المحتوى الرئيسى

نعيم: 16 عاماً أذوب عشقاً في عرائس الماريونيت

09/08 16:30

"العروسة دى أحلى حاجة  فى الدنيا بلعبها وبسمعلها وأكلمها كمان" بتلك العبارات المبهجة بدأ حديثه المشوق عن عالم العرائس الذى كان له أثر كبير فى مشوار حياته بداية من عرضه لـ"مسرحيات الشوارع" أى اللعب بالعرائس فى الساحات عامة، وصولاً لرئيس مسرح العرائس بساقية الصاوى.

أنه الفنان "أحمد نعيم" الذي يتعامل مع عرائسه وكأنه يداعب طفلته الصغيرة فينحتها برفق حتى لا تتأذى ملامح وجهها، ومن ثم يتأمل فى ملامحها ليخرج منها لوحة فنية رائعة لتجسد شخصية في مسرحية وكأنها من بنى البشر، بل أفضل فهو عالم خالي من الشحنات والضغائن والصراع على المال والسلطة والجاه.

وبعد انتهاء دور العروسة لا يقوم نعيم بإلقائها فى الخزانة، بل يوجد غرفة مخصصة لهم ليحتفظ بذكريات شخصياتهم والتى لا تغيب عن مخيلته، كونه يتحدث معهم كل يوم ويحكى لهم.

فخلق نعيم بينه وبين عرائسه حالة من التواصل الذاتى فيشعر بفرحهم وحزنهم بمجرد النظر إليهم لبضع دقائق ولا ينسى أن يلقي السلام عليهم كل صباح.

وبوجه بشوش وضحكة لم تفارقه طوال الحديث، أوضح "نعيم" أن عالم العرائس بحاجة لدراسة كبيرة والسيرعلى نهج الدول الغربية لتطورها في هذا الفن، قائلاً" اتعلمت فن تصنيع ونحت العرائس لما سافرت لندن وكانت أهم خطوة ليا وأستفدت منها كتير".

وأستطرد محرك العرائس، أنه يعمل في فن صناعة العرائس منذ عام 2000، فبدأ بصناعة عرائس الجوانتى والمشاركة ببرنامج "عالم سمسم" للأطفال، فكان هو المسئول عن تحريك العروسة خوخة،علاوة على عمله فى أحدى الفرق التى تقدم مسرح شارع للأطفال.

وفى عام 2006 قرر"احمد نعيم" بالبحث والدراسة حول عالم العرائس لأن لها سحرها الخاص وتأثيرها القوى على الأطفال والكبار، قائلاً:" أنا لاقيت نفسي فيها وحبيت اكمل حياتي معاهم وده مأثرش على حياتي الشخصية فأنا متزوج وليا حياة ولكن العرائس نكهة مختلفة".

وتوجه لساقية الصاوى لإستكمال مشواره فى نحت وتصميم العرائس، واعطاه ذلك فرصة المشاركة في صناعة وتصميم كم هائل من العرائس والمشروعات مثل مشروع "أم كلثوم" حتى وصل لمنصب مدير مسرح العرائس بها لعام 2008.

 وأشار أن هناك من يشاركه فى الأفكار واختيارالتصميم و الألوان والملابس المناسبة للعرائس.

أهم العرائس التى صنعها "نعيم" واحبها وارتبط بها على المستوى الشخصي لكثرة المجهود والوقت والدراسة لتصنيعهم وخروجهم بهذا الشكل والذي ترك أثر رائع على المشاهد.

وروى نعيم عن الراقصة"زيزى" وكأنها محبوبته التى طالما يطاردها المعجبين، وقال عنها أنها راقصة تلتزم بالأداب العامة ولا علاقة لها بالفن المبتزل الذى نشاهده فى الفترة الحالية من الراقصات، وحين مشاهدتها تسترجع ذكريات عرض راقصة "الليلة الكبيرة"، والهدف  وراء تصميم الراقصة زيزى هورجوع المجتمع للفن الراقى.

وأشار"نعيم"، إلى أن شخصية الراقصة متواجدة بفن العرائس بالعالم كله وجزء لا يتجزء من عرائس الماريونت، وكان تصنيع الراقصة زيزي تحدى كبير لنفسه ليثبت أنه صانع عرائس مبدع.

 وأضاف نعيم أن صانع العرائس لابد له من صنع أهم ثلاث عرائس وهم الراقصة والبهلوان والهيكل العظمي لصعوبة تنفيذهم.

أما عن قصة"مستر صفيحة" فهوشخص يكره نداء الناس له بكلمة صفيح، حيث أنه لا دخل له فى خلقه بتلك الهيئة، لذلك يحب أطلاق لقب مستر قبل أسمه المتعارف للجميع، وبعرض نعيم "مستر صفيحة" على الجمهور تعجب له كونه إستطاع  صناعته من عبوات الكانز وبعض مفاتيح الميكانيكة.

واستعاد نعيم معاناته التى واجهها للبحث عن الأدوات لصنع "صفيح"، حيث أنه كان من الصعب إيجاد مفاتيح الميكانيكية المتطلبه لإنهاء التصميم.

أما عن العروسة"فلان " فهى تصعد على المسرح بحفل غنائى ليتفاجىء به الجمهور بأن المطرب عروسة، وقبلت بترحاب شديد ويدل ذلك على تأكيد نظرية أن العرائس ليس للصغار فقط

وبنبرة تمني قال نعيم "اتمنى عرض مسرحيات في الشارع لأني بحب تفاعل الجمهور معايا خاصة وبيكون من كل الطبقات والأعمار ولكن مش سهلة لأنها تحتاج اجراءات وتصاريح كثيرة".

واعاد بذاكرته اجمل العروض التي أقامها بالشارع وكانت عرض عرائس للجوانتي عبارة عن شخصيتين أرجوز ومراته وكان في الشارع تحت مسمى "عايزين نلعب" وشاركت في تصميم عرائسه وكان الاراجوز أول عروسة اعملها واخيطها بيدي، ولاقى العرض تفاعل كبير من الجمهور خاص الأطفال.

في أنواع كتير من العرائس لكن العرائس الماريونت لها سحر خاص ومختلف عن باقي انواع العرائس.

 قال نعيم، أن هناك عشاق لعرائس الماريونت يطلبوا تصنيع واحدة وتكون تكلفتها غالباً كبيرة لأنه يستخدم خامات وتصاميم جيدة لتكون متينة وتتحمل الشغل وهذا يتوقف على استخدام الشخص لها.

وبالرغم من عشقه لتصنيع عرائس الماريونت، إلا أنه يواجه صعوبات لإيجاد الخامات الخشبية البسيطة، لأن فى مصرلا يوجد سوا الخشب الأبيض والزان والأخير ثقيل فى الوزن وصعب فى شغله، فيستعين بشجر الليمون إذا وجد ويكون استخدامه بإسلوب معين، ولكن خارج مصر متوفر الخشب الطرى والخفيف الذي يسهل استخدام السكين والازميل به.

أي حد بيحب حاجة وبيتعامل معها على طول بيحس من ناحيتها بشئ، فدائما ما يكون بينك وبين ما تحبه لغة تواصل خاصة.

وبأبتسامة خجل قال: " انا دايما بتكلم مع العرائس بتاعتي وبحافظ عليهم مش برميهم، وبيني وبين عرائسي لغة خاصة، بالذات العرائس اللي صنعتها بنفسي بيكون في لغة خفية بيني وبينها لأني اتعاملت معها من أول ما كانت خشبة لحد ما وصلت لشكلها النهائي واصبح لها شخصية، فلو العروسة مضايقة خيوطها بتتلعبك.

"وطالما لكل مريض طبيب وعيادة فأنا قررت افتح عيادة للألعاب والكشف مجاني" هكذا قال نعيم عن عيادة الألعاب الخاصة به، وهدفها أن الناس تستطيع الإحتفاظ بأغلى العابها ومقتنياتها بجانب الانتيكات الخاصة بهم.

وأغلبنا لما يتكسر منه لعبة أو انتيكة لا يعرف مكان لتصليحها ويخجل من السؤال لذا قررت أن اقدم خدمة لمن يريد الحفاظ على ما هو غالي عليه أويرغب في أن يهديه لأطفاله أو لناس تستفيد منها.

وتابع كلامه بأنه لم يتلقى حتى الآن كشوفات كثيرة وما قام بتصليحه كان انتيكات خشب واكسسوارات، بجانب عرائس الماريونت لأن العرائس بتتعب من الشغل ولابد من متابعتها للحفاظ عليها.

أكد صانع العرائس، أن هناك تحدي كبير جدا لنستطيع تجنب الأطفال الألعاب الإلكترونية والإتجاه للألعاب الطفولية الملموسة كالعرائس وغيرها حتى يتفاعل الطفل معها بصورة إيجابية، موضحاً أن التكنولوجيا ليست سيئة ولكن لا يمكن أن نعتمد عليها فقط.

وتابع، بأن لا أحد ينكر بأن الكبير والصغير حين يرى العروسة يتفاعل معها ويحبها.

وعن الأكاديمية التي أنشأئها لفت نعيم، أنها مجهود ذاتي ومساحتها ليست بكبيرة، ولكنه يقدم من خلالها دورات تدريبية لكل من يريد أن يتعلم صناعة العرائس من هواه والطلبة خاصة طلبة كليات "التريبة الفنية والفنون"، متمنياً أن تشتهر أكثر للوصول لأكبر عدد ممكن من الراغبين في التعلم.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل