المحتوى الرئيسى

كيف تشبع أبناءك عاطفيًا؟

09/08 12:37

في مقالي السابق "هل أنت غائب عاطفيًا من حياة أبنائك؟ " تحدثت عن مظاهر الإهمال العاطفي للأبناء ومخاطر ذلك. والآن، ماذا تفعل إن اكتشفت أنك مُقصِّر مع أبنائك في الجانب العاطفي؟ هذا المقال يجيب على ذلك السؤال ويقدم بعض النصائح التي تعيننا على إشباع الاحتياجات العاطفية لأبنائنا.

يوجد جانبان للموضوع: أولاً طريقة التعامل مع أبنائنا. وثانيًا تعافينا من إساءات الماضي التي تحول بيننا وبين

فلنبدأ بالجانب الأول: توجد ثلاثة أهداف للوالد الواعي عاطفيًا:

أولاً: أن يشعر ابنك أنك تسانده.

وثانيًا: أن يعلم أنّ مشاعره أيًا كانت مقبولة ومهمة بالنسبة إليك.

وثالثًا: أن يتعلم كيف يتعرف على مشاعره، ويعبر عنها ويتعامل معها.

هذه الأهداف يمكن تحقيقها من خلال كلماتنا وأفعالنا.

تعالوا نضرب بعض الأمثلة لبعض الجمل الخاطئة التي نرددها، وبدائلها الأفضل:

وأفعالنا.. كيف تكون مشبعة عاطفيًا لأبنائنا؟

اسأل طفلك الأسئلة التالية كثيرًا: حاسس بإيه؟ ليه عملت كده؟ ليه قلت كده؟ عاوز إيه؟ خايف من إيه؟ إيه اللي مخليك غضبان؟ واستمع باهتمام لإجاباته. قد يجد الطفل صعوبة في فهم بعض الأسئلة أو الإجابة عليها، ولكن مجرد سؤاله والاستماع إليه سيلفت انتباهه إلى أن ما يجري بداخله مهم ويستحق منه أن ينتبه إليه.

ساعد طفلك على تحديد شكل استجابته للتوتر: إذا كان يغضب مثلاً فسيقلل توتره الأنشطة التي تهدئه. إذا كان يميل إلى الاكتئاب والانسحاب فسوف يكون الأفضل له الأشطة التي تثيره.

استمع إليه بتعاطف: انتبه إلى طفلك عندما يعبر عن مشاعره، ثم أخبره عما فهمته من كلامه. إذا شككت مثلاً أنه يشعر بالترك لأنك تقضي وقتًا مع أخيه المولود حديثُا أكثر مما تقضي معه، اسأله إن كان الأمر كذلك. إذا وافقك أخبره أنك فعلاً مشغول مع الصغير واحكِ له مواقف من حياتك الشخصية شعرت فيها بمشاعر مشابهة لتظهر له أنك تفهمه وليتعلم أن كلنا نمر بتلك المشاعر وأنها تمر.

ساعد طفلك على تسمية مشاعره: لأن مفرداته محدودة وفهمه غير وثيق لفكرة السبب والنتيجة، فالأطفال خصوصًا الصغار منهم غالبًا ما يصعب عليهم وصف مشاعرهم. ساعده على بناء قاموس المشاعر "إنت زعلان عشان مشينا من الجنينة وكان نفسك تقعد أكتر، صح؟". يمكنك أيضًا أن تدعه يعلم أنه من الطبيعي أن يشعر بمشاعر متضاربة تجاه نفس الشيء، مثل الخوف والتشوق بشأن الذهاب إلى الحضانة لأول مرة. وإذا كان طفلك يبدو منزعجًا بدون سبب واضح انظر إلى الصورة الأكبر. هل انتقلتم إلى بيت جديد مؤخرًا؟ هل تشاجرت أنت وزوجتك أمامه؟ إذا لم تتعرف على سبب راقب لعبه، فقد تجده مثلاً يجعل العروسة الأم تصيح كثيرًا، وعندئذ يكون عندك فكرة جيدة عن السبب المحتمل.

أقر بمشاعر طفلك: بدلاً من قول "مفيش سبب يخليك متضايق" عندما يدخل طفلك في نوبة غضب لأنه لم يتمكن من تركيب اللعبة، أقر بردة فعله الطبيعية "حاجة محبطة إنك مش عارف تركب اللعبة، تعالى نحاول مع بعض"، ولا تصل إلى الحل مباشرة ليتعلم منك التفكير والمحاولة. إخباره بأن أفعاله غير مناسبة أو مبالغ فيها سوف يجعله يشعر بأن عليه أن يكبت مشاعره.

حوّل نوبات الغضب لأداة تعليمية: إذا انزعج عندما يعلم أن لديه موعدًا مع الطبيب، تحدث معه عن سبب خوفه. حدثه عن المتوقع أثناء زيارة الطبيب وعن سبب حاجته إلى زيارة الطبيب. أخبره بموقف شعرت فيه بالخوف وكيف تعاملت معه.

استخدم الخلافات لتعلمه حل المشكلات: عندما يدخل طفلك في نزاع معك أو مع طفل آخر، ضع له حدودًا واضحة "عارف إنك غضبان عشان أختك وقعتلك برج المكعبات، بس مينفعش تضربها. قل لي إيه تاني ممكن تعمله في موقف زي ده؟"، إذا لم يكن لديه أفكار أعطه خيارات.

كن قدوة لطفلك بالحفاظ على هدوئك: ردة فعلك تجاه تعبير طفلك عن مشاعره مهمة. لا تجرحه عندما تكون غاضبًا. مثلاً قل "أنا بتضايق لما تعمل كده" بدلاً من "إنت مستفز"، حتى يفهم طفلك أنك منزعج من سلوكه وليس منه شخصيًا.

وعلى الجانب الآخر ينصح "جون جراي" في كتابه "الأطفال من الجنة" بعدم التعبير عن مشاعرك السلبية تجاه أفعال طفلك حتى لا يعتقد أنه مسؤول عن مشاعرك. كما يرى البعض أن الطفل يصعب عليه مفهوم الفصل بين شخصه وسلوكه.

اقبل مشاعر طفلك: فكل الأطفال يختبرون مشاعر قوية جدًا، ولكنهم لا يملكون مهارة إدارتها. وعندما نصبح نحن الآباء مهمومين ومحبطين من تعبيرهم عن مشاعرهم، يصير صعبًا علينا إدارة مشاعرنا، بحيث نستجيب بطريقة صحيحة لمشاعرهم.

لا تفزع إن وجدت أنك تستخدم كلمات أو تأتي أفعالاً مضرة بأبنائك نفسيًا، فأنت تعكس ما تربيت عليه. ولذلك فإنك إن أردت أن تشبع أبناءك عاطفيًا عليك أن تتعافى أولاً من الإهمال العاطفي الذي ربما تكون قد تعرضت له في طفولتك:

- الطريق يبدأ بالوعي بالإساءات التي تعرضت لها، وكيف أثرت فيك، وبالأخطاء التي تقع فيها. وذلك لأن مشكلاتنا ونقاط ضعفنا التي لم نتعامل معها سوف تنتقل تلقائيًا إلى أبنائنا. وحتى لا ينتقل المرض من جيل إلى جيل يجب أن يقرر أحد الأجيال تولّي مسؤولية التعافي والتغيير.

- طور ذكاءك الوجداني: الوعي بمشاعرك، والتعبير عنها وإدارتها. والمفتاح هو إدراك أفكارك التي تتسبب في مشاعرك وفحصها، لأنها غالبًا ما تكون خاطئة أو غير منطقية.

أهم أخبار مرأة

Comments

عاجل