المحتوى الرئيسى

غضب كبير في الأردن بعد اقتصار تطوير مناهج التعليم الجديدة على شطب القرآن والحديث | وطن

09/09 15:22

“وطن-شمس الدين النقاز” أثارت تعديلات أقرت مؤخرا عبر لجنة تربوية أردنية على المناهج الدراسية في الأردن جدلا واسع النطاق خصوصا بعدما تضمنت حذف آيات من القرآن الكريم ونصوص من التراث الديني يرى التربيون أنها ترفض الآخر وتروج للكراهية.

واستنكر حزب جبهة العمل الإسلامي أكبر أحزاب المعارضة ما أقدمت عليه الحكومة من تغييرات وتعديلات علی المناهج الدراسية لهذا العام الدراسي، وهو ما اعتبره الحزب في بيانه “مساساً واضحاً بتراثنا وقيمنا يقصد منه إبعاد الأجيال القادمة عن دينها وعروبتها وأصالتها وتاريخها وعاداتها وتقاليدها”.

وطالب الحزب في تصريح صادر عن مسؤول الملف الوطني في الحزب المهندس “خضر بني خالد” الحكومة بالعودة عن السلبيات التي لحقت بالمناهج التربوية “والإلتفات إلى التطوير العلمي الحقيقي النافع بأيد تربوية أردنية ومن داخل الأردن”. بحسب ما ذكر موقع “رأي اليوم”.

ويلمح نشطاء إسلاميون إلى أن تعديلات المناهج أقرت بناء على تدخل من جهات أجنبية فيما تقول السلطات إن بعض النصوص التي تستغل وتسيء لسمعة الأردن خضعت للتعديل.

وأشار بني خالد إلى ما شهدته المناهج الدراسية من تغييرات اشتملت علی حذف آيات قرآنية واستبدالها بمواضيع أخرى، وإزالة صورة المرأة الأردنية وهي مرتدية للحجاب واستبدالها بصورة لامرأة حاسرة الرأس، والإشارة إلى القدس الشريف أولى القبلتين بغير الحقيقة أو إزالة بعضها وغيرها من التعديلات.

واعتبر بني خالد أن القيام بهذه التغييرات في هذا الوقت وتحت فزاعة التطرف “إنما هو مساس واضح بتراثنا وقيمنا يقصد منه إبعاد الأجيال القادمة عن دينها وعروبتها وأصالتها وتاريخها وعاداتها وتقاليدها”.

وأضاف بني خالد أن “مثل هذا التوجه مستنكر ومرفوض في أي بلد مسلم، فكيف يجري في المملكة الأردنية الهاشمية، وإن محاولة ربط الإسلام بالتطرف إنما هو استغلال لحالة الوضع الراهن من قبل قوى تتربص الدوائر بهذه الأمة وتبيت النوايا الماكرة لها”.

وأشار بني خالد إلى أن أسباب التطرف الحقيقي والذي يجب على الجميع البحث عنه هو ليس في الدين والأخلاق والقيم بل يتمثل التطرف بالفساد وضياع العدالة بين الناس وانتهاك حقوق الإنسان وبالتوجه نحو العلمانية والعداء للأديان.

وذكرت تقارير إعلامية بعض هذه التعديلات في المناهج الدراسية، ففي أحد المناهج تم حذف درس كامل حول سورة الليل وتم استبداله بدرس آخر حول السباحة، كما تم إلغاء حفظ الآيات القرآنية والأحادث النبوية الشريفة في بعض الدروس، وتم استبدال درس آداب الطريق والذي كان محوره الحديث النبوي الشريف حول آداب الطريق، إلى درس عن إشارات المرور، بحسب ما ذكر موقع “سواليف”.

وفي السياق ذاته، وفي درس يتحدث عن ابن بطوطة تم حذف الجملة التي تحدثت عن ابن بطوطة وأنه تعلم القران والشعر منذ الصغر، بالإضافة إلى استبدال درس العدد في القرآن الكريم بدرس الحمامة الصغيرة.

وعن موقف نقابة المعلمين من هذه التغييرات، كشف الناطق الإعلامي لنقابة المعلمين الأردنيين الدكتور أحمد الحجايا عن رفض النقابة للتعديلات التي طالت المناهج مؤخرا، واصفا أنها اعتمدت على سياسة مجافاة نصوص القرآن الكريم والأحاديث النبوية.

وأكد الحجايا على موقف النقابة الداعم لتطوير المناهج وإثرائها بطريقة تخدم بناء العقول وبناء الأجيال، بعيدا عن استبعاد واضح ومقصود للنصوص الدينية التي أثارت استهجان التربويين والرأي العام خلال الفترة الأخيرة، بعد تداول ونشر عدد كبير من الصفحات داخل المناهج التي مسها التعديل.

وأكدت نقابة المعلمين الأردنيين على ضرورة تمسك المعلمين بكل ما يعمق الهوية الدينية والوطنية وغرس قيم الدين والأخلاق في نفوس الطلبة، مشيرة إلى أن الذرائع التي يريد البعض من خلالها مكافحة الإرهاب والتطرف ما هي إلا ممارسات قد تولد أساليبا أخرى في التطرف وقد تخلق بيئة خصبة للنشء الذي سيسعى لصناعة وإنتاج فكر التطرف وقد يصبح عرضة للإختطاف الفكري. وفق قولها.

ومن الناحية القانونية أشار الحجايا إلى أن قانون نقابة المعلمين وحسب نص “المادة 5 فقرة ج” هو الذي جعل من النقابة عاجزة عن التدخل في سياسات التعليم والمناهج، لافتا إلى أن النقابة ستسعى بكل جهدها لدراسة كل التعديلات التي ستجعل من النقابة شريكا أساسيا في العمل مع وزارة التربية والتعليم.

وأشعلت التعديلات الأخيرة على المناهج التربوية غضب الرأي العام الأردني، وانتقد أردنيون  شطب النصوص القرآنية والحديث النبوي الشريف، وشطب صورة سيدة محجبة من كتاب الصف الثالث، واستبدالها بأخرى متبرجة، مؤكدين رفضهم وتصديهم القاطع لهذه السياسية بكل السبل المتاحة.

وقال أستاذ اللغة العربية في الجامعة الأردنية الدكتور عطا الله الحجايا، إن عملية التطوير الأخيرة التي جرت وتجري الآن على المناهج عن عملية (تطهير) وليس تطويرا، وعن اعتداء فاضح وواضح على القيم والعادات والتقاليد فضلا عن الدين، كما كشفت عن تقزيم وتسطيح كبيرين، فلا تفكير تعلمه، ولا طرائق حل مشكلات تعالجها.

وأضاف “وإن صح مايتداوله موظفون كبار من أن إحدى السيدات قد دخلت للوزارة وطلبت مناهج اللغة العربية والتربية الإسلامية وبدأت تخط بقلمها وتحذف ما تشاء وتعشب الكتب من كل آية أو حديث أو جملة توحي بانتماء إلى الإسلام والعروبة، وسط ذهول من الوزير وعدم تدخله فإننا أمام كارثة حقيقية، كان على الوزير أن يخرجها أو يطردها، وكان على مجلس التربية وأعضاء المناهج ولجان الإشراف أن تقف بحزم أمام (تفرعن) قلّة قلية من (فسدة العصر) الذين يريدون لأبنائنا أن يكونوا مفرغين من كل قيمة ترتبط بالأمّة ودينها وتاريخها”.

وتساءل الدكتور عطا لله في تدوينة له على حسابه الشخصي بموقع التواصل الإجتماعي “فيسبوك” اطلعت عليها “وطن” ”ما هي ملامح التطوير الذي يحدثه المحدثون على المناهج ؟..خذوا أمثلة : –حذف آيات القران الكريم، والحديث النبوي، وأي عبارة تحمل نفسا دينيا. -تغيير الصور بحيث تحذف كل صورة لامرأة محجبة وتوضع مكانها امرأة سافرة. وسأقدم دراسة متكاملة ومقارنة حول هذا التخريب الذي جرى على المناهج، ولكن قبل ذلك على مجلس التربية الذي يضم بين أعضائه قاضي القضاة أن لايكون شاهد زور على تخريب الجيل، وعلى لجان الاشراف التي تضم بين أعضائها رجلا بمقام رئيس مجمع اللغة العربية ا.د. حالد الكركي أن توقف هذه المهزلة …سوف ندافع عن ديننا وتراثنا وقيمنا وأجيالنا وأبنائنا بكل ما أوتينا …وإنها لمواجهة وإنّا لها“.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل