المحتوى الرئيسى

لمصلحة من تسييس موسم الحج هذا العام؟

09/07 22:42

يستمر طرح أسئلة كثيرة حول الهدف من إثارة قضية الحج لهذا العام قبل أيام قليلة من موسم الحج، والتي تظهر خلافات حول تنظيمه بين طهران والرياض.

فقد اتهمت كل من الحكومتين الأخرى بتسييس الحج. وتأتي الانتقادات الإيرانية للسعودية وسط تجددانتقاد المرشد الأعلى للثورة الإيرانية آية الله علي خامنئي الرياض بشأن إدارتها للحج بعد حادث تدافعٍ قُتل فيه مئات الحجاج العام الماضي، واقترح أن تفكر الدول الإسلامية في إنهاء سيطرة الرياض على الحج.

ودعا خامنئي، في رسالة وجهها بمناسبة بدء موسم الحج، إلى إيجاد ما وصفه بالحل لإدارة الرياض لمناسك الحج. وذلك لما وصفه بالسلوك السعودي الظالم تجاه الحجاج.

ووصف المرشد الأعلى للثورة الإيرانية حكام السعودية بـ"الحكام المثيرين للفتن، الذين ورطوا العالم الإسلامي في حروب داخلية وقتل وجرح للأبرياء، عن طريق تأسيس وتجهيز الجماعات التكفيرية الشريرة.. هم متلاعبون سياسيون لا يعرفون الله".

وكان خامنئي قد شن هجوماً غير مسبوق على السعودية وعلى المسؤولين فيها من رجال دين وسياسيين، متهماً حكام السعودية بـ"الصد عن سبيل الله والمسجد الحرام، وسد طريق الحجاج الإيرانيين".

واتهم خامنئي الحكام السعوديين بـ"الضلال" والسعي للبقاء في السلطة بالتحالف مع الولايات المتحدة وإسرائيل محملاً إياهم مسؤولية كارثة مشعر منى وحادثة رافعة الحرم العام الماضي".

وتصاعدت الخلافات بين الرياض وطهران حول حج هذا العام، فقد اتهمت "وزارة الحج والعمرة" السعودية إيران بعدم توقيع محضر الاتفاق الخاص بترتيبات حج هذا العام.

وقالت مصادر سعودية حينها إن طهران حاولت فرض شروطها قبيل موسم الحج المتمثلة بـ:

أولاً: أن يتم منح تأشيرات للحجاج الإيرانيين من داخل إيران.

ثانياً: إعادة صياغة الفقرة الخاصة بالطيران المدني، فيما يتعلق بمناصفة نقل الحجاج بين الناقل الجوي الإيراني والناقل الجوي السعودي؛ ما يعد مخالفة للمعمول به دولياً.

ثالثاً: تضمين فقرات في المحضر تسمح للحجاج الإيرانيين بقراءة "دعاء كميل" و"مراسم إعلان البراءة" وتوزيع "نشرة زائر". وهذا الأمر، وفق المصادر الرسمية السعودية قد يعوق حركة الحجيج.

كما نقلت "سي إن إن" عن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن نايف أن إيران تعمد إلى "تسييس الحج وتحويله إلى شعارات تخالف تعاليم الإسلام وتخل بأمن الحج والحجيج".

وأضاف بن نايف أن "ما تثيره وسائل الإعلام الإيرانية وبعض المسؤولين الإيرانيين لا يستند إلى المصداقية والموضوعية.

وعلَق ولي العهد السعودي على تصريحات المسؤولين الإيرانيين حول الحج، التي ازدادت حدتها في الآونة الأخيرة، قائلاً: "لا تستند إلى أي مصداقية، كما أن طهران هي التي طالبت بأمور تخالف شعائر الحج في محاولة منها لتسييس الحج وتحويله إلى شعارات تخالف تعاليم الإسلام".

وأكد بن نايف أن "المملكة لا تسمح بوقوع ما يخالف شعائر الحج ويعكر الأمن ويؤثر على حياة الحجاج وسلامتهم من قبل إيران أو غيرها، وأن التعامل مع من يخالف مقاصد الحج ويمس بأمن الحجيج سيكون حازما وحاسما وسيطبق عليه ما يصدر بحقه من أحكام شرعية".

وأضاف ولي العهد السعودي أن "الجهات الإيرانية هي التي لا ترغب في قدوم الحجاج الإيرانيين لأسباب تخص الإيرانيين أنفسهم في إطار سعيهم لتسييس الحج وتحويله إلى شعارات تخالف تعاليم الإسلام وتخل بأمن الحج والحجيج".

وإضافة إلى هذا الموقف الرسمي السعودي، وصف المفتي العام للمملكة الشيخ عبد العزيز آل الشيخ الإيرانيين بـ "أبناء المجوس" مشيراً إلى أنهم "ليسوا مسلمين".

وقد نجم الخلاف السعودي-الإيراني، الذي تفاقم بعد حادثة الحج العام الماضي وعقب حرق السفارة السعودية في إيران، عن قطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، حيث تصاعدت حدة الخلاف أيضاً عقب إعدام الرياض عدداً من رجال الدين بينهم الداعية البارز الشيخ نمر النمر مع عشرات آخرين من أعضاء تنظيم "القاعدة" في الأول من يناير/كانون الثاني 2016؛ ما أدى إلى تدهور العلاقات بين البلدين بشكل دراماتيكي.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل