المحتوى الرئيسى

التوحيد والنور.. الإمبراطورية الغامضة

09/07 14:17

- من النسخة الورقية لجريدة "اليوم الجديد" الأسبوعية

إن كنت خريج حقوق أو على ديانة غير الإسلام أو لديك إعاقة جسدية أو تخطى عمرك 30 عاما فوجودك فى «التوحيد والنور» مرفوض

عامل سابق بسلسلة المحلات: يُفرض على العاملين بالمحلات قوانين داخلية تسمى بـ«سيستم السويركى»

السويركى الأب لا يتدخل فى طريقة إدارة أبنائه لفروعهم التى تعتمد على مراقبة وتجسس العمال على بعضهم لرصد الأخطاء مقابل مكافآت مالية

فى الوقت الذى كانت تختفى فيه السلع من المحلات كان صاحبها يطرق باب تجارة الأراضى

يتم إعداد فواتير بمبيعات وهمية بحيث تصل مبيعات الفروع فى اليوم إلى 150 ألف جنيه فى حين أن المبيعات الحقيقية قد تصل إلى 1.5 مليون

مدير الشئون القانونية بالمؤسسة: اللى مش عاجبه يروح يشتكينا فى مكتب العمل

بعد ثورة 25 يناير ومن بعدها 30 يونيو، وبينما يتساءل الجميع: لماذا تكاد تختفى السلع والبضائع التى كانت تكتظ بها فروع التوحيد والنور، كان استثمار صاحبها السويركى، يخطو اتجاها آخر، هو شراء الأراضى، مستغلا الأسعار الزهيدة وقتها، فهو يعرف جيدًا متى يستغل ركود السوق فى توسيع حجم إمبراطوريته، وما هى إلا شهور قليلة وعاد الكيان العملاق مرة أخرى بإنشاءات جديدة قادرة على احتكار السوق ومنافسة الجميع، لكن يظل السؤال الأهم كيف تدار تلك الإمبراطورية؟ ولماذا تستمر دون تعثر؟ وكيف بدأت؟

«اليوم الجديد» يطرح لك الإجابات بين السطور التالية.

رحلة أن تكون واحدًا من العاملين بعالم التوحيد والنور، تبدأ من مقر إدارته القاطنة بباق اللوق، حاملًا بين يديك شهادتى التخرج والخدمة العسكرية مع الفيش الجنائى، ليستقبلك فى الداخل أحد العاملين وهو يُملى على أُذنيك بعض التعليمات، التى تبدأ بضرورة النظر فى الأرض إذا ما وجدت السويركى، أمام عينيك يتفقد سير العمل، وتنتهى بأن تنادى عليه قائلًا «عم الحاج» إذا ما حكمت الضرورة أن تتعامل معه مباشرة، تنتظر بعدها مدة، كى يصل عدد الراغبين فى العمل بجوارك إلى 10 أشخاص على الأقل، ليستقبلك فى النهاية أحد محامى السويركى، حسب ما أكده الشاب العشرينى، خلف جاد، الذى قضى 9 أشهر من العمل فى التوحيد والنور.

ويضيف: إن كنت خريج كلية الحقوق أو على ديانة غير الإسلام أو لديك إعاقة جسدية أو تخطى عمرك 30 عاما، فوجودك فى «التوحيد والنور» مرفوض تمامًا، وإن كنت أحد أبناء القاهرة الكبرى، ففرصتك فى الحصول على العمل ضعيفة، وإذا تم قبولك، تمضى فى وقتها على «استقالة» بدون تاريخ محدد، واستلام عهدة وهمية، لتبدأ العمل.

ممدوح، 28 سنة، الاسم المستعار لأحد العاملين بالتوحيد والنور، يؤكد أن عدم قبول المسيحيين، يعود إلى طبيعة السويركى نفسه، الذى يحاول دائمًا أن يضفى على كل ما يملكه إطارا إسلاميا، لدرجة أنه يحظر على العاملين استخدام الحمامات، خاصة فى الإدارة، إلا فى أوقات الصلاة، ليجبرهم عليها.

منوهًا بأنه بعد ثورة يناير مباشرة، قرر عدد من العاملين من أبناء القاهرة الكبرى، خريجى كلية الحقوق، المطالبة بالتأمين عليهم، وعندما تعنت السويركى، هددوه برفع قضايا ضده، ولأنه يسعى لتجنب القضايا والمحاكم، قرر صرف مكافآت لهم لتهدئة الأمر وقتها، حتى إنه دفع لأحدهم 50 ألف جنيه، ثم بدأ بتسريحهم من العمل واحدًا تلو الآخر، ومن وقتها رفض تعيين خريجى كليات الحقوق.

يصل عدد العاملين بفروع التوحيد والنور إلى ما يزيد على 8 آلاف عامل، ولا تعترف الإدارة فى تعاملها معهم بلائحة عمل داخلية تتوافق مع قوانين العمل الخاص، فقط تُجيد اللعب على الوتر المادى وتستند إلى عوز العاملين للمال، لتطبق ما يحلو لها من شروط.

جاد قال إن التوحيد والنور يفرض على العاملين به قوانين داخلية، تُسمى بـ«سيستم السويركى»، هدفها الإساءة لشخصك ومعاملتك كعبد، تبدأ من التحكم فى مظهرك، بارتداء بنطلون فضفاض من القماش وقميص بنفس الشروط، وقص الشعر والسالف أو ترك اللحية وعدم استخدام جيل الشعر أو العطور، مرورًا بتناول وجبة طعام واحدة فى اليوم لمدة نصف ساعة ومنع شُرب السجائر أثناء فترة العمل التى تبدأ من العاشرة صباحًا إلى الساعة 11 ليلًا بالفروع والـ12 بالإدارة، وقد تصل إلى 15 ساعة، وصولًا إلى منع التجمعات أو الوقوف أثناء العمل، وفى حالة الإخلال بأى شرط منها يتم إنهاء عملك فى حينها.

بينما أشار ممدوح إلى أنه لا مجال لعرض نوع وظيفة بعينها تناسب خبرة المتقدم للعمل من عدمه، فبالرغم من أن الإدارة تقسم العمل إلى أقسام وقطاعات داخلية، فإنها تقوم بإلحاق العمال الجُدد فى البداية بـ«الأرضية»، ومهنتهم «الشيل والحط»، لمدة قد تستمر إلى 3 أشهر، وهو ما يسبب للكثيرين منهم إرهاقا جسديا ينتهى بهم إلى ترك العمل، وحتى إن تم توزيعك على الأقسام فيما بعد وكان ضغط العمل زائدا، يكون فرضا على جميع العاملين، بداية من أقدم محام لدى السويركى وصولا إلى أحدث عامل، العمل فيما يُسمى «الأرضية»، كما أن نظافة الفروع ليلًا إجبارية على الجميع.

تصل فروع التوحيد والنور إلى 60 فرعا تحت إدارة سيد رجب السويركى، وخمسة فروع أخرى تحت إدارة ابنه الأكبر أحمد، ومثلها لشقيقة محمد، بينما ابنه عبد الرحمن يُدير فرعى المنيل وشارع الحجاز، ومنذ عام تقريبًا تولى ابنه عبد الله إدارة فروع العبور، فيصل، إمبابة، ويصل عدد العاملين فى كل فرع إلى 140 شخصا.

وبالرغم من أن السويركى، الأب، لا يتدخل فى طريقة إدارة أبنائه لفروعهم الخاصة من التوحيد والنور، فإنها تعتبر واحدة، وتعتمد على مراقبة وتجسس العمال على بعضهم لرصد الأخطاء مقابل مكافآت مالية فورية، خاصة أن جميع الفروع ما زالت تعمل بطريقة «الفاتورة اليدوية» والتى قد يسهل التلاعب فيها، غير أن عبد الله مؤخرًا تمرد على الفاتورة اليدوية باستبدالها أجهزة وبرامج حسابات، بها حسب ما أكده ممدوح.

ويتابع: مرتب من يلتحق بالعمل يبدأ من 2800 جنيه، بزيادة تصل إلى 500 جنيه لرؤساء الأقسام القدامى، وأربعة أيام إجازة شهرية للفرد يمكن أن يستبدلها بها مبلغا ماديا فى حالة إن استغنى عنها، وفى حالة حدوث ظرف طارئ لأحد العاملين يتطلب يوما واحدا إجازة فى غير موعدها المحدد، يتم إنهاء العمل له.

يتعامل التوحيد والنور مع ما يزيد على 150 ورشة ومصنعا للملابس والأحذية والموبيليات والأجهزة الكهربائية والمفروشات، الشرط الوحيد الذى يتطلبه ممن يُريد التعامل معه، أن يكون له بطاقة ضريبية، حتى يتمكن من خصم 10% من قيمة فاتورة المشتريات، ويبدأ تعامله المادى مع الورش الصغيرة فى الموسكى من 20 ألف جنيه، مشتريات شهرية، وأكثر من 2 مليون جنيه للمصانع الكبرى، أمثال «جيل، الفجر، على حسن، سيناء، الرحاب،...».

كما أن التوحيد والنور لا يتعامل بشكل مباشر مع مصدرين أجانب، ولكنه يحصل على بضاعته المستوردة من خلال مستوردين مصريين من شرق القنطرة والإسماعيلية، أشهرهم الحاجة «سعدية» فى استيراد المنتجات الصينية.

يقول موسى، الاسم المستعار لرئيس سابق لقسم المرتجعات بالتوحيد والنور، إن السويركى وأبناءه يتعاملون مع الموردين لبضاعتهم بطريقة الآجل، وهو أن يتم دفع مبلغ نقدى، 25% أو 30% حسب الاتفاق، من قيمة البضاعة الموردة فى الفاتورة، على أن يتم تقسيط المبلغ المتبقى على دفعات، كما أنهم لا يتعاملون نهائيا بطريقة الشيكات البنكية مع المصانع، لدرجة أنه ليس لأى منهم أرصدة بنكية، فقط فى بنك فيصل الإسلامى، وإذا ما تم تجميد مبلغ مادى، يزيد على 30 مليون جنيه، كل 5 أو 8 أشهر، يتم سحبها مباشرة لشراء قطعة أرض جديدة وبناء فرع جديد عليها لسلسلة التوحيد والنور.

ويوضح: من خلال عملى المباشر مع السويركى والمقربين منه لمدة 4 سنوات، فأنا على علم تام بأنه يكره التعامل مع البنوك، وأن معظم ما يمتلكه من أموال إما يستثمره فى شراء الأراضى لبناء فروع جديدة، فهو يُقيم كل إنشاءات تجارته على أراض ملكه، أو يستثمرها فى مزرعته القاطنة بطريق مصر - إسكندرية، كما أن لديه خزينة فى منزل زوجته الأولى بمدينة نصر، يضع فيها أمواله النقدية، وأخرى فى شقته الشخصية بشبرا مصر، والثالثة القاطنة فى إدارة الفروع.

فرع التوحيد والنور بطلعت حرب، أقل الفروع مبيعات يوميا، بمتوسط 20 ألف جنيه يوميا، لصغر مساحته، باقى مبيعات فروع السويركى وأبنائه تبدأ من 40 إلى 150 ألف جنيه يوميا، وبعض الفروع فى أيام ضغط العمل تصل مبيعاتها إلى 300 ألف جنيه.

رحلة يومية تبدأها «خزنة» كل فرع حتى يصل ما بداخلها من مال إلى الخزينة الأم بالإدارة، فمع نهاية يوم العمل فى الساعة الـ11 ليلًا، تكون أبواب إحدى سيارات الفرع مفتوحة لاستقبالها، ويجلس «ريس الخزنة» فى مقدمة السيارة بجانبه «شنطة» الفواتير، بعد أن يتم إحكام غلق الأبواب على الخزينة و5 عمال من الفرع يُطلق عليهم أفراد العُهدة، يتم تبديلهم يوميا من العاملين، بـ«قفل» ليس له أى نسخة مفتاح، غير تلك التى فى الفرع نفسه والأخرى التى فى الإدارة، وخلال تلك الرحلة التى تقطعها السيارة بخزينة الفرع فى الطريق، لا مفر لأفراد العُهدة من الخروج منها، فى حالة إن تعرضت إلى حادث سير أو أزمة طارئة.

بعد وصول السيارة إلى الإدارة، أمران يتم تنفيذهما فى نفس الوقت، الأول أن تُفتح الخزينة بإشراف مباشر من السويركى ومحاميه، ويتم نقل المبالغ التى بداخلها إلى الخزينة الرئيسية، أما الأمر الثانى فهو أن يقوم ريس الخزنة بتسليم شنطة الفواتير، إلى مندوب أو محاسب بعينة، وبسرعة البرق يكون فى الطابق الرابع من الإدارة لـ«فرم» تلك الفواتير، هذا ما أكده أشرف، الاسم المستعار لمحاسب فى إدارة التوحيد والنور.

ويضيف: «فى اليوم التالى، يتم إعداد فواتير جديدة، بمبيعات وهمية ورقم «سيريال» جديد،  بحيث تتراوح مبيعات الفرع من ألفين إلى 10 آلاف جنيه، على ألا تتخطى قيمة المبيعات الإجمالية للفروع فى هذا اليوم 150 ألف جنيه فى المتوسط، فى حين أن المبيعات الحقيقية للفروع قد تصل إلى مليون ونصف المليون يوميا، مشيرًا إلى أن تلك الفواتير خاصة بمطابع تُسمى عمرو يتعامل معها السويركى، ويستخدمها للتهرب الضريبى.

ويكمل أشرف: تقريبًا 1% فقط من المبيعات الحقيقية يتم إثباتها بالدفاتر، ورغم أن الفواتير لا يتم مراجعتها أصلًا وهو ما قد يساعد فى حدوث عمليات نصب وسرقة، فإن أسلوب الشدة والحزم ونقل الأخبار والأخطاء بين العمال وبعضهم والدور المهم للمسئولين عن التفتيش على الفروع، يمنع حدوث السرقات، لكن من سنتين، ظهرت عملية السرقة الأكبر، باختلاس أكثر من 10 ملايين جنيه خلال 5 سنوات، ونفذها أمين خزنة الإدارة، يدعى علاء، وتم اكتشافها عن طريق الصدفة من أحد الزملاء، وقام السويركى بعمل محضر ضده، ثم تنازل عن المحضر خلال ساعات قليلة، بعد الاتفاق على استرجاع 7 ملايين جنيه من المبلغ، ولأن السويركى أيضًا يخشى أن يفتح أبواب جهنم على نفسه لو بدأت مباحث الأموال العامة البحث خلفه.

رأس مال التوحيد والنور، الذى يتخطى حاليا 7 مليارات جنيه على أقل تقدير، كان فى بدايته عبارة عن «فَرشة» لتجارة المستعمل يملكها السويركى، الذى لا يجيد القراءة والكتابة، خلف وزارة الأوقاف بباب اللوق، وبعد التحاقه بالقوات المسلحة عام 1967، خرج يحمل شهادة إتمام الخدمة العسكرية عام 1974 ومبلغا ماليا، مكافأة، قرر أن يشترى به قطعة أرض فى عين شمس، ومحل صغير لبيع الأدوات الرياضية والمستعمل فى حارة باب اللوق، على جانبه محل يُسمى التوحيد، وبجانبه محل آخر يُسمى النور، وما هى إلا شهور وسنوات قليلة، استطاع خلالها السويركى أن يكون مالكًا للمحلين، ليدمج الاسمين معًا، ويكوّن إمبراطورية «التوحيد والنور» الحالية.

يُردد العاملون مع السويركى، فيما بينهم، قصة أخرى خلف تكوين إمبراطوريته، بأن ابن المطرية القادم من المنصورة بمحافظة الدقهلية، عثر على قطع آثار أثناء حفر قواعد للبناء بقطعة أرضه التى اشتراها فى عين شمس، وتحديدًا مقبرة تُسمى «الملكة شمس»، على حد قولهم.

موسى، قال إن السويركى لديه 11 محاميا، مسئولون عن إدارة فروع التوحيد والنور، منهم اثنان مهنتهما متابعة أحوال السيارات وإجراءات التراخيص، ومثلهما مسئولان عن التعامل مع المرافق والحى، والآخرون برفقته فى الإدارة، مؤكدًا أن «أ.ع»، رئيس المحامين، و«ح» مستشاره القانونى، و«و.ش»، مدير مكتبه، و«أ.ج»، مسئول إدارة الفروع، هم المقربون للسويركى والوحيدون الذين على علمٍ بتاريخ السويركى وأصول ثروته، خاصة رئيس المحامين، فهو أقدم من بدأ العمل معه قبل تكوين تلك الإمبراطورية.

لا يغيب السويركى عن إدارة أعماله بنفسه، يوميا يكون فى مركزها بباب اللوق فى الثانية ظهرًا وحتى الـ12 ليلًا، وهو شخص مريض بداء العظمة، على حد وصف العاملين معه، كما أنه محب للعزلة، لدرجة أنه يرفض مقابلة أصحاب المصانع التى يتعامل معها، ودائم السباب وكَيْل الشتائم على العاملين، حتى أقربهم إليه، ولا يعترف بلائحة داخلية للجزاءات.

يستطرد أشرف: لو حد عمل غلطة، بيطلب السويركى أن يقابله، ويبدأ يشتمه بالأب والأم، ولو ماردش عليه وهو بيشتمه بـ«أنا أسف»، بيمد إيده عليه، أو يستخدم عصا ويقول له افتح إيدك ويضربه، وصلت فى مرة إنه لبّس واحد قميص نوم، ولأن فيه ناس بتحتاج الفلوس فهو بيستغل ده، وعلشان كده معظم الناس مش بتستمر معاه وبالكتير 3 سنين وتمشى، مضيفًا أنه لا يمر يومان أو ثلاثة، إلا ويصرف السويركى مكافآت، تبدأ من 20 جنيها، على جميع العاملين، تكفيرًا لشتائمه، وأنه فى 2014 تعرض السويركى للضرب على يد أحد العاملين بعدما فاض به الكيل منه.

فى مايو 2012 أمر السويركى العاملين معه، بلصق صور محمد مرسى على جميع سيارات الفروع، كدعم منه للرئيس المعزول إبان انتخابات الإعادة مع شفيق، وبمرور عام واحد، كان مكلفا بعض العاملين أيضا، بتوزيع المياه والعصائر فى اعتصام الإخوان بميدان رابعة العدوية يوليو 2013، وهو الأمر الذى جعل ممن فضل أن يكون بعيدًا عن الأضواء والإعلام والسياسة، محسوبا على زعماء الجماعة الإسلامية وأحد أبرز رجال حزب النور وقتها، حتى واجه تهمة إهانة العلم المصرى أواخر 2014، لكن السويركى، بشهادة من تعامل معه مباشرة ولسنوات، لا يطيق السياسة، وله هواياته الأخرى.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل