المحتوى الرئيسى

لماذا لم تنصت إسرائيل لـ "الملاك"؟

09/07 15:19

نشرت مجلة "المصلحة القومية" الأمريكية مؤخرا تقريرا عن المستشار السياسي والأمني للرئيس أنور السادات، استعرضت فيه معلومات وردت في كتاب جديد للخبير الإسرائيلي يوري بار جوزيف.

رأفت الهجان بطل قومي أم عميل مزدوج؟

وذكر التقرير الذي حمل عنوان: كيف تجاهلت إسرائيل أكثر الجواسيس قيمة؟ أن أشرف مروان زوج ابنة جمال عبد الناصر والذي أصبح فيما بعد أحد أهم مستشاري الرئيس محمد أنور السادات كان أفضل من جندهم الموساد في تاريخ إسرائيل، إلا أن تل أبيب لم تستمع إليه.

 المجلة قالت إن أشرف مروان اتصل عام 1970 بالسفارة الإسرائيلية في لندن وعرض خدماته على أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية، وأطلق عليه الموساد اسما حركيا هو "الملاك"، وعده من أهم أرصدته على الإطلاق، وكان يجتمع به في أحيانا كثيرة لاستخلاص المعلومات منه وجها لوجه تسفي زامير، رئيس الجهاز حينها.

 زود "الملاك" إسرائيل بمعلومات كاملة عن المعركة المقبلة والقوات المسلحة المصرية والخطط الحربية المصرية لمهاجمة إسرائيل عبر قناة السويس، وقدّم لهم أيضا تفاصيل اجتماعات السادات مع قادة الاتحاد السوفييتي وتقارير بشحنات الأسلحة السوفيتية إلى القاهرة.

 لكن خبراء الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، المصدر الوحيد المسؤول عن تقديرات الاستخبارات الوطنية حول إمكانية أن تمضي مصر إلى الحرب، كانوا على ثقة بأن السادات لن يجازف بمحاربة إسرائيل، لتفوقها الجوي الساحق، على الرغم من أن أشرف مروان ذكر لهم عام 1972 أن الرئيس المصري يعتقد أن لا خيار أمامه إلا الحرب، وأنه يخطط لحرب محدودة لكسر الجمود.

وقال تقرير مجلة "المصلحة القومية" إن "الملاك" أبلغ زامير، رئيس الموساد في أغسطس 1973 أن السادات سافر إلى السعودية، وأسرّ للملك فيصل بأنه سيهاجم مع سوريا إسرائيل، ووعد الأخير بفرض حظر للنفط على الولايات المتحدة إذا وقفت مع إسرائيل، مشيرا إلى أن الإسرائيليين تقاسموا معلومات "الملاك" بالخصوص مع إدارة الرئيس نيكسون، إلا أن وزير الخارجية هنري كيسنجر تجاهل على ما يبدو التحذير من أن سلاح النفط يعد في ذلك الوقت للاستخدام.

وعلى الرغم من غيوم حرب أكتوبر، واصل جنرالات إسرائيل في تلك الأيام التمسك بقناعتهم بأنه لا يوجد ما يدعو للقلق، واقنعوا وزير الدفاع موشي ديان بأن الحرب ليست وشيكة، بل إن رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية الإسرائيلي إيلي زعيرا قال إنه لا يوجد أي سبب لتوقع الحرب حتى حين بدأ السوفييت في إجلاء جماعي عاجل لمستشاريهم المدنيين من مصر وسوريا.

 وذكر التقرير أن "الملاك"، وقبل يوم من حرب أكتوبر، استدعى رئيس الموساد تسفي زامير على عجل إلى لندن ليخبره بأن الهجوم سيبدأ في 6 أكتوبر 1973  المصادف ليوم الغفران في إسرائيل، وكان يمكن لإسرائيل أن تحتشد جيشها بطريقة أفضل لو استمعت لـ"الملاك"، بحسب المجلة الأمريكية التي قالت إن ذلك التحذير في الدقائق الأخيرة من المحتمل أن يكون أنقذ إسرائيل من خسارة مرتفعات الجولان.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل