المحتوى الرئيسى

في سوريا| "السحايا".. قاتل جديد يفتك بأطفال مضايا

09/08 00:08

قاتل دماغي جديد يفتك بأطفال مضايا بسوريا، فالبلد الذي لم يكد يستريح أطفاله من معركة طويلة مع مرض "الكواشيوركور" القاتل، حتى ظهر مرض آخر  وهو "السحايا" حول المدينة لمنطقة موبوءة.

بلدة مضايا المحاصرة، باتت مكانا يسكنه الجوع والمرض، بل صارت منطقة موبوءة نتيجة انتشار التهاب "السحايا" الفيروسي وظهور حالات جديدة ومتواترة بشكل يومي والتي تجاوزت الـ 30 شخصا.

"السحايا" المرض القاتل الذي بدأ يلتهم أجساد أطفال البلدة، وتنتقل عدواه بينهم بتسارع ينذر بالكارثة، تسبب في حالة رعب بين المدنيين المحاصرين منذ أكثر من عام.

فنظام الأسد لم يكفه الجرائم التي ارتكبها مستخدما أسلحته المحرمة وكلوره السام، فاستخدم أيضا سلاح التجويع والحصار والموت بالبطيء، في عدة قرى، ومنها مضايا، التي حرمت من كل شيء حتى الدواء، والذي بسبب نقصه انتشرت الأمراض والأوبئة حولت تلك المناطق إلى كارثة إنسانية.

أطفال سوريون يستنجدون طلبا للمساعدة

لكن من منظور مختلف يرى أطباء مضايا أن انتشار وباء السحايا ليس فيه اختلاف كبير عن مرض الكواشيوركور وغيره من الأوبئة التي انتشرت في البلدة مؤخراً، لأنها كلها انعكاسات لحصار مستمر منذ أكثر من عام، انعدمت فيه المواد الغذائية والطبية، وسيبقى ظهور الأوبئة مستمراً ما دام المسبب الرئيس لها موجوداً.

وكانت الهيئة الطبية في البلدة حذرت، من الانتشار السريع للمرض، وخصوصًا عند الأطفال، في ظل الحصار الذي تشهده البلدة، ولانعدام توفر التحاليل الطبية والأدوية اللازمة.

وتزامن انتشار السحايا مع تكرار حالات الإغماء الناجم عن سوء التغذية، ما تسبب بحدوث نقص في المناعة لدى المصابين، وفقًا للهيئة.

طفلة سورية مصابة بمرض السحايا

الناشط الحقوقي السوري زياد الطائي قال، إن الأسد ارتكب كافة الجرائم ضد الإنسانية في سوريا، لم يبق أمامنا سوى الدعاء لله أن ينقذنا مما نعيش فيه.

وأوضح الطائي لـ "مصر العربية" أن الأمراض والأوبئة انتشرت بشكل مخيف، في غالبية القرى السورية المحاصرة، فلا دواء ولا مشافي ولا حياة، فمضايا جزء من كارثة تُطارد المدنيين في المناطق المحاصرة.

وأشار إلى أن العدوة انتقلت لمناطق كثير في مضايا، والمسؤلين في الهيئات الطبية يتحدثون عن وباء يصعب السيطرة عليه في ظل خلو ما تبقى من المستشفيات من علاج.

وتابع: "حتى الأمم المتحدة والمنظمات الإغاثية لم تستطع حماية الأطفال والمدنيين في سوريا، قائلا: "تزايد الإصابات في مضايا بسبب السحايا يؤكد بقاء جرثومة المرض وانتشارها في مناطق عدة.

وأكمل، إغلاق الممرات الإنسانية وعدم عبور الجرحى يزيد من معاناة المدنيين، وكذلك انعدام الدواء وتلوث المياه، فكل هذا زاد من انتشار المرض.

سوري يتألم بعد إصابته بمرض السحايا الدماغي

وتفرض قوات نظام الأسد ومليشيا حزب الله اللبناني حصاراً خانقاً على بلدة مضايا في ريف دمشق الغربي، التي يقطنها أكثر من 40 ألف نسمة، منذ أكثر من عام، ولم تدخلها مساعدات منذ قرابة 4 أشهر.

ونشرت الهيئة الطبية في مضايا عن طريق رئيسها، محمد اليوسف، بياناً مصوراً يناشد فيه هيئة الأمم المتحدة، ومنظمتي الهلال والصليب الأحمر الدوليين للتدخل بإخراج المصابين بمرض السحايا قبل تأزم حالاتهم، وتجنيباً لانتشار الوباء في مضايا من دون وجود أي مقومات لمقاومته.

في حين، يقول الطبيب محمد درويش، عضو الهيئة الطبية في مضايا، إن انتشار مرض السحايا يعود بسبب رئيس إلى فقدان المواد الغذائية الأساسية لبناء الأجسام لتقاوم هذا المرض، خاصة البروتينات.

ويضيف في تصريحات صحفية "تتجسد أعراض المرض بارتفاع درجات الحرارة لما يزيد عن 40 درجة، وقد يؤدي لحالات من العمى كما أصاب الطفلة نسرين الشماع، أو قد يؤدي للخرس كما حصل للطفلة غادة يوسف، بالإضافة للآلام العامة في الرأس، والرقبة، والعمود الفقري، والآثار الجانبية الخطرة لارتفاع درجات الحرارة بشكل كبير".

ويشير درويش إلى أن "خطورة المرض تتجسد عند الأطفال؛ وذلك لضعف أجسادهم وسهولة تلقيهم للعدوى؛ بسبب عدم توفر المناعة الكافية في أجسادهم نتيجة عدم تلقيهم الغذاء الكافي، وذلك في ظل انقطاع تام للمعدات الخاصة بتشخيص مثل هذه الحالات ودرجة خطورتها، بالإضافة لانعدام وجود أية أدوية خاصة لعلاج هذا المرض ضمن الهيئة الطبية في مضايا".

ولذلك، يوضح الطبيب: "لم يكن هنالك باب لإنقاذ المصابين الذين وصل عددهم لما يقارب الخمسين مصاباً سوى المناشدة لإخراجهم إلى مشافي دمشق لتلقي العلاج المناسب، كما حصل مع معظم الحالات المرضية المستعصية التي تصيب أهالي مضايا منذ حوالي العام".

في السياق، أصيب اثنان من الكادر الطبي في بلدة "مضايا" المُحَاصَرة، بداء التهاب "السحايا" بعد تعرضهما للعدوى من قِبل العائلة التي يقومان بمعالجتها.

وذكرت الهيئة الطبية في مضايا أن العدوى انتقلت للممرضيْن خلال علاجهما لعائلة الطفل يمان عز الدين، منوهةً بأن انتقال المرض كان نتيجة غياب الأدوية الوقائية في البلدة.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل