن واشنطن وموسكو ستقيمان مركزاً مشتركاً لمقاتلة تنظيم "الدولة" وجبهة فتح الشام.

من جانبه؛ قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف: "كانت هناك محادثات مستمرة مع الأمريكيين طيلة السنة لحل الأزمة السورية، ولا تزال هناك حالة من عدم الثقة، وهناك من يتمنى نسف الخطة المقترحة اليوم".

وأضاف: "كل القوى مطالَبة بإنجاح الخطة التي توصلنا إليها اليوم، حيث اتفقنا على خطوات لتعزيز التعاون في محاربة الإرهاب وتسهيل وصول المساعدات"، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن "موسكو أبلغت الحكومة السورية بتفاصيل الخطة وهي مستعدة لتنفيذها"، كما قال.

من جهته، قال مبعوث الأمم المتحدة لسوريا ستفان دي مستورا إن الأمم المتحدة ستواصل بذل كل الجهود لتسليم المساعدات الإنسانية، وإنها تأمل بأن يؤدي الاتفاق إلى حل سوري للصراع، وأضاف أنه سيتشاور مع الأمين العام للأمم المتحدة بأن كي مون قبل إعلان الجولة التالية من محادثات السلام السورية.

رياض حجاب المنسق العام للهيئة العليا السورية للمفاوضات

في المقابل، اعتبر المتحدث باسم الهيئة العليا للمفاوضات التابعة للمعارضة السورية رياض نعسان آغا أن الأطراف السورية كانت هي الحاضر الغائب في المفاوضات.

وقال آغا في تصريحات متلفزة، إن ما توصل إليه الوزيران الأميركي والروسي هي "حرب على السنة" في سوريا.

وأضاف أن خلاصة ما توصلت إليه خطة السلام في جنيف هو شرعنة للقضاء على مدن كاملة في سوريا بحجة الحرب على الإرهاب، متسائلا عن الكيفية التي بها يمكن فرز من تسميهم الخطة بالإرهابيين عن بقية فصائل المعارضة أو عن المدنيين، في ظل عدم وجود خطة لحماية المدنيين وتجنيبهم القصف.

وأضاف أنه "من المخجل" أن الخطة لم تتطرق للحديث عن حل سياسي، ولا عن مستقبل الأسد، معتبرا أن القضاء على الإرهاب لن ينجح بوجود النظام السوري "لأنه مصدر كل الإرهاب في سوريا".

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل