المحتوى الرئيسى

الضرائب التصاعدية.. هل تحقق العدالة الاجتماعية ؟

09/09 00:02

يكثر الحديث من وقت لآخر عن تطبيق الضرائب التصاعدية على الأغنياء، تطبيقا لمبدأ "العدالة الضريبية" في ظل تفاوت الطبقات، ويناقش "دوت مصر" في التقرير التالي ماهي الضرائب التصاعدية ومدى تحقيقها لمبدأ العدالة الاجتماعية.

قالت أستاذة الاقتصاد بجامعة عين شمس الدكتورة يمن الحماقي لـ"دوت مصر"، "إن العدالة تم اختزالها في مصر إلى مشهد زيادة الدعم على الفقراء ومنحهم قدرة على العيش وتحمل الاسعار، والحقيقة أن هذا المعنى خاطئ إذ تتحقق العدالة بتحمل الأغنياء لأعباء أكثر سواء كانت في الضرائب أو المسؤولية الاجتماعية".

وتابعت "الضريبة التصاعدية هي الضريبة التي تأخذ بعين الاعتبار طبقات المجتمع المختلفة عن طريق فرض ضرائب عالية على أصحاب الدخل المرتفع وضرائب متدنية على أصحاب الدخل المنخفض، ومصطلح تصاعدي يرمز إلى طريقة رفع معدلات الضريبة حيث تتغير من منخفضة إلى مرتفعة تبعاً لدخل الفرد.".

وأضافت "يمكن تطبيق الضريبة التصاعدية على الأفراد، أو على النظام الضريبي ككل، على سنة بأكملها أو مدى الحياة، والضريبة التصاعدية هي أداة وجدت في محاولة للحد من الضريبة على الأشخاص الذين يواجهون صعوبة في الدفع عن طريق فرض ضرائب أعلى على أصحاب الدخل المرتفع".

عندما لوحت الحكومة بفرض الضرائب التصاعدية رحب رجال الأعمال بها ومنهم رجل الأعمال ناصف ساويرس الذي طالب وقتها عبر تصريحات صحفية بضرورة تحمل رجال الأعمال لمسؤوليتهم تجاه الوطن، وطالب أيضا أن تكون الضريبة في شكل مشروعات يلتزم بها رجال الأعمال تجاه المجتمع مثل بناء المدراس أو المستشفيات والمساكن لمحدودي الدخل، معتبرا أن مجرد الحصول على أموال لسد عجز الموازنة بل يجب أن تكون مساهمة الأغنياء تصب مباشرة في وعاء الفقراء.

على جانب آخر، أكدت الباحثة الاقتصادية بالمركز المصري لدراسات السياسات العامة زينب إبراهيم لـ"دوت مصر"، على رفضها لفكرة فرض الضرائب التصاعدية في الوقت الحالي، معللة  الأسباب في النقاط التالية:

1- "إضافة أعباء جديدة "مثل الضريبة التصاعدية" فوق كاهل اقتصاد يواجه حالة نضوب في موارده، بل يجب البحث عن مخرج لإعادة انتعاش الاقتصاد المصري وزيادة معدلات الاستثمار، لأنه وبطبيعة الحال تعتبر الأعباء الضريبية من السياسات التي تؤثر على حجم الاستثمار".

2- "الضريبة التصاعدية لا تحقق البعد الاجتماعي، لأن هذا النوع من الشرائح الضريبية يصب في مصلحة الحكومة ويبتعد كثيرا عن خدمة الطبقات الفقيرة وإيجاد حلول لمشكلاتهم، فالحكومة تهتم بتدبير الموارد المالية الجديدة التي تسد بها العجز الحالي في الموازنة العامة للدولة، ولكن هناك خطر يسكن تلك الخطوة ويلقي بظلاله على الطبقات الفقيرة، حيث أن الضريبة التصاعدية تضعف الاستثمارات في السوق المصري، مما يؤدى إلى نضوب الاستثمار وبالتالي زيادة معدلات البطالة والفقر في المجتمع المصري.".

3- "زيادة الضرائب التصاعدية تؤدى إلى تقليل فرص العمل وبالتالي زيادة الطبقات الفقيرة فقرا، كما أنه يؤدى إلى زيادة العبء الضريبي للمواطن حيث أن المواطن المصري يتحمل 28% من دخله كعبء ضريبي بينما تتحمل الشركات 13%، كما أن المواطن المصري يدفع 60% من حصيلة الضرائب في مصر. ونجد أن عبء الضرائب على العاملين في الدول الأخرى مثل الولايات المتحدة 9.6%، بينما اليابان 15.6% وفي ماليزيا 15.6% و4.3% في جنوب أفريقيا".

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل