المحتوى الرئيسى

فى انتظار دورة الشركات الأوليمبية! | المصري اليوم

09/08 01:18

بعد عشرة أيام.. ستنطلق بطولة جديدة للشركات فى مصر.. وستعيش بلادنا من جديد مشهدا رياضيا لا مثيل له فى العالم كله.. فهذه البطولة أصبحت اختراعا مصريا لا يعرفه أو يمارسه أى بلد آخر.. نحن البلد الوحيد الذى يجرؤ على تصوير بطولة عادية جدا للشركات بما يشبه دورة أوليمبية.. وخلال الأيام القليلة المقبلة ستجد من يكتب أو يقول أوليمبياد الشركات أو الدورة الأوليمبية للشركات المصرية.. وستكون هناك بالفعل شعلة الشركات الأوليمبية التى سيتم إيقادها من أمام النصب التذكارى بمدينة نصر، بحضور وزير الشباب والرياضة.. وبعدها تبدأ شعلة الشركات الأوليمبية تطوف بمحافظات مصر حتى تصل إلى مدينة بورسعيد التى ستستضيف هذه البطولة.. وتبقى الشعلة الأوليمبية متوهجة طيلة أيام البطولة، حيث المسابقات والمنافسات والألعاب والميداليات الأوليمبية حتى حفل الختام وإطفاء الشعلة انتظارا لدورة أوليمبية أخرى.. وهناك كثيرون يصدقون هذا المشهد غير الرياضى وغير الأوليمبى أصلا.. والأهم أنه غير مفهوم.. فلو كانت الرياضة بالفعل هى الهدف من إقامة هذه البطولة كل سنة.. ما كانت هناك أى ضرورة لتضخيم الأمر والمبالغة فيه إلى هذا الحد وشعلة تطوف المحافظات ومراسم وحفل افتتاح ثم حفل ختام وبينهما ميداليات.. وقد كان الاتحاد السوفيتى القديم هو الذى ابتكر هذه الصورة لتتناسب مع الفكر الشيوعى الذى لا ينتصر إلا للعمال والفلاحين وتهميش كل الطبقات والوظائف الأخرى، ما عدا المحيطين بالحزب الشيوعى وقادته وسكرتيره العام.. وبدأت دول قليلة اقتباس نفس الفكرة من الاتحاد السوفيتى، مثل الصين ويوغوسلافيا وألمانيا الشرقية ومصر.. لم يكن الهدف رياضيا إنما دعائيا وسياسيا فقط.. لم يكن من المهم من يلعب وما الفوائد الرياضية الحقيقية بعد إنفاق كل هذا المال قدر الديكور السياسى والإعلامى والتغنى بحقوق العمال ورعايتهم.. ولم يدم هذا الزيف والخداع طويلا.. سقط الاتحاد السوفيتى وتخلصت الصين من كل هذا،وتفككت يوغوسلافيا، واختفت ألمانيا الشرقية، وبقيت مصر وحدها دولة تتمسك بما تخلص منه العالم، بعد أن استرد الوعى والعقل والحكمة.. ولست أشكك الآن فى نوايا وقناعات كل هؤلاء المسؤولين عن تنظيم هذه البطولة.. فهم يصدقون بالفعل أنهم يقدمون شيئا حقيقيا، سواء لعمال الشركات أو للرياضة المصرية.. وأتمنى منهم بكل اعتزاز واحترام أن يعيشوا لحظة الصدق والمواجهة مع النفس.. هل هذه البطولة فعلا تقدم الترويح والمتعة الرياضية للعامل المصرى؟.. وهل كل من يشارك فيها هو عامل مصرى حقيقى وبسيط لا يمارس لعبته محترفا فى أى ناد رياضى؟.. هل جميعهم أبناء للشركات حقا أم لاعبون تم توظيفهم وتمييزهم عن بقية الشباب المصرى فقط لضمان نتائج طيبة فى هذه البطولة الوهمية كل سنة؟.. هل أخرجت البطولة هذه طيلة تاريخها أو كشفت عن موهبة جديدة واحدة؟.. وأخيرا، هل حال الشركات والمصانع المصرية الآن تسمح بكل هذا الترف وذلك الادعاء الزائف ممثلا فى شعلة تروح هنا وهناك وميداليات من ذهب أو صفيح؟.. ولمصلحة من كل هذا الذى يجرى ولا يزال يجرى؟

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل