المحتوى الرئيسى

نجوم الراديو.. من أبلة فضيلة للمتوحشة سالى عبد السلام!

09/09 23:32

- من النسخة الورقية لجريدة اليوم الجديد

منذ أيام انتشرت شائعة وفاة واحدة من أهم مذيعات الراديو فى مصر، أبلة فضيلة، التى أسهم صوتها على مدار سنوات فى تكوين خيال الكثير من الأطفال الذين صاروا رجالًا الآن، السيدة التى تتلمذت على يد إذاعى قدير راحل هو محمد محمود شعبان أو بابا شارو وكلاهما يعدان الأشهر والأكثر مهنية فى ما يتعلق بفن الإذاعة وتقديم المحتوى للأطفال.

أبلة فضيلة تتلمذت على يد بابا شارو وهى نفسها نقلت ما اكتسبته للكثير من المذيعات بعد تدرجها فى المناصب الإدارية لتتولى رئاسة إذاعة البرنامج العام، هذه السيدة التى درست الحقوق وعملت بالمحاماه بناء على رغبة أهلها رغم أن كل أمنيتاتها كانت أن تعمل فى الإذاعة، وعندما تحقق حلمها جزئيا بقراءتها للنشرات الإخبارية وتقديم البرامج السياسية فإن رغبتها الحقيقة كانت فى العمل مع الأطفال وتقديم برامج موجهة لهم، ومع انتقال بابا شارو للعمل فى التليفزيون أصبح حلمها قابلا للتحقيق.

الإذاعة المصرية التى بدأ بعدد من الإذاعات الأهلية قبل أن تصبح رسمية عام 1934 احتفظت بعدد من المعايير العالية فى ما تقدمه، ومع تقدم الزمن تتخذ الإذاعة حِرفية وخبرة أكثر وأكثر وتحمل دورًا سياسيا إلى جانب دورها التثقيفى، وكلاهما فَرض عليها معايير أخرى أصبح من الواجب توافرها فى ما تقدمه من مواد، وبالتالى مقدمو هذه المواد أصبحوا متوافقين مع هذه المعايير ويعملون تحت مظلتها، ومعها تزيد الحرفية فى الإلقاء والتقديم، وبرزت أسماء كبرى فى المجال اختص كلٌ منهم بلون وأسلوب مميزين عرفه الجمهور بالاسم وقضوا معه فترة لا بأس بها متعلقين بصوته وطريقته ومن خلال المحطات الإذاعية المختلفة بطبائعها وسماتها المختلفة الجرعة الثقافية والإخبارية التى يقدمها البرنامج العام والقبلة القومية الأولى من المحيط للخليج من خلال صوت العرب، والخفة والمسحة الشبابية فى الشباب والرياضة وغيرهما، لتصبح الإذاعة أكبر وأهم مصدر للمذيعين المحترفين ومن أجيال مختلفة وبخبرات أكثر تنوعًا يتناقلونها فى ما بينهم.

وعلى الرغم من انطلاق التليفزيون فى الستينيات وانتشاره بشكل كبير فى فترة قياسية فإن الإذاعة لم تفقد جمهورها وظلت وجبة رئيسية يتركها المستمعون فى الأوقات التى ينتهى فيها البث التليفزيونى وأحيانا كثيرة فى أثناء البث مع مواعيد إذاعة برامجهم المفضلة، الحال لم يختلف كثيرًا الآن فى ما يتعلق بهذه المسألة ما زالت الإذاعة تحتل مساحة ضخمة فى حياة الكثيرين على الرغم من ثورة الأقمار الصناعية والتكنولوجيا، لكنه الأمر اختلف كثيرًا فى المادة المقدمة ونوعية تقديمها، فمن أسماء مثل فضيلة توفيق أو أبلة فضيلة وإيناس جوهر وصفية المهندس وكل ما حملته هذه الأسماء من ثقل، وصلنا اليوم إلى سالى عبد السلام المذيعة التى من المفترض أنها الأفضل وانتشارها كمذيعة راديو فتح لها مجال تقديم البرامج فى التليفزيون، ويكفى فقط اختيار أى خمس دقائق مما تقدمه فى أى برنامج إذاعى ومقارنته بأى مادة قديمة للمذيعات اللاتى ما زلن موجودات لتدرك مدى غياب المهنية والمقومات التى يمكن أن تتوفر فى مذيعة بالوقت الحالى، فسالى عبد السلام تفسد شخصيتها المميزة ببعض الصفات التى قد تصل إلى التطاول على المستمعين ووصفهم بأوصاف غريبة أو حتى الدعاء على المشاركين فى البرنامج مثلما تفعل فى برنامجها «افصل واسمع» وقد انتقلت المذيعة المشهورة إلى شاشة التليفزيون فى محاولة من قناة النهار لصنع براند جديد لمذيعة منوعات من خلال «المتوحشة» وجاءت سالى بكل تفاصيلها ولكن على ما يبدو أن جمهورها لم يذهب معها إلى الشاشة.

نعود إلى أبلة فضيلة التى فجرت الأخبار المتداولة عن إيقاف برنامجها «غنوة وحدوتة» الحديث عن قيمتها وعن تفرد مذيع الإذاعة عموما وليس المتخصص فى برامج الأطفال فقط، فالشغف الذى كانت تحمله داخلها الذى كان دافعا رئيسيا فى التطوير وتحولت برامج الأطفال على يديها بداية من برنامجها «غنوة وحدوتة» المشهور باسمها هى «برنامج أبله فضيلة» وموعده فى التاسعة صباحا إلى محفز ومنمٍّ لقدرات الأطفال ليس فقط على مستوى الخيال، بل جلبت الكثير من الشخصيات العامة فى معظم المجالات وأجلستهم وسط الأطفال ليتفاعلوا معهم ويسألوهم، وراء المذيعة الكبيرة -التى يدين لها كثيرون- هدفٌ ثم منهجٌ وطريقة لتحقيق مبتغاها، لذلك سيظل اسمها مع عدد آخر ممن يماثلونها فى النجاح على اختلاف أسلوبهم علامة ومرجعية فى هذا الفن الذى يمكن الجزم الآن بأنه شبه مندثر بسبب المذيعين من الجنسين الذين لا يستطيعون نطق الحروف بشكل صحيح مرورا بعدم تميز خامات أصواتهم وصولا لعدم وجود طبيعة مميزة أو شخصية تدفع المستمعين حتى لتخيل ملامحهم مثلما كان الحال مع السابقين، وهو الدافع الذى منح الكثيرين التذكرة للعمل فى التليفزيون مع انتشار أسمائهم وثبت نجاحهم فيه بعد الانتشار الذى حققوه قبلها.

أبلة فضيلة عايشة.. ولكن عصرها مات!

حاليا لا توجد أى معايير، فمن نسمعهم عبر أثير الراديو وتحديدا الإذاعات الخاصة، لا يصلحون على الإطلاق بمقاييس العصر السابق، والحديث هنا ليس عن انضباط اللغة أو النطق السليم بل على الشخصية المميزة لمذيع الراديو التى يجب أن تطغى على حواس المستمع بالكامل، فقط أسماء معدودة التى تتميز بهذه الملكة والباقى ينتقل بين المحطات التليفزيونية والإذاعيه بقوة الدفع ليس إلا، الآن -باستثناء جيل الوسط من المذيعين لا يوجد من يحمل القيم القديمة المؤسسة، والقليل منهم يهتم بذلك البعض يعتمد على الموهبة الفطرية والأغلب يعتمد على عوامل أخرى يتعامل معها فى حينها، تحولت الإذاعة على أيدى هؤلاء إلى مجرد أداة ملء الفراغ الناتج عن القيادة فى الزحام أو مجرد صوت إضافى بجانب أى عمل روتينى، وربما لا يميز المستمع بين أى منهم، فمعظهم على عكس الماضى القريب الذى كانت فيه البرامج ومقدموها معروفين ينتظرهم المستمعون فى مواعيدهم المقررة.

أهم أخبار فن وثقافة

Comments

عاجل