أشهر مقتحم ملاعب في العالم

جيمي جامب في نهائي كأس العالم 2010 المصدر: الإندبندنت

في عام ٢٠٠٠ انتقل نجم فريق برشلونة لكرة القدم المحبوب من الجماهير وقتها، لويس فيجو، إلى الغريم التقليدي ريال مدريد. الأمر الذي لا يقبله أي مشجع للفريق الكتالوني. تحول الحب إلى كره شديد من جانب الجماهير الكاتالونية بسبب ما اقترفه فيجو من جريمة في عالم كرة القدم. قد يظن البعض ان الجماهير قد تنسى مع مرور الوقت ما فعله النجم البرتغالي لكن هذا ليس الحال في كرة القدم.

بعد انتقال فيجو بأربع سنوات، وأثناء المبارة الأهم في تاريخ البرتغال الكروي وقتها في نهائي بطولة الأمم الأوروبية، أراد أحد مشجعي البارسا المتعصبين تذكير الجميع وتذكير فيجو نفسه أن الجماهير لم تنسَ فعلته الفادحة، فاقتحم الملعب وسط أنظار الجميع وذهب إلي فيجو وألقى بعلم المدينة الكتالونية في وجهه واستمر في الركض حتى ألقى بنفسه داخل شباك مرمى اليونان كهدف تم إحرازه في الدقيقة الأخيرة وسط تصفيق من الجميع.

لم تكن هذه المرة الأولى لهذا المشجع أن يقتحم الملعب، فهذا الشخص ليس بمشجع عادي للبارسا بل هو Jimmy Jump، أشهر مقتحم ملاعب في تاريخ الكرة الحديث. Jaume Marquet I cot الشهير بJimmy Jump من مواليد مدينة ساباديل الكتالونية، كرس الكثير من المجهود والأموال لهواية إقتحام الملاعب بدون انتظار مقابل غير إبداء وجهة نظره.

لم يقتصر نشاطه على إقتحام ملاعب كرة القدم فقط بل توسع Jimmy ليقتحم ملعب تنس ورجبي وسباق فورميلا ١ ومسبح ومسابقة غنائية.

الكل ينتظر بداية مبارة من أهم مباريات العالم، كلاسيكو ريال مدريد وبرشلونة. الفريقان على استعداد لبداية اللقاء ولكن قبل أن يطلق الحكم صافرة البداية يدخل Jimmy المجنون أرضية الملعب ويركل الكرة ويركض نحو نجم الفريق وقتها صامويل إيتو ليلبسه قباعته الكتالونية الشهيرة ويتم القبض عليه بعدها.

مبارة مهمة أخرى يشاهدها ملايين من محبي الكرة في العالم. نهائي كاس العالم ٢٠١٠ في جنوب أفريقيا بين إسبانيا وهولندا. يقتحم Jimmy مرة أخرى الملعب ويركض في إتجاه الكأس ليضع عليها قبعته لكن يتدخل رجال الأمن في آخر لحظة ليلقوا به أرضاً.

عندما ينزل الملعب غالباً ما يلبس تيشيرت عليها إسم موقعه الإلكتروني مع قبعة كتالونية قديمة حمراء وممسكاً بعلم كتالونيا. أعاد Jimmy بريق القبعة القديمة من جديد وتحولت الBarretina من مجرد رمز لنضال المدينة قديماً لرمز له شخصياً. في ٢٠٠٥ عند اقتحم الملعب في مبارة كلاسيكو استطاع أن يلبس القبعة لصامويل إيتو الذي لم يجد الكلمات المناسبة ليصف هذه الحادثة.

اقتحام الملاعب من أجل قضية

برشلونة لم تكن السبب الوحيد الذي دفع Jimmy لاقتحام الملاعب والتعرض للسجن والغرامات. ففي عام ٢٠٠٨ في نصف نهائي أمم أوروبا بين ألمانيا وتركيا دخل Jimmy المعلب مرتدياً تي شيرت مكتوب عليها “تيبت ليست الصين” في إشارة إلى تأييده لاستقلال تيبت التي كانت دولة مستقلة وانضمت للصين.

لم يكتفِ Jimmy باقتحام ملاعب كرة القدم فقط، ففي بطولة التنس المفتوحة للرجال في فرنسا عام ٢٠٠٩، دخل أرضية المعلب وتوجه إلى نجم كرة التنس العالمي روجيه فدرير وأرغمه على لبس قبعته. الأمر الذي استلزم ضرب اللاعب السويسري في رأسه! وأدي ذلك إلى مكوثه في السجن لفترة بسبب فعلته. “في العادي، مقتحمو الملاعب يذهبون إلي ويقولون آسفين يجب أن نفعل ذلك، أما هذا الرجل فلم أكن أعرف ماذا يريد”.. فيدرير معلقاً على الحادثة.

على عكس نجاح فريقه وإحرازه للعديد من البطولات، تلقى Jimmy العديد من الضربات التي أوقفته عن اقتحام الملاعب. من ضمن هذه الضربات كانت منعه من دخول الملاعب في إسبانيا وألمانيا مدى الحياة. الضربة الأقوى كانت إعلانه لإفلاسه بسبب دفعه للغرامات الكبيرة طول الوقت، الأمر الذي جعله مديون بالكثير من الأموال.”٥٠٪ من دخلي يذهب للغرامات”.. يقول Jimmy لموقع Gazzeta.gr

رغم تهافت الشركات وراءه، إلا أن Jimmy Jump لم يستغل هوايته ليروج لأي شركة أو منتج رغم قيام زملائه في المهنة بذلك طول الوقت. Jimmy يثبت أنه يفعل ما يفعله لمتعته الشخصية فقط وقدرته على فعل ذالك بالإضافة إلى إيمانه بحرية التواصل في عالم يتحكم به الإعلام.

عندما لا يعمل عبدالرحمن في التسويق والدعاية والعلاقات العامة، يكرس وقته للسفر والكتابة والإستمتاع بالتعرف على العالم من حوله من خلال قرأته للمقالات والكتب. عبدالرحمن مهتم بالتقنية والشركات الناشئة بالإضافة إلى حبه لإستكشاف مدن العالم والثقافات المختلفة من خلال الذهاب إلى تلك المدن.