المحتوى الرئيسى

كلينتون أو ترامب.. المصير العربي المحتوم

09/09 19:04

يشتد الصراع يوماً بعد يوم بين المُرشحين لنيل ثقة الشعب الأمريكي في انتخابات الرئاسة لهذا العام 2016. تتحدث الأرقام خلال جولات الانتخابات حول جميع الولايات؛ فقد فازت هيلاري كلينتون بترشيح الحزب الديمقراطي وفي الجانب الآخر، فاز دونالد ترامب بترشيح الحزب الجمهوري و لم يتبقى الكثير من الوقت لمعرفة من سيكون الرئيس الأمريكي الرابع و الأربعين.

قالت كلينتون ذات مرة “لا تنتخبوا متحرشاً بالنساء” وقال ترامب أن “كلينتون في الحقيقة غير مؤهلة لهذا المنصب”.

إن أهداف الولايات المتحدة، حتى وإن اختلف الرؤساء، لا تتغير. نشاهد صراعاً وتحدّياً وسباباً بين المرشّحين، ونشاهد منافسة ليست بالشريفة واتهامات بين كل الاطراف واستغلال للفضائح والامور الشخصية ولكن في نهاية المطاف، هو نهجٌ واحد يتّبعهُ أي رئيس أميريكي قادم و لكن بطُرُق مختلفة.

تعامُل هيلاري كلينتون مع الوطن العربي لن يتغير كرئيسة للبلاد كما كانت وزيرة للخارجية بجانب الرئيس الحالي باراك اوباما. فالوطن العربي بالنسبةِ لهم هو سلاح اقتصادي واستراتيجي يستحق السعي خلفه. بالنسبةِ لهم أيضاً ملف المنطقة العربية هو ملفٌ شائك لوجود الكيان الصهيوني وضرورة الحفاظ على هذا الكيان على الأراضي الفلسطينية. ففي عام ٢٠٠٩، قالت كلينتون كوزيرة للخارجية أن “الدول العربية عليها أن تقبل تواجد إسرائيل وتؤيد عملية السلام بين طرفي النزاع”. أما كمرشحة لمنصب الرئاسة قالت، “حماس دائماً تستفز إسرائيل، لذلك فإسرائيل لها الحق في الدفاع عن نفسها لأنها مضطرة لذلك”.

في الغالب، كلينتون ستكون في غاية الذكاء في تعاملها مع المسلمين والوطن العربي وهذا هو منهج الحزب الديمقراطي حتى إذ لم يتحلّوا بالصدق. ففي الأول من فبراير الماضي كمثال، زار الرئيس الاميريكي باراك اوباما مسجداً في مدينة بالتيمور. السبب غير معلوم لهذه الزيارة المتأخرة والتي أتت في نهاية ولايتهِ كرئيس، ولكن من المؤكد أن قدوم اوباما إلى المسجد ليس فقط لنصرة حرية الدين الاسلامي أو لوقف الاعتداءات المتكررة على المسلمين، ولكن هناكَ نيةً سياسية خفيّة ومكسب منتظر؛ فهنالك دائماً جزءاً لا يُرى داخل عقليةُ أي شخصٍ يتولّي منصباً سياسياً.

أما عن مُعتقل جوانتانامو والذي يحتوي الكثير من المساجين العرب، خاصة من المملكة السعودية؛ فقد وعدَ باراك اوباما الشعب الأميريكي بإغلاق سجن جوانتنامو والذي تُدار فيه يومياً سلسلة من ممارسات التعذيب وتحقيقات بلا نهاية وانتهاك مباشر لحقوق الانسان العربي. هذا يحدث في كوبا وليس على الأراضي الأمريكية لأنهم، كما يقولون، يؤمنون بحقوق الإنسان. ظل اوباما يوعدُ بإغلاقه من بداية توليه منصب الرئيس حتي الآن و لا جديد. حتي و إن تم غلقه، فهو فقط سيغلق مكاناً و ليس فكرة، لأنه سوف يقوم بنقل السجناء إلى سجنٍ آخر باسم مختلف ولكن بنفسِ الأساليب. ومن المؤكد انه لن يتم إغلاقه في فترة كلينتون او ترامب.

وعن المرشح دونالد ترامب، فهو يتخذ منهجاً مختلفاً مثل الرئيس الأسبق جورج بوش. فهو يهاجم الإسلام من أول يوم له في السباق الرئاسي حيث قال “أعتقد أن الإسلام يكره الغرب، وأمريكا بالتحديد. هناكَ كرهاً شديداً تجاه الولايات المتحدة ويجب البحث في هذا الأمر”. دونالد ترامب على أتم استعداد لمحاربة داعش والجماعات الارهابية التي تزعم انتمائها للإسلام؛ فقال في حوارٍ تليفزيوني “أننا نشاهد اليوم أعدائنا يقطعون رؤوس الأبرياء وينشرون الرُعب في كل مكان، ولهذا انا جاهز لاستخدم نفس أساليبهم للقضاء عليهم وسوف تكون هناك أساليب أقوى وأعنف من الأساليب الحالية في التحقيق والاستجواب”. فمن المتوقع ان يكون الوطن العربي لترامب مكاناً للإحتلال والتدمير.

هناك أيضاً نقطة هامة، فكل رئيسٍ يأتي يريدُ أول شئ أن يحافظُ على سلامة الكيان الصهيوني. محاضراتٍ عن السلام وإنهاء الحرب الدائمة بينهم وبين الشعب الفلسطيني المُحتلّ ولكننا لا نشاهد منها شيئاً إلا قتلى وجرحى فلسطينيين. فالحزبين يؤيدون “حل الدولتين” والذي يؤمن لإسرائيل وجودها السياسي في المنطقة، ومن المُلاحظ أن المرشحان لم ينطقوا بكلمة احتلال في خطاباتهم، وهذا لعدم إيمانهم بمعاناة الشعب الفلسطيني. هيلاري وترامب لن يجدوا حلاً لهذه المشكلة سوى أن ينظمنوا مؤتمرات سلام لا معنى لها ويشاهدوا دماء العرب تتطاير أمامهم.

أيضاً، إن الاقتصاد الأمريكي يعتمد وبشكلٍ كبير على رجال الأعمال اليهود والذين يدعمون الكيان الصهيوني بالأموال لعدة أسباب أهمها الحفاظ على وجود هذا الكيان المُغتصب داخل الأراضي الفلسطينية؛ ومنهم رجل الأعمال “مايكل دل” والذي يتبرع لقوات الدفاع الصهيونية بين كل حينٍ وآخر.

ولعدةِ اسبابٍ آخري، فإن الولايات المتحدة لن تقدرَ على الاستغناء عن أشقائها اليهود. فهي تُعتَبَر لهم الحارس الشخصيّ. فهيلاري كلينتون ودونالد ترامب سيتمسكون بشدة باللوبي اليهودي لما يمثل من أهمية اقتصادية للولايات المتحدة وأهمية شخصية لنيل الدعم في الانتخابات الحالية.

هذا هو المنهج الاميريكي والذي سيتّبعهُ الرئيس القادم، كان ديمقراطياً أو جمهورياً؛ فلا فرق بينهم في تنفيذ المخطط. ففي شهر نوفمبر القادم، سيتحدد من هو هذا الشخص الذي سيكتب عهداً جديداً من الألاعيب السياسية، وسيحاول بقدر المُستطاع أن يضع حلّا جذرياً للقضية الفلسطينية المُعلّقة تكون في صالح سياساتهم أو يستمر في دعم إسرائيل في ترسيخ مكانتها علي الاراضي المُحتلّة.

فملفات الوطن العربي تحت يد الولايات المتحدة مُتلَفة دائماً وأبداً.

نبذة: مصري متخرج من جامعة تكساس تك (Texas Tech) بالولايات المتحدة الاميريكية قسم علوم سياسية. كاتب و شاعر. شغوف بحقوق الانسان. مواليد ابريل ١٩٩١.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل