المحتوى الرئيسى

انقلاب قطار بـ«العياط» يقتل 5 ويصيب 27 آخرين | المصري اليوم

09/07 22:19

لقى 5 أشخاص مصرعهم وأصيب 27 آخرون، فى انقلاب 3 عربات من القطار رقم 80 المتجه من القاهرة إلى الصعيد، فى منطقة العياط، بالجيزة، الأربعاء، بعد خروج القطار عن القضبان نتيجة تصادمه بحائط خرسانى، تم نقل جثث الضحايا إلى المستشفيات وتولت النياية التحقيق، ورحجت التحريات والمعاينة الأولية أن يكون سبب وقوع الحادث عامل التحويلة.

وقال مصدر أمنى بوزارة الداخلية إنه أثناء سير القطار فوجئ سائقه بأن عامل التحويلة يعطى إشارة خاطئة بالقرب من قرية البليدة بالعياط، ما أدى إلى فرملة السائق بشكل مفاجئ واصطدامه فى صدادة ما أدى إلى انقلاب الجرار و3 عربات ملاصقة له، مشيرًا إلى أن الحادث أسفر عّن مصرع 5 أشخاص وإصابة 27 راكبًا، وتم نقلهم جميعاً إلى المستشفيات المحيطة لتلقى العلاج.

من جانبه، توجه وزير النقل الدكتور جلال مصطفى سعيد، واللواء محمد يوسف، مساعد وزير الداخلية لشرطة النقل والمواصلات، واللواء هشام العراقى، مساعد وزير الداخلية لأمن الجيزة، لمكان الحادث، كما انتقل فريق من نيابة العياط، برئاسة المستشار إسلام حسانين، مدير النيابة، للمعاينة والوقوف على ظروف الحادث وملابساته، والاستماع إلى شهود العيان وأقوال المصابين وشهود العيان.

وأكد مصدر مسؤول بالسكة الحديد، فى تصريحات خاصة لـ«المصرى اليوم»، أن تجاوز القطار السرعة أثناء تحويله مساره من على السكة الطوالى إلى سكة التخزين بمحطة البليدة بمركز العياط سبّب تصادمه بالصداد الخرسانى للمحطة، موضحًا أن السائق كان يقود بسرعة فائقة تزيد على المسموح به أثناء التحويل من سكة لأخرى، ما أدى إلى تصادم القطار وسقوط ثلاث عربات والجرار عن القضبان وتقاذف الركاب من العربات، مشددًا على أن العناية الإلهية أنقذت الركاب من موت محقق.

«المصرى اليوم» انتقلت إلى مكان الحادث، الذى يبعد 60 كيلومترًا عن محافظة القاهرة، وبالتحديد فى قرية البليدة، التى يطلق عليها أهلها «قرية الموت»، نظرًا لكثرة حوادث القطارات التى تقع هناك، والتى لا تفرق بين مسافرين على متن القطارات أو الأطفال الصغار الذين يخطف أرواحهم الموت أثناء عبورهم شريط السكة الحديد ذاهبين إلى مدارسهم أو عائدين منها، ورصدت حالة الاستنفار فى المستشفيات.

وفرضت قوات الأمن كردونًا لمنع تجمهر الأهالى الذين تواجدوا بأعداد كبيرة فى مكان الحادث، وحاول البعض منهم التعدى على القيادات الموجودة، خصوصًا قيادات ورجال السكة الحديد، غضبًا من تكرار الحوادث فى هذا المكان وتجاهلهم التدخل لحل المشكلة المستمرة منذ فترة كبيرة، فيما تحفظت أجهزة الأمن بمديرية أمن الجيزة على بولس ميلاد، سائق القطار المنكوب، ومساعده محمد إبراهيم، كما تم التحفظ على حمدى يحيى، موظف برج المراقبة، المسؤول عن تحويل خط سير القطار فى هذا التوقيت، وتمت إحالتهم إلى النيابة العامة.

فى سياق متصل، قالت وزارة الصحة والسكان إن 5 مواطنين لقوا مصرعهم، وأصيب 27 آخرون فى حادث خروج القطار رقم 80 عن القضبان ما بين محطتى الجيزة والواسطى، أمس، فيما وجه الدكتور جلال سعيد، وزير النقل، الذى غادر اجتماع مجلس الوزراء، وتوجه لتفقد موقع الحادث باتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لرفع آثاره، وقرر صرف مبلغ 20 ألف جنيه لأسرة كل متوفى، و3 آلاف جنيه للمصابين، فيما دفعت «السكة الحديد» بـ«أوناش» خاصه بها لرفع الجرار والعربات لعودة حركة القطارات لطبيعتها.

وتفقد «سعيد» واللواء كمال الدالى، محافظ الجيزة، واللواء محمد يوسف، مساعد وزير الداخلية، مدير الإدارة العامة لشرطة النقل والمواصلات، واللواء مدحت شوشة، رئيس هيئة السكة الحديد، وقيادات الهيئة موقع الحادث.

وأمر الوزير بتشكيل لجنة فنية للتحقيق فى أسباب خروج القطار من الخط الرئيسى إلى الخط الفرعى، مشيرًا إلى أن هذا الخط يتم التحكم فيه إلكترونياً وهناك تسجيلات بين البلوكات المختلفة وغرفة التحكم الرئيسية تتم مراجعتها، مشددًا على معاقبة المخطئ فوراً، لافتًا إلى أن مرفق السكك الحديدية عانى من التدهور لسنوات طويلة، وأن برنامج إصلاحه سيستغرق بعض الوقت لتظهر نتائجه.

وأضاف فى تصريحات عقب تفقده موقع الحادث: «مرفق السكك الحديدية يعانى من مشكلات كبيرة، وهناك برنامج إصلاحى كبير للسكة الحديد يتضمن إصلاح وتطوير وتجديد السكك نفسها، فضلًا عن تطوير نظم التجمع فى القطارات والمحطات والمزلقانات، وشراء قطارات جديدة ودخولها الخدمة، وإعادة تأهيل عربات ركاب حالية وشراء عربات ركاب جديدة»، لافتًا إلى أنه اتصل بالدكتورة غادة والى، وزيرة التضامن الاجتماعى، من أجل صرف التعويضات والمساعدات المطلوبة للمتضررين.

من جانبه، أوضح الدكتور خالد مجاهد، المتحدث الرسمى لوزارة الصحة، أن الدكتور أحمد عماد الدين راضى، وزير الصحة والسكان، كلّف الدكتور شريف وديع، مستشاره للرعايات المركزة والطوارئ، بالتوجه على رأس فريق طبى إلى مستشفيى الحوامدية العام والعياط المركزى لمتابعة حالة المصابين، مشيرًا إلى أن الإصابات تراوحت ما بين كسور بسيطة وسحجات، باستثناء حالتين إحداهما مصابة بكسر مضاعف فى اليد، والأخرى مصابة بكسر فى عظمتى الفخذ.

وأكد الدكتور أحمد الأنصارى، رئيس هيئة الإسعاف، أنه تم نقل جثث الضحايا إلى مشرحة مستشفى العياط المركزى، ونقل 22 مصابًا إلى نفس المستشفى، و3 حالات إلى مستشفى الحوامدية العام، ومصاب واحد لكل من مستشفيى البدرشين المركزى والهلال، من خلال 14 سيارة إسعاف شاركت فى عمليات النقل والإغاثة.

من جانبه، نفى محمد إبراهيم، سائق قطار، أن يكون سائق القطار هو المتسبب فى وقوع الحادث، ودلل على صحة كلامه بوقوع حوادث القطارات فى «البليدة» بالعياط أكثر من مرة، وأضاف أن حوادث وقعت على فترات متباعدة فى العياط، وحادث قطار 80 ليس الأول ولن يكون الأخير، وأضاف: «ناشدنا الهيئة تشكيل لجنة فنية أكثر من مرة لفحص التحويلات، وهى السبب الرئيسى فى وقوع الحوادث ولم يستمع لنا أحد».

شهد أولى حوادث القطارات بالعياط والأسوأ فى تاريخ السكة الحديد، وعرفت إعلامياً بـ«قطار الصعيد»، حيث اندلعت النيران فى القطار المتوجه إلى أسوان‏، ، وراح ضحيته أكثر من 350، وتسبب فى استقالة وزير النقل وقتها إبراهيم الدميرى.

وقعت ثانى أسوأ الحوادث فى 24 أكتوبر 2009، حينما اصطدم قطار بآخر من الخلف عقب توقفه، وتسبب فى انقلاب 4 عربات من القطار الأول، ما أسفر عن وفاة 30 وإصابة 60 آخرين، وتقدم على إثرها محمد منصور، وزير النقل آنذاك، باستقالته.

نرشح لك

أهم أخبار صحافة

Comments

عاجل