المحتوى الرئيسى

فصائل سورية تسأل: لماذا يتم التغاضي عن جرائم الأسد؟

09/08 15:55

عناصر من فصائل سورية معارضة

إيران تطلب من تركيا وقف عملياتها العسكرية في سوريا

واشنطن تؤكد استهداف العدناني في سوريا

لندن: وجه المبعوث الأميركي الى سوريا مايكل راتني رسالة مطولة ورسالة قصيرة الى الفصائل السورية المسلحة في الثالث والرابع من هذا الشهر وكانت الرسالة الأولى تتضمن شرحا لخطوات الهدنة المزمع عقدها والمطلوب من المعارضة السورية المسلحة والموقف الأميركي، أما الرسالة الثانية فجاءت على خلفية التطورات الأخيرة في منطقة الراموسة في حلب السورية .

وردت الفصائل "حركة أحرار الشام - حركة نور الدين الزنكي - الجبهة الشامية - تجمع فاستقم - جيش الاسلام" على هذه الرسالة برسالة حصلت "إيلاف" على نسخة منها، معربة عن أسفها وخيبة أملها للتغاضي عن جرائم بشار الأسد، وأكدت أنها خدعت بالكلام عن الحل السياسي لأن المعارضة خسرت الكثير من المناطق، وطالبت المبعوث الأميركي الخاص بالكشف عن فحوى الاتفاق الأميركي مع الروس .

ووجهت الفصائل السورية بداية تقديرها لراتني لشرح الموقف الاميركي من سوريا  بشفافية ولكنها نقلت في الرسالة شعور الفصائل بخيبة أمل عميقة مما أسمته" الطعنة" التي تلقتها قبل يومين، " ففي الوقت الذي كنا نناقش فيه معكم المساعدات الإنسانية وترتيباتها إذ بنا نتفاجأ بهجوم واسع من قبل الروس والنظام ليعيدوا إحتلال طريق الراموسة وحصار حلب من جديد".

 وأشارت الفصائل الى أنه "من الصعب الحديث اليوم عن آية هدن مناطقية أو حل سياسي قبل فتح طريق الراموسة ورفع الحصار عن حلب و باقي المناطق المحاصرة ".

وقالت الفصائل لمايكل راتني "نحن نشعر أننا خدعنا بقضية الحل السياسي و خسرنا أكثر من منطقة كداريا و ربما المعضمية و الوعر في المستقبل على أمل الحل السياسي،  وهذه المناطق الان تتعرض لتغيير ديموغرافي حقيقي بعد تهجير أهلها، وتوطين عراقيين وإيرانيين فيها". 

وتساءلت "لماذا يُطلب منا نحن فقط الحديث عن مفاوضات أو حل سياسي ؟ في الوقت الذي بات فيه واضحاً أن الروس والأسد ماضون في الخيار العسكري حتى النهاية ".

وعبّرت الفصائل في الرسالة عن أملها قبل نقاش أي طرح سياسي أو إنساني تم الاتفاق بين اميركا وبين الروس عليه" أن نطلع على نصه وبنوده ، لكونه يتعلق بسوريا أولاً، ولكوننا سنكون جزءً من تطبيقه على الأرض ثانيا".

وأوضحت الرسالة الجوابية  "أن المساعدات حق تكفله كل القوانين والأعراف الدولية و قرارات مجلس الأمن التي يجرى الالتفاف عليها من قبل الروس والنظام دائماً وسط صمت وتجاهل المجتمع الدولي و غياب أي محاسبة فانه لم يعد مقبولا أي ربط للمساعدات الإنسانية بالهدن المناطقية أو الحل السياسي".

وشددت الرسالة "أن الشعب السوري وفصائله الثورية لشدة الظلم الذي تعرضوا له والتجاهل الدولي لمأساتهم و العجز عن تأمين أبسط الحقوق الإنسانية للمحاصرين و المعتقلين و المهجرين و بعد أن استخدم الأسد والروس ضده كل سلاح محرم من عنقودي و نابالم و كيماوي لم يعد لديه ما يخسره و بدأ يفقد الثقة بأي حل سياسي أو وعود دولية ، و سيمضي في قتال بشار وحلفائه حتى الرمق الأخير وحتى آخر جندي وثائر".

ولفتت الرسالة الى ماقاله ما يكل راتني في رسالته الأولى أن اميركا تسعى لإضعاف القاعدة في سورية، وردت رسالة الفصائل السورية المسلحة على راتني بالقول " لكن بالحقيقة  ان الأساليب المتبعة بالتعاطي مع القاعدة  منحتها مزيداً من مشروعية البقاء والاستمرار من خلال مسألتين: تسويف و تأجيل رحيل بشار الأسد و استمرار قتله الممنهج للسوريين وتدمير مدنهم وتهجيرهم والتغاضي عن الميليشيات الطائفية الإرهابية العابرة للحدود والتي تقاتل مع الأسد، وعددها بلغ نحو أربعين ميليشيا".

وشددت الفصائل "أن السوريين معروفون عبر التاريخ بالاعتدال والتعايش بين مختلف الطوائف و الأعراق ، و بالتالي مشروع القاعدة ليس له أي مستقبل في سوريا، فهو مجرد حالة مؤقتة وجدت قبولاً لدى البعض كرد فعل على المجازر الوحشية التي يتعرضون لها منذ نحو ست سنوات وسط صمت وتغاضي كامل لمجلس الأمن و المجتمع الدولي، و مع رحيل بشار الأسد لن يبقى لهم أي وجود أو قبول ضمن النسيج الاجتماعي السوري".

وأكدت رسالة الفصائل أن" اخواننا الأكراد كانوا عبر التاريخ و لا زالوا جزأً أساسياً من الشعب السوري و مكوناً هاماً ضمن نسيجه الاجتماعي، غير أن الدعم الأميركي غير المحدود وشكل التعاطي مع الـ  pyd و الـ   ypg وبعض الميليشيات الانفصالية المعادية للشعب السوري ولثورته والتي تمارس القتل والتطهير العرقي الممنهج و تسعى لتقسيم سورية ربما يضر بشكل العلاقة المستقبلية مع هذا المكون الهام، وقد يخلق شرخاً مجتمعياً ربما يستمر لعشرات السنين".

ودعت الولايات المتحدة الأمريكية "لإعادة النظر في شكل هذا التعاطي و الدعم المقدم لهم حرصاً على عدم الانجرار لإيقاظ أي نعرات قومية أو طائفية تنعكس سلباً على النسيج الوطني السوري".

واختتمت رسالة الفصائل العسكرية السورية المعارضة بالقول لراتني أخيرا أنه" بناء على ما سبق فاننا نعتقد أن مد جسور الثقة و التعاون يبدء من الوضوح و الشفافية و المشاركة و هذا يتطلب تغيير وتصحيح لأسلوب التعاطي القديم الذي تم سابقا و أسهم في زيادة تغول التدخل الروسي الايراني في الشأن السوري".

وكان راتني قد وجه رسالة الى الفصائل العسكرية المعارضة شرح فيها أسباب الاتفاق الاميركي مع الروس وقال " نحتاج من المعارضة ان تعيد الالتزام بالهدنة في وقت وتاريخ سيتم تحديدهما قريباً. وهذه الهدنة ستكون في جميع انحاء البلاد. وستشمل كامل مدينة حلب. بما في ذلك طريق الراموسة، وجميع الجهات. وهذا يعني أيضاً اننا نحتاج إلى ضمانات من المعارضة بأن لا تكون هناك عقبات امام الوصول إلى المناطق التي يسيطر عليها النظام في مدينة حلب وبالإضافة إلى ذلك، هناك عدد من الإجراءات الأخرى الخاصة بحلب والتي ستدخل حيز التنفيذ".

وأكد أن "المتوقع ان تتضمن الهدنة وقفاً كاملا للعمليات العسكرية من جانب النظام والقوات الموالية للنظام والمعارضة في منطقة طريق الراموسة. وبعد بدء الهدنة، ستدخل المساعدات الإنسانية التابعة للأمم المتحدة إلى مدينة حلب وأنه سيتم انشاء حاجزي تفتيش على طريق الكاستيلو لضمان حرية حركة المساعدات الإنسانية والمرور من والى مدينة حلب. تفاصيل هذين الحاجزين، ومن هي الجهة التي تتول ادارتهما، ينبغي الاتفاق بشأنها بيننا من جهة، وروسيا من جهة أخرى. ونتوقع ان نحتاج إلى تعاون الفصائل المسلحة في المنطقة لإقامة الحاجزين بصورة آمنة".

وقال راتني "بعد ان نستأنف الهدنة ويتم انشاء حاجزي التفتيش، سيقوم النظام والقوات الموالية له بسحب قواتهم من طريق الكاستيلو. وسيصبح طريق الكاستيلو منطقة منزوعة السلاح وعلى وجه التحديد فإن النظام سيقوم بها".

وحدد راتني الخطوات التي من المفترض على النظام أن يقوم بها وهي سحب الأسلحة الثقيلة مثل مركبات القتال المدرعة، ومركبات المشاة القتالية، والدبابات، والمدفعية، ومدفعية الهاون إلى مسافة 3.500م شمال الطريق، وسحب الرشاشات التي يحتاج تشغيلها إلى أكثر من عنصر، وناقلات الجنود بي تي آر 60، والمركبات القتالية بي ام بي 1 بدون منصة صواريخ موجهة ضد الدروع، إلى مسافة 2.500م من شمال الطريق، وسحب جميع الافراد، عدا الافراد الموجودين في نقطتي الرصد، إلى مسافة 1000 متر شمال الطريق وتقتصر أسلحتهم على الأسلحة الصغيرة او الرشاشات الخفيفة، وعلى الجانب الجنوبي من الطريق، سحب جميع الافراد، والأسلحة والمعدات الى مسافة 500 متر من الطريق.

بالإضافة الى إقامة ما يصل الى نقطتَي رصد على مسافة لا تقل عن 500 متر شمال طريق الكاستيلو مع كادر من الافراد لا يتجاوز عددهم 15 فردا مجهزين بأسلحة صغيرة فقط لأغراض الدفاع عن النفس ومعدات مراقبة، عدم إعاقة أي مرور إنساني، او مدني او تجاري على طريق الكاستيلو، عدم الدخول إلى المناطق التي تنسحب منها فصائل المعارضة أو إقامة مواقع في المنطقة المنزوعة السلاح، غير نقطتَي الرصد.

وأضاف راتني أنه "يتعين على المعارضة احترام المنطقة المنزوعة السلاح على طريق الكاستيلو، الامر الذي سيتطلب من قوات المعارضة أيضاً الانسحاب من مناطق معينة. وقريباً سنطلعكم على التفاصيل الخاصة بتلك المتطلبات. لكن بشكل عام، فإن المتوقع من فصائل المعارضة هو عدم إعاقة أي مرور إنساني أو مدني أو تجاري على طريق الكاستيلو، وعدم دخول المناطق التي تنسحب منها قوات النظام والقوات الموالية لها أو إقامة مواقع في المنطقة المنزوعة السلاح، وبذل كل ما في وسعها لمنع قوات جبهة فتح الشام من التقدم إلى المنطقة المنزوعة السلاح من مناطق سيطرة المعارضة المجاورة لها".

وكشف المبعوث الاميركي الى سوريا انه سيتم جميع الأطراف التي ستعيد الالتزام بالهدنة في الوقت والتاريخ اللذين سيتم تحديدهما قريباً. 

وفي الوقت نفسه، ستدخل حيز التنفيذ أيضاً الإجراءات الأربعة الخاصة المشار إليها أنفاً والمساعدات الإنسانية التابعة للأمم المتحدة ستدخل مدينة حلب فور عودة الالتزام بالهدنة.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل