مسلسل الاعتداء على المحامين مستمر.. هذا ما حصل في “المنتجع”؟!

مسلسل الاعتداء على المحامين تابع.. “حادثتان” تدقّان ناقوس الخطر الذي يهدّد حياة “رجال قانون” وهبوا حياتهم من أجل مهنة ارادوا من خلالها الدفاع عن حقوق المظلوم ومحاسبة الظالم، الا انهم للاسف يقعون ضحيّة “الفلتان الامني”، وغياب الحماية الكافية التي يفترض ان تؤمّن للمحامي اثناء ممارسة المهنة أو تنفيذ حكم قضائي.

“حلقتان” يرويهما عضو مجلس نقابة المحامين في بيروت الاستاذ زاهر عازوري، لموقع “ليبانون ديبايت”، الاولى تتحدّث عن اعتداء معنوي وتهديد بالقتل، فقدح وذم، طال المحاميين فادي وشوقي بويز، أما الحلقة الثانية فتعرُض تفاصيل الضرب المبرح الذي تعرّض له المحامي أنطوان عيد، والذي نجم عنه أذى جسدي الزم عيد المكوث في المنزل لفترة من الوقت.

عازوري الذي عاش سابقاً احدى حلقات “مسلسل الاعتداء” في الاشكال الكبير الذي وقع في مبنى “انماء تاور”، تحدّث بحزن وغضب، عن الصعوبات التي يتعرّض لها المحامي اثناء ممارسته المهنة وخصوصاً لدى تنفيذه اي حكم قضائي، مستنكراً الاعتداءات المستمرّة التي تطال المحامين، والتي ينجم عنها ليس فقط اضراراً جسدية، بل وحتى معنوية نظراً لصورة المحامي التي تتزعزع في المجتمع عندما يصوّر “المدافع” عن الحقوق بمظهر الضحيّة والمعتدى عليه”.

وقال عازوري:” منذ اسبوع، وبينما كان المحاميان فادي وشوقي بويز، ينفّذان حكماً قضائيّاً يقضي بحجز البضائع في احد المصانع، بمعاونة الدرك، انهال عليهما احد الاشخاص بالشتائم، وهددهما بالقتل، الامر الذي دفع بالقوى الامنية الى توقيفه مدّة 24 ساعة على ذمّة التحقيق. هذا وتقدّم المحاميان بادّعاء شخصيّ، بمواكبة من مجلس نقابة المحامين، والملف اليوم بات بعهدة القضاء”.

ويروي عازوري حادثة اخرى حصلت فجر السبت الواقع في 3 ايلول 2016، اذ تعرّض المحامي انطوان عيد لضرب مبرح في منتجع سياحي معروف. عيد الذي تحرّكت النقابة على الفور لمتابعة قضيته، تقدّم بادّعاء شخصي ضد المعتدي. كما خضع لمعاينة من قبل طبيب اخصائي في جراحة العين في مستشفى “اوتيل ديو”، واستحصل منه على تقرير يفصل حالته والاذى الجسدي الذي نتج عن الإعتداء. هذا واستحصل الاستاذ انطوان على تقرير الطب الشرعي، يفيد بأنه يعاني من مشكلة في النظر بنسبة واحد من عشرة في العين اليسرى، وتورم بقزحية العين، وبمحورها، وتتطلب حالته فترة راحة لمدة 12 يوم، يعقبها معاينة عند الطبيب الاخصائي لتحديد حالته ومدى تقبله للعلاج”.

ويؤكد عازوري ان “رسالة المحامي معروفة، والخطورة التي ترافق عمله كذلك ليست بجديدة، الامر الذي يستدعي تأمين الحماية الكاملة للمحامي والحصانة الضرورية، حتى يمارس مهنته بالشكل المطلوب وبالحرية الكاملة من دون ان يتعرض لاي تهديد او اذى معنوي وجسدي، ولا سيما ان كرامة المحامي هي ايضاً من كرامة القاضي، وصورته التي تهتز في المجتمع تهتز معها صورة القاضي، لان المحامي ينفذ بكل بساطة حكماً او قرارً صادراً عن هذا الاخير، واي اجراء او عمل يؤدي الى “كف يد” المحامي عنه بالقوة، هو بمثابة الوقوف بوجه كلمة القاضي وهيبته”. مضيفاً:”من هنا يجب ان نتحرك لنضع حداً لهذا المسلسل الطويل، الذي يجب ان يتبعه محاسبة قاسية وعقوبة ملائمة لتكون الرادع امام اي شخص يفكر في التعرّض لمحامي”.