المحتوى الرئيسى

إدوارد لوتشى يكتب: الانتخابات الأمريكية.. معضلة مقلقة تثير الأزمات | المصري اليوم

09/09 01:59

نقلاً عن صحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية

الشىء الجيد الوحيد المتعلق بالانتخابات هو أنها تنتهى بقرار، ولكن الانقسامات تستمر بعدها، ومن المتوقع أن تكون الانتخابات الرئاسية فى الولايات المتحدة هذا العام استثنائية، فحتى لو فازت المرشحة هيلارى كلينتون بالكتلة الانتخابية بفارق كبير، فإن فوزها سيكون أكبر فوز تم الحصول عليه «على مضض» فى التاريخ.

وهناك شريحة كبيرة من الأمريكيين سيتقبلون ادعاءات المرشح الجمهورى دونالد ترامب بأن النتيجة مزورة، فكثير من الناخبين الذين سيدعمون كلينتون سيفعلون ذلك على مضض، وذلك لأنهم يعتقدون أنها ستكون أفضل من ترامب، ولكن فى حال فوزها فإنها لن تستمتع بـ«شهر عسل» مع الناخبين، والتكهنات حول بقائها فى منصبها لفترة رئاسية واحدة ستبدأ فى أقرب وقت بعد دخولها البيت الأبيض.

وأى شخص يشك فى إمكانية حدوث ذلك يجب عليه أن يتذكر مصير الرئيس باراك أوباما، فقد قضى السنوات الـ6 الماضية وهو يفشل فى إقناع مجلس النواب المُعادى له بالتصرف فى القضايا الملحة فى البلاد، ولم تسفر تقريبًا كل جهوده المبذولة عن شىء يُذكر، ولم يتمكن من إنجاز شىء سوى قضيتين، وهما إصلاح نظام الرعاية الصحية، وتنظيم «وول ستريت»، وذلك فى أول عامين من حكمه، حيث إنه كان يحظى حينها بالأغلبية الديمقراطية، ولكن حتى الآن يتعهد الجمهوريون بإلغاء القانونين فى أول فرصة، ولم يتمكن أوباما، هذا العام، حتى من دفع المساعدة فى حالات الطوارئ للمناطق المتضررة من فيروس زيكا، وبالنظر إلى وضع أوباما، فما فرص «كلينتون» فى حال وصلت البيت الأبيض؟

الجواب يعتمد على أمرين: الأول هو ما إذا كان بإمكان الديمقراطيين استعادة السيطرة على الكونجرس فى نوفمبر المقبل، فهناك فرصة جيدة تُمكنهم من استعادة غالبية مقاعد مجلس الشيوخ، ما بين 51 مقعدًا إلى 49، ولكن الأمر أصعب بالنسبة لمجلس النواب، حيث إن فرص إمكانية استعادة الديمقراطيين كلا المجلسين- وهى شرط أساسى للتحكم فى المناخ السائد اليوم فى واشنطن- ضئيلة.

أما الأمر الثانى فهو الكيفية التى سيفسر بها الجمهوريون هزيمة ترامب، فهل سيعترفون بأن الوقت قد حان أخيرًا لتحويل الحزب إلى خيمة ديموجرافية كبيرة؟ فإذا كان الأمر كذلك فإن «كلينتون» قد تتمكن من العثور على حلول وسط كافية لدفع مجموعة من التغييرات الكبيرة، مثل الإصلاح الضريبى، وإصلاح قانون الهجرة، أو هل سيرى المحافظون المتشددون، بقيادة تيد كروز، عضو مجلس الشيوخ، فرصة لاستئناف سياسة حافة الهاوية فى الكونجرس، والتى كانت موجودة إبان عهد حزب الشاى؟ وفى هذه الحالة فإن أجندة «كلينتون» ستكون أمامها فرصة ضئيلة للخروج إلى النور.

وأنا شخصيًا أراهن على الأمر الثانى، حيث إن هزيمة ترامب بفارق كبير ستجعل الجمهوريين البراجماتيين (الواقعيين) حذرين من مصير حزبهم فى ولاية كاليفورنيا، حيث بات الآن بمثابة أقلية دائمة فى ولاية أغلبية سكانها من غير ذوى البشرة البيضاء.

ويُعد حاضر كاليفورنيا هو مستقبل أمريكا، فما سيحدث هناك يمكن أن يقود بالتالى إلى انهيار الحزب الجمهورى، ولكن هذه هى الفكرة التى تحدث عنها المصلحون فى الحزب بعد آخر هزيمة لهم فى عام 2012، عندما حثوا عليها لوقف الخطاب غير المتسامح عن مثليى الجنس، والحقوق الإنجابية للمرأة.

ومن الصعب أن نرى كيف سيتمكن البراجماتيون الجمهوريون من إقناع مؤيدى ترامب، الذين سيشعرون بمرارة لاعتقادهم أن «كلينتون» سرقت الانتخابات، بالتخلى عن معتقداتهم، كما أن كروز، من ناحية أخرى، هو سياسى أذكى من أن يطلب منهم القيام بذلك، فمن شأن هزيمة ترامب تحسين فرص فوزه برئاسة الحزب فى عام 2020 بشكل كبير.

وظهرت أولى خطوات كلامى السابق، فى مؤتمر ترامب الانتخابى فى كليفلاند، حينما رفض «كروز» تأييد المرشح الجمهورى، وحث الحضور، وسط صيحات استهجان عالية، على «التصويت استنادًا إلى ضمائرهم» فى نوفمبر المقبل.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل