المحتوى الرئيسى

ماذا تعرف عن طائفة الشيعة الزيديين.. وما علاقتهم بالحوثيين؟ - ساسة بوست

09/07 22:06

منذ 6 دقائق، 7 سبتمبر,2016

سلطت تعقيدات الحرب الدائرة في اليمن الضوء على جماعة الحوثيين المنتمية لطائفة الشيعة الزيديين والتي سيطرت بسرعة كبيرة على أجزاء واسعة من البلاد، قبل أن تتحول الأزمة اليمنية لحرب إقليمية يتداخل فيها الصراع السياسي بالتناحر العقائدي والطائفي بين الشيعة والسنة، والذي تعيشه منطقة الشرق الأوسط حاليًا.

بعيدًا عن المشهد السياسي للأزمة، نحاول في هذا التقرير التعرف على الزيديين الشيعة كطائفة، من هم؟ وما هي أسس عقيدتهم؟ ما أوجه الشبه والاختلاف بينهم وبين الشيعة الاثنا عشرية، وأهل السنة والجماعة؟ وأين يوجد الشيعة الزيديون اليوم؟

الزيدية طائفة تدين بالإسلام، يعتبرها معظم المؤرخين أقرب فرقة أو طائفة شيعية إلى «أهل السنة والجماعة»، ويستند هذا الرأي إلى ابتعاد الزيديين عما يمكن اعتباره غلوًا في العقيدة الاثنا عشرية وباقي العقائد الشيعية الأخرى.

سمي الزيديون بهذا الإسم نسبة إلى مؤسس المذهب «زيد بن علي زين العابدين»، الذي صاغ نظرية شيعية في السياسة والحكم تختلف عن الاثنا عشرية، لكنه اسم لم يطلقه زيد بن علي على أتباعه، ولم يطلقه الأتباع على أنفسهم، إنما ألصقه بهم الأمويون، فقالوا بأنهم أقروا به واعتزوا.

الزيديون أقلية، تواجدوا سابقًا في نجد وشمال إفريقيا وحول بحر قزوين، لكن فرعهم الوحيد المتبقي موجود حاليًا في شمال اليمن، ويطلق عليه البعض اسم «الهادوية» نسبة للإمام «الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين» الذي حارب القرامطة وعقدت له الإمامة باليمن، وهو يختلف فكريًا عن باقي الفرق الزيدية المنقرضة.

يعتبر المذهب الزيدي من أكثر المذاهب الإسلامية التي تقبل التطوير والإثراء؛ فقد رأى أحد أعلامه العالم «محمد بن إسماعيل بن الأمير الصنعاني»، أن المذهب الزيدي ليس مذهبًا مغلقًا متمسكًا بمقولاته ومراجعه وذاكرته، بل هو نسق مفتوح للتطوير والإثراء؛ لذلك يعتبر مذهبًا مقبولًا من أغلب الفرق الإسلامية.

ظهر المذهب الزيدي منتصف القرن الثاني الهجري معتمدًا في نشأته على فقه الاعتزال، مع ميلٍ في الفروع للمذهب الحنفي، مع تبني فكرة الخروج على الحاكم الظالم، أبرز قاعدة قام عليها المذهب.

يجيز المذهب الزيدي وجود أكثر من إمام في وقت واحد في قطرين مختلفين، كما أن الإمامة عند الزيديين تقوم على البيعة، وليس الوراثة؛ إذ يتم اختيار الإمام من قبل أهل الحل والعقد. كما أنهم لا يؤمنون بالعصمة، إلا للنبي صلى الله عليه وسلم، رافضين بذلك مبدأ الغيبة وتوارث الإمامة، فشروط الإمامة لدى الزيدية أن يكون عالمًا في الشؤون الدينية، صالحًا وتقيًا، لا يعاني من عيوب جسدية أو عقلية، وأن يكون هاشميًا من سلالة علي وفاطمة بنت النبي محمد، لكن علماء المذهب الزيدي أصدروا فتوى تقضي بإسقاط شرط النسب الهاشمي للإمامة.

فيما يتعلق بالأحاديث النوبية الشريفة، يرى علماء المذهب الزيدي أن المنهج الصحيح المعتمد عند علماء المذهب هو أن أي حديث اختلف المسلمون فيه – يجب أن يعرض على كتاب الله، فإذا وافق كتاب الله فهو حديث صحيح وسنته صحيحة، وإذا خالف كتاب الله فهو حديث غير مقبول، وسنته غير صحيحة.

ما أوجه الشبه والاختلاف بينهم وبين باقي الفرق الشيعية؟

يتمسك الزيديون بالعديد من القضايا التي يتمسك بها الشيعة كأحقية أهل البيت في الخلافة، وتفضيل الأحاديث الواردة عنهم على غيرها، وزكاة الخمس، فالملامح الشيعية واضحة في مذهبهم على الرغم من اعتدالهم عن بقية فرق الشيعة.

يقول الزيديون بأنه لا مواقف عدائية لهم تجاه الخلفاء الراشدين، إذ يعتبرون أن أبا بكر الصديق وعمر بن الخطاب من كبار الصحابة الفواضل، فهم لا يعارضون الصلاة خلف إمام من السنة، ولا يقرون زواج المتعة، ولا يمارسون التقية، ولا يقدِّسون القبور والأضرحة، ولا يحجون لها، كما أن المهدي في مفهوم العقيدة الزيدية ليس منتظرًا، وليس شخصية مقدسة، ويتفقون مع أهل السنة والجماعة في العبادات والفرائض مع اختلافات قليلة: كقولهم «حي على خير العمل» في الأذان، وأيضا صلاة العيد التي تصح فرادى وجماعة عندهم، وفروض الوضوء لديهم عشرة.

أين انتشر أتباع المذهب الزيدي.. وأين هم اليوم؟

انتشر أتباع المذهب الزيدي قديمًا في عدد من مدن بلاد فارس، بالإضافة إلى مصر والمغرب واليمن، فقد كانت هناك دعوات زيدية في طبرستان والجبل والديلم، وأسست لهم دول، لكنها لم تعمر طويلًا، ومنها حركة «الحسن بن زيد بن محمد» الملقب بـ«الداعي إلى الحق»، والذي ظهر سنة 250هـ في طبرستان، ثم احتل آمل وساري والري وجرجان وقوم سها زمان بني طاهر، ثم توفي سنة 270هـ.

وهناك أيضًا دعوة «الحسن بن القاسم بن الحسن بن القاسم بن الحسن بن علي بن عبد الرحمن من ذرية زيد بن الحسن بن علي»، الذي ظهر في إقليم الديلم. وكان قبل ذلك نقيب العلويين في بغداد، ولاه إياها معز الدولة البويهي، حيث كاتبه زيدية الديلم يبايعونه، ووصل إليه وفد منهم، فخرج من بغداد سرًا، ووصل الديلم سنة 353هـ، فبويع في سهل الديلم وجبلها وطبرستان. توفي سنة 360 هـ، ودفن هناك.

ونسبت زيدية اليمن إلى «الهادي يحيى بن الحسين»؛ وذلك لأنه مؤسس الفكر الزيدي في اليمن، وهو أول إمام زيدي يدخل اليمن ويستقر فيها؛ حيث يقول البعض: زيدية اليمن هادوية، ولكن هذه النسبة تواجه نفس الإشكال الذي واجهته النسبة إلى الإمام زيد بن علي رضي الله عنه؛ وذلك لأن الزيدية لا يقبلون التحجر على أي إمام من أئمتهم، بل يقولون بوجوب الاجتهاد وإدامة طريق التحقيق والنقد والرد في المعتقد والمذهب.

تنتشر الزيدية في شمال اليمن، إذ يشكل أتباع المذهب الزيدي قرابة نصف تعداد سكان اليمن، منتشرين خاصة في محافظات صعدة وصنعاء وعمران وذمار والجوف وحجة وريمة والمحويت، مع تواجد أقلية زيدية صغيرة في السعودية، في مناطق نجد ونجران وعسير وجازان في جنوب المملكة العربية السعودية.

تأسست الدولة الزيدية في صعدة شمال اليمن، أواخر القرن الثالث الهجري،على يد «الإمام يحيى بن الحسين بن القاسم الرسي»، الذي استقر في صعدة وأخذ من أهلها البيعة على إقامة الكتاب والسنة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والطاعة في المعروف، ليبدأ حركته الإصلاحية بلمّ الشمل والقضاء على الفرقة والاختلاف، وحكم معظم أنحاء اليمن وبعض أجزاء الحجاز. ليخوضوا خلال تاريخهم حروبًا عديدة مع القرامطة الباطنية. استمر حكم اليمن بيد أولاد الهادي وذريته حتى قيام الثورة اليمنية سنة 1382هـ (1962م)، وهي أطول فترة حكم في التاريخ لآل البيت حيث دامت أحد عشر قرنًا.

الحوثيون مثلهم مثل بقية القبائل اليمنية المنتمية للمذهب الشيعي الزيدي، ولكن الكثيرين يعتبرون جماعة الحوثي الشق المتطرف والمنشق عن الزيديين.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل