صفقات سلاح تقترب من الـ50 مليار دولار أبرمتها جيوش العرب في 2016.. مصر الأكثر "تنوعًا".. والسعودية "تكلفة"

أمرٌ طبيعيّ أن تجدد الجيوش أسلحتها في كل عام؛ لتضم إليها الحديث، وتستبدل ما استُهلِك منها.. ولكن هذا العام كانت هناك اعتبارات أخرى للتسليح، فدخلت "التحالفات بين الدول، وبروز نجم داعش بشكلٍ كبير، وصراعات الشرق الأوسط" التي- تتعقد عامًا تلو الآخر- ضمن خيارات التسليح ونوعية الأسلحة المستوردة لجيوش دول العالم العربي.

وجاءت المملكة العربية السعودية في المرتبة الأولى، من حيث "أكثر الدول إنفاقًا على التسليح" هذا العام؛ وذلك استكمالًا للارتفاع الذي شهدته منذ العام الماضي.. إذ كشف تقرير- صادر عن منظمة "أي اتش إس" المختصة بمراقبة الأسلحة والدفاع والتحليل الاقتصادي في يونيو الماضي- أن واردات المملكة من الأسلحة قفزت بنسبة 50 بالمائة العام الماضي، لتصل إلى 9.3 مليار دولار بعد تدخلها في حرب اليمن منذ مارس 2015.

أما هذا العام فكانت صادرات المملكة من كندا وألمانيا والولايات المتحدة الأمريكية، وجاءت كندا في المرتبة الأولى- بين هذه الدول- بصفقة قيمتها 15 مليار دولار، شملت نحو 419 مركبة مصفحة قتالية، ووقع وزير الخارجية الكندي، ستيفان ديون، على وثائق بإصدار 6 تصاريح لبيع السلاح للسعودية، تصل قيمتها إلى 11 مليار دولار، كجزء من الصفقة.

وتشمل التصاريح عربات مدرعة خفيفة بالإضافة إلى قطع الغيار ومنظومات الأسلحة المرتبطة بها، حيث سيتم تجهيز تلك المدرعات بالأسلحة الرشاشة والأسلحة المضادة للدبابات، التي من شأنها مساعدة المملكة العربية السعودية في حربها ضد الحوثيين في اليمن.

وعلى الرغم من رفض البعض الموافقة على إتمام الصفقة منذ توليه "ديون" حقيبة الخارجية، بذريعة "وجود انتهاكات لحقوق الإنسان" في السعودية.

وذكر وزير الشؤون الخارجية الكندي في الأمم المتحدة أن بلاده ستعزز الأحكام المتعلقة ببيع الأسلحة؛ لضمان أن الأسلحة والمعدات التي تبيعها لا يساء استخدامها.

** الولايات المتحدة الأمريكية.. صفقة دبابات بـ 1.15 مليار دولار

على الرغم من التصريح الذي أطلقه الرئيس الأمريكي باراك أوباما لصحيفة "ذي أتلانتيك" عن إحباطه من سلوك وتصرفات السعودية في الشرق الأوسط، ووصف العلاقة بين واشنطن والرياض، بأنها "معقدة؛ إلا أن وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" أعلنت- في بيان لها، في 9 أغسطس الماضي- أن بلادها ستبيع حليفتها السعودية دبابات وعربات مصفحة ورشاشات ثقيلة وذخيرة في صفقة تبلغ قيمتها 1.15 مليار دولار.

وقال البنتاجون في بيانه، إنه وطبقًا للإجراءات المتبعة في هذا الخصوص؛ فإن وزارة الخارجية الأميركية هي التي وافقت على صفقة التسلح العسكرية الكبيرة هذه، التي لا تزال بحاجة لأن يوافق عليها الكونجرس حتى تسلك طريقها إلى التنفيذ.

وبدورها أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية موافقتها على بيع ما يصل إلى 153 دبابة و419 عربة مصفحة إلى المملكة العربية السعودية.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية أليزابيث ترودو، إن الصفقة تشمل دبابات طراز إم وان أيه 25 أبرامز إلى جانب المعدات اللازمة لها بقيمة 1.15 مليار دولار

من ناحيتها قالت وكالة التعاون الأمني الدفاعي الأمريكية، إن شركة "جنرال ديناميكس لاند سيستمز" هي المقاول الرئيسي لهذه الصفقة، كما اكدت الوكالة أن تلك الصفقة لن تؤثر على التوازن العسكري

** ألمانيا.. 48 زورق حربي دون إعلان عن قيمة الصفقة..

كان وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير، دافع- الأسبوع الماضي- عن توجّه حكومة المستشارة أنجيلا ميركل نحو توريد 48 زورقًا متطورًا تستعمل في الدوريات الأمنية إلى المملكة العربية السعودية.

وكثيرًا ما تصطدم صفقات السلاح الألمانية مع عدّة دول باعتراضات جهات سياسية وأطراف حقوقية يعتبرها المساندون للحكومة نوعًا من "الترف السياسي المنفصل عن الواقع وغير المراعي لمصالح ألمانيا، ومقتضيات المنافسة الشرسة في سوق السلاح العالمية".

أما في مصر.. فكانت الأكثر تنوعًا في الدول التي استوردت منها الأسلحة، فأبرمت صفقات مع روسيا، كرواتيا، ألمانيا، فرنسا، إسبانيا.. ولكن الغريب هذا العام هو ان الولايات المتحدة- والتي تعد من أكبر حلفاء مصر وموردي الأسلحة لها- لم تكن ضمن تلك القائمة من الدول.

استوردت مصر أسلحة بقيمة نحو 5 مليارات دولار من روسيا، وشملت الصفقة 50 طائرة "ميج 35"، و46 طائرة من طراز "كي ايه اف 2"، ومنظومة دفاع جوي "اس ايه تو 3" و"اس ايه 17".

كما اشترت من فرنسا أسلحة بقيمة 7.1 مليار دولار، شملت 24 طائرة نقل عسكري "كاسا- سي 259" وأخرى من نوع "12 ايه- 400 إم"، وحاملتي طائرات مروحية "ميسترال"، و24 مقاتلة "رافال"، وتم توقيع تلك الصفقات بعد زيارة الرئيس الفرنسي فرنسوا أولاند للقاهرة في إبريل الماضي.

ألمانيا وإسبانيا لم يٌعلنا عن قيمة الصفقة المالية.. ولكنها شملت غواصة و32 طوربيدًا.

أما كرواتيا، فبلغت قيمة الأسلحة المشتراة منها، 50 مليون دولار، وتشمل 5 غواصات صغيرة من طراز "دراكون- 220" .

أما الإمارات العربية المتحدة فانحسرت صفقتها مع الولايات المتحدة الأمريكية فقط بقيمة 476 مليون دولار شملت صواريخ هيل فاير 3 جو-أرض ومعدات مرتبطة بها.