المحتوى الرئيسى

ناس من هناك وناس من بلدنا

09/09 22:35

اللى من هناك «بيل جيتس» صاحب شركة ميكروسوفت، واللى من بلدنا بعض رجال الأعمال الذين فتح الله عليهم من خير هذا البلد. «بيل جيتس» تبرع بنصف ثروته للأعمال الخيرية، وترك رئاسة مجلس إدارة أكبر شركة لبرامج الكمبيوتر فى العالم «شركة مايكروسوفت»، وتفرغ لإدارة الأعمال الخيرية التى يمولها بحر ماله، وفائض مكاسبه المليارية، وبإمكانك أن تستوعب ما أرمى إليه إذا قارنت بينه وبين بعض رجال الأعمال لدينا الذين لا يطمح بعضهم إلى المزيد من المكاسب، بل وتجد أن بعضهم يسعى أو يدعم سعى بعض حلفائه ممن يبغون الوصول إلى مقاعد الوزارة، لأن فى ذلك مكسباً له. هؤلاء الطامحون غير «بيل جيتس» الذى ترك إدارة الشركة التى أنشأها بساعديه، وهو فى منتصف العمر، فى وقت يسعى فيه أناس فى هذا البلد وهم فى سن الضياع (السبعين وانت طالع) إلى تبوؤ مناصب. هذا الكلام بالطبع لا ينطبق على كل رجال الأعمال فى مصر، فمنهم من يدعم مشروعات خيرية، ومنهم من يحاول الابتعاد عن المناصب ولا يطمح إليها ويركز فى شغله، لكن ذلك لا يمنع أن النسبة الغالبة من الصنف الذى أتحدث عنه.

لماذا فعل بيل جيتس ما فعل؟ ولماذا يفعل بعض رجال الأعمال عندنا ما يفعلون؟ الإجابة بسيطة للغاية: الفارق بين بيل جيتس وأثرياء بلدنا، هو الفارق بين من يصنع المال، ومن يصنعه المال. بيل جيتس شخص عصامى طموح منذ الصغر، أسس فى شبابه شركة مايكروسوفت، وصنع من خلالها اسمه ومجده وماله، ليصبح أغنى أغنياء العالم. إنه شخص تمكن من صنع إمبراطوريته بذكائه واجتهاده، لذلك كان من السهل عليه أن يتنازل فى يونيو 2008 عن منصبه كرئيس لمجلس إدارة شركة مايكروسوفت، وقرر التفرغ لمنظمته الخيرية «بيل ومليندا جيتس»، وهى أكبر جمعية خيرية فى العالم والممولة جزئياً من ثروته. قد يقول البعض إن «جيتس» أراد -بما فعله- أن يحسّن صورته ويخلصها مما لصق بها من أوشاب الاحتكار، لكنه فى كل الأحوال فعل خيراً، فهناك رجال أعمال لا يهتمون بما يلتصق بصورتهم من سمات سلبية، وحتى إذا حاولوا تجميلها، فإنهم لا يسلكون مسلك «جيتس» ويعتمدون فى ذلك على جماعات الضغط التى تعبر عنهم فى وسائل الإعلام ليقوموا بعمليات «الورنشة الإعلامية» اللازمة!

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل