المحتوى الرئيسى

هل تحلم بالشهرة؟.. إليك نصائح أمير عيد وآخرين لتكوين فرقة "أندرغراوند" ناجحة

09/07 19:44

منذ بداية الربيع العربي، أدرك شباب الفنانين في الوطن العربي، أن تأسيس فرقة موسيقية مستقلة، هو البداية الحقيقية لتحقيق حلمهم، والوصول بفنهم وأفكارهم إلى الجماهير، خصوصاً بعد أن أصبحت الوسيلة الأسرع لعرض فنهم، في ظل الصعوبات والتعقيدات لتحقيق هذا الحلم عن طريق الشركات التي تحتكر سوق الموسيقى، أو بيروقراطية المؤسسات المملوكة للدولة.

وأصبح السؤال الآن لمن لديه هذا الحلم، كيف يقوم بتأسيس فرقته الخاصة، وما هي الخطوات التي يجب اتباعها لتحقيق النجاح المطلوب، والانتقال من مرحلة الهواة إلى آفاق الاحترافية، وهذا ما سعت "هافينغتون بوست عربي"، معرفته عن طريق خلاصة تجارب عدد من فرق "الأندرغراوند" التي حققت نجاحاً ملموساً.

وعن بداية الانطلاق الحقيقية التي يجب أن تفكر بها لتحقيق حلمك، يقول الشيخ علاء إبراهيم مؤسس فرقة "الأولة بلدي"، إن أهم نقطة انطلاق حقيقية هي بداخل الشاب نفسه، وتحديد لون الموسيقى الذي سيكون أداته لتوصيل أفكاره للناس، فهذا اللون هو نهج يسير عليه في أي عمل يرغب في تقديمه، سواء اتباع مدرسة تراثية، أو اختيار مدرسة حديثة، أو أن يكون له لون جديد مبتكر، أو معتمداً على الدمج بين مدرستين.

وأوضح إبراهيم لـ"هافينغتون بوست عربي"، أن العنصر الأساسي الذي تقوم عليه فكرة تكوين فرقة أندرغراوند، هي أن تكون للفرقة رسالة تعبر عن نبض الشعب، أو شريحة منه، تكون تلك الرسالة هي بوصلة الفرقة في كل أعمالها، وهذا هو أهم عنصر للنجاح، خصوصاً وأن هذا الفن لا يعتمد على الابتذال، فلا ضمان لنجاح فرقتك، إلا بأن تكون صوتاً ونبضاً للناس.

وعن أفضل بداية أو انطلاقة يجب على الفرقة أن تبدأ بها، قال مؤسس فرقة "الأولة بلدي"، إن من عناصر النجاح الأساسية في بداية تكوين الفرقة، هي اختيار حدث عام يهم الشريحة التي يستهدفها بفنه، ليكون نقطة انطلاق لفرقته، ويعمل على استثمار هذا الحدث ليكون نقطة انطلاق قوية له، مشيراً إلى أن هناك الكثير من الفرق التي كانت نقطة انطلاقهم الحقيقية بعد سنوات من تأسيسها، وذلك عند ارتباط عملها بحدث كبير عرَّف الناس بهم.

ونوه إلى أن الكثير من الفرق الحديثة التي تكونت خلال الخمس سنوات الأخيرة، كانت الربيع العربي في البلدان العربية، نقطة انطلاقة قوية لمعظمها، وهو الأمر الذي يفسّر ارتفاع أعداد الفرق بشكل كبير خلال تلك المرحلة، والتي وصلت إلى أكثر من 300 فرقة على مستوى العالم العربي.

الرؤية الواحدة هامة في تشكيل الفريق

وعن بداية تشكيل الفرقة، قال أمير عيد، مغني وعضو فريق كايروكي، إن توافق أعضاء الفريق أحد أهم عناصر النجاح المطلوب توفرها في بداية التشكيل، ويجب أن يدرك الشباب أن فرق الأندرغراوند، ليست لأداء الأغاني فقط، ولكنه صاحب فكر وثقافة يجب أن تكون متوفرة في كافة أعضاء الفريق، وهذا أمر هام جداً، وهنا نتحدث عن فكر صادق بداخل كل شخص بالفريق، لأن الادعاء لن يستمر طويلاً.

وذكر عيد في تصريحات خاصة لـ"هافنغيتون بوست عربي"، أن تشكيل الفرقة ليس بالأمر الصعب طالما توافرت رؤية مشتركة، ولا يتطلب الأمر تكاليف مادية، إذ يعتمد كل واحد من أعضاء الفريق على الآلة الموسيقية الخاصة به، وقد تكون قلة تكلفة الفرقة سبباً في انتشار تلك النوعية من الموسيقى، إلا أن عدم التكاتف بين أعضائها يعد أهم أسباب عدم اكتمال تلك الفرق، واندثار الكثير منها.

وأشار المطرب الأساسي في "كايروكي"، إلى أنه ليس هناك قواعد تحدد أعضاء الفرق الموسيقية، لكن نوع المزيكا المقدمة هو الذي يفرض على الفرقة تحديد عدد أعضائها.

ويضيف عيد، "على سبيل المثل فرقتنا "كايروكي"، يتألف فريقها من 5 أفراد فقط، في حين أن فريق "وسط البلد"، يتألف أعضاؤه من 11 فرداً، فنوع المزيكا يحدّد نوع الآلات ومن ثم يتم تحديد عدد الأفراد".

النجاح عبر الشبكات الاجتماعية أولى خطوات الشهرة

وعلى عكس التجارب الأولى لفرق الأندرغراوند في أوروبا، والتي اعتمد نجاحها على الغناء في محطات المترو، فإنه وفقاً لتاريخ العديد من فرق الأندرغراوند الحديثة، أصبح رفع الأعمال على "يوتيوب" و"ساوندكلاود"، وجذب المعجبين على صفحات الشبكات الاجتماعية، دائماً ما تكون هي الخطوة الأولى لنجاح العديد من تلك الفرق.

ورغم بدايات الكثير من تلك الفرق داخل ميادين المظاهرات، إلا أن انتشارها الواسع كما حلل المتابعون تلك النوعية من الأعمال، كان بعد تدشين صفحتهم على الشبكات الاجتماعية، وكان من أبرز الفرق التي استطاعت الاستفادة من هذا الأمر، فريق "شارموفرز"، والذي ظل على مدار فترة كبيرة يعمل على الانتشار داخل وسائل التواصل الاجتماعي، سواء برفع أغانيه على اليوتيوب، أو التسويق لها بصفحات الشبكات الاجتماعية.

ورغم أن معظم الفرق الغنائية تواجه صعوبات في حفلاتها الأولى لأن عدد الحضور فيها يتراوح بين 300 فرد إلى 400 فرد على أقصى تقدير، وأغلبهم يكونون من الأصدقاء والأقارب، إلا أن من الفرق القليلة التي كسرت هذا التابوه واستطاعت أن تجمع في حفلتها الأولى أكثر من 3000 فرد هي فرقة "شارموفرز"، وذلك بعد أن أصبح لها جمهور حقيقي تكوَّن نتيجة التسويق الإلكتروني الجيد لفكرتهم وأعمالهم، إذ كان عدد متابعي صفحتهم إبان أولى حفلاتهم على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» 200 ألف معجب ومتابع.

المراكز الثقافية بوتقة النجاح في العالم الواقعي

وتعد مسارح المراكز الثقافية العامة، هي البوتقة الحقيقية، لانتقال النجاح من عالم السوشيال ميديا، إلى العالم الواقعي، حيث دائماً ما تكون هي المكان الأفضل لإطلاق الحفلات الأولى للفرقة، ومن أشهر تلك الأماكن في مصر "ساقية الصاوي"، والتي كانت سبباً في نجاح العديد من الفرق الموسيقية.

ويرجع سبب كون تلك المراكز سبباً في نجاح العديد من الفرق، إلى آلية تنظيم حفلها بداخلها، حيث إنها لا تشترط أن تكون الفرقة أو أعضاؤها مسجلين في نقابة المهن الموسيقية، وكذلك لا تطلب الفرقة أي مبالغ مالية، ويكون الاتفاق عبارة عن تحديد ثمن رمزي للتذكرة، ويكون العائد مناصفة بين الفرقة والمركز.

وهنا تقول دعاء حلمي، الصحافية المتخصصة في شئون الفن والموسيقى، إن من أهم الصعوبات التي تواجه الفرق الموسيقية عند نشأتها أو تأسيسها، هي إيجاد أماكن لتقديم مواهبهم، خصوصاً أن معظم القاعات الكبيرة، تعتمد على الأسماء الكبيرة أو أنها تتيح أماكنها للتأجير، وفي ظل القدرات المالية المحدودة للفرقة، تكون مسارح المراكز الثقافية الأهلية هي المكان الأنسب لانطلاق تلك الفرق.

وذكرت حلمي لـ"هافيغتون بوست عربي"، أن الأقرب إلى ساقية الصاوي في التعامل مع الفرق، هما مسرح الجنينة ومكتبة الإسكندرية، والتي تعمل على مساعدة المواهب الشبابية، ولا يحتاجان سوى تقديم مشروع من أجل تنفيذ حفلة أو عدد من الحفلات ويتم دراستها في إطار المشروعات المقدمة من باقي الفرق.

الاحترافية تبدأ بمدير أعمال وتسجيل النقابة

وبعد تحقيق المرحلة الأولى من الحلم، تأتي مرحلة الانتقال من فكرة الهواية إلى مرحلة الاحترافية، وهنا يقول أمير عزت، مدير مشروعات فنية (فرق مستقلة)، إن الانضمام للنقابة، سواء للأعضاء، أو للحصول على تصريح عمل للفرقة، يعد عنصراً هاماً جداً لبدء العمل الاحترافي للفرقة، والبدء في تنظيم حفلات عامة تحقق عائد ربح مالي، أو تسجيل أغان ويتم طرحها بالبيع في الأسواق.

وذكر عزت في تصريحات خاصة لـ"هافيغتون بوست عربي"، أنه في ظل نوعية الفن الناقد الذي تقدمه تلك الفرق، فإن تسجيل النقابة قد يساهم في تأمين أعضاء الفرقة من القبض عليه، وإيقاف حفلاتهم، ويخرج الفرقة كذلك من براثن الرشاوي التي يحترفها العديد من الجهات الحكومية حتى تستطيع استكمال أنشطتها وحفلاتها.

وذكر المتخصّص في إدارة المشروعات الفنية، أن الاحترافية تتطلب أيضاً وجود مدير أعمال للفرقة، وبعض الفرق تتعامل مع مدير أعمالها على أنه محصل إيراد الحفلات فقط، لكن دوره أكثر وأعمق من ذلك، فمن المفترض أنه يقوم بالعديد من الأعمال التي تساعد الفرقة على النجاح والتميز والاستمرار وتعزيز تواجدها على الساحة الفنية، ومن ثم تحقيق العوائد المعنوية والمالية.

وتابع "أجور الفرق الناجحة ترتفع نتيجة أنهم يمتلكون من يدير أمورهم بشكل صحيح، فالفنان لا يجب على الإطلاق أن ينشغل بالأمور الإدارية والترتيبات وتجهيزات ما قبل الحفلات على سبيل المثال، هو فقط ينحصر دوره في الإبداع والحفاظ على جمهورة والعمل على كسب المزيد".

وفيما يلي، نستعرض قائمة بأشهر فرق "الأندر غراوند" في مصر، مرفقة بصفحات كل فرقة على فيسبوك.

أول فريق مصري "أندرغراوند"، بدايته الفنية كانت عام 1999، وقد أثّر العائق المادي على انطلاقة الفريق، إذ لم يكن في استطاعة أعضائه استئجار مكان يعزفون فيه أغانيهم، أو شراء الآلات الموسيقية التي تنقصهم. فكانوا يتدرّبون ويعزفون أغانيهم في مقاه وشوارع وسط القاهرة.

سرعان ما حقق الفريق شهرة واسعة ونجاحاً استقطب شريحة كبيرة من الشباب، اعتمدت أغاني الفرقة على خليط من أنواع موسيقية مختلفة مثل "الجاز" و"الجيبسي" و"الشرقي" و"الروك"، وغيرها.

تكوّن فريق مسار إجباري عام 2005، من 5 أصدقاء من مدينة الإسكندرية، تخلّوا عن مهنهم الأساسية ليشكّلوا فريقاً مستقلاً، وكانت انطلاقتهم الأولى ضمن فعاليات مكتبة الإسكندرية الثقافية، وقد اختاروا هذا الاسم الساخر لفريقهم تعبيراً عن اعتراضهم على القيود التي يفرضها المجتمع لمحاولة تنميط أسلوب حياتهم، الذي يضيّق مساحة الإبداع والابتكار.

بدأ الفريق عام 2007 بالانتقال إلى خارج مصر، والمشاركة في المهرجانات الدولية، وأطلق ألبومه الأول "تقع وتقوم" عام 2015.

ولدت مريم صالح عام 1985، وبدأت مسيرتها الفنية في التاسعة من عمرها مع والدها المسرحي صالح سعد وفرقته "السرادق". وكان الشيخ إمام والشاعر أحمد فؤاد نجم صديقين لوالديها، فتأثرت بهما كثيراً، لتنشأ بعد ذلك فرقة موسيقية مستقلة تدعى "جواز سفر" عام 2002، لإعادة إحياء أغاني الشيخ إمام وسيد درويش.

وفي عام 2008 أسست فرقة "بركة"، مزجت فيها الصوت الشرقي مع موسيقى الروك، وكانت تغني في شوارع القاهرة مع فرقتها.

هو فريق غنائي كانت بدايته بالصديقين أمير عيد (غناء وGuitar) وشريف الهواري (Guitar) عام 2003، إذا كانا يغنيان بدايةً باللغة الإنجليزية تحت اسم The Black Star، ثم قررا تغيير خط الفريق، فأصبح "كايروكي" واتجه إلى الغناء باللغة العربية، بعد أن انضم إلى الفريق تامر هاشم (Drums)، آدم الألفي (Base Guitar)، وشريف مصطفى (Keyboard).

اسم كايروكي مزيج من الكلمتين Karaoke وCairo، وتعد انطلاقتهم الأكثر انتشاراً في بداية ثورة 25 يناير، حين أطلقوا أغنية "صوت الحرية" التي عرضت تزامناً مع تنحّي الرئيس الأسبق حسني مبارك.

التحقت دينا الوديدي بمؤسسة الورشة المستقلة للإبداع الفني عام 2007، كمغنية وممثلة ومؤدية استعراض على المسرح. في تلك الفترة التقت بالمنشد الصوفي زين محمود وتدربت على يد الموسيقي ماجد سليمان، مؤسس فريق "حبايبنا" الذي ساعدها في اكتشاف قدرات صوتها وكيفية الغناء، فعززت تجربتها في غناء الموروثات الشعبية والفلكلور.

وفي عام 2012 ، كوّنت الوديدي فرقتها الخاصة، وأصدرت ألبومها الأول "تدور وترجع" عام 2014، ليلمع نجمها فى فضاء موسيقى الأندرغراوند.

أهم أخبار فن وثقافة

Comments

عاجل