المحتوى الرئيسى

رؤية المعارضة لمستقبل سوريا تلقى ترحيبا في بريطانيا

09/07 22:22

قال وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون الأربعاء (السابع من سبتمبر/ أيلول 2016) إن خطة لانتقال سياسي في سوريا تشترط تنحي الرئيس بشار الأسد قد تساعد في استئناف محادثات السلام المتوقفة. وأضاف جونسون أنه إذا كان لمحادثات السلام أن تعود إلى مسارها "فمن الواضح أن من الضروري أن يتمكن العالم وجميع المتحاورين في جنيف من رؤية أن هناك مستقبلا لسوريا يتجاوز نظام الأسد."

وكان جونسون يتحدث في اجتماع في لندن عقب محادثات مع رياض حجاب المنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات، التي تمثل المعارضة السورية، وتحظى بدعم من السعودية وقوى غربية، حيث قدم رياض خطة لتسوية سياسية جديدة في سوريا. وأضاف جونسون "بعد الاستماع إلى الجميع هنا ليس لدي شك على الإطلاق أنه بالحس السليم والمرونة والنشاط يمكن وضع هذه الرؤية وهذه الخطة التي طرحها الدكتور حجاب وزملاؤه موضع التنفيذ."

وكان وزير الخارجية البريطاني دعا في مقالة نشرتها صحيفة "ذي تايمز" الأربعاء إلى عدم ارتكاب الأخطاء التي وقعت خلال حرب العراق مجددا لدى البحث عن حل للنزاع في سوريا. وطالب جونسون برحيل الرئيس السوري مؤكدا أنه من الممكن تفادي الفوضى التي أعقبت الإطاحة بالرئيس العراقي صدام حسين .

وكان ممثلو الهيئة العليا للمفاوضات السورية، قد التقوا مع وزراء خارجية دول شرق أوسطية وأوروبية في لندن اليوم الأربعاء وقدم رياض حجاب خلال الاجتماع خارطة طريق لتسوية سياسية جديدة في سوريا. وقال حجاب إن أكبر تحد في إنجاز انتقال سياسي يأتي من المجتمع الدولي، مشيرا إلى الحرس الثوري الإيراني وميليشيات إقليمية أخرى، وروسيا التي تحمي الرئيس السوري بشار الأسد.

الهيئة ترفض أي اتفاق يختلف عن رؤيتها

التقى الرئيسان الأميركي والروسي باراك أوباما وفلاديمير بوتين في الأمم المتحدة للبحث في حلول للأزمة السورية ، لكنهما لم يحققا أي تقدم بخصوص دور الرئيس بشار الأسد. وترى الولايات المتحدة أن الأسد جزء من المشكلة، فيما تصفه روسيا بأنه جزء من الحل.

ووصف الرئيس أوباما في خطاب أمام الجمعية العام للأمم المتحدة الأسد بأنه "مستبد يقتل الأطفال". وقال إن "الولايات المتحدة مستعدة للعمل مع أي دولة بما في ذلك سوريا وإيران لتسوية النزاع". وحمل أوباما بعنف على الرئيس السوري لأنه "يلقي البراميل المتفجرة لقتل أطفال أبرياء".

تبادل الرئيسان الروسي والأميركي الأنخاب وتصافحا على غداء لكن الهوة بين موقفيهما حول مستقبل الأسد مازالت واسعة. وقال الرئيس الروسي إن "عدم التعاون مع الجهة السورية التي تكافح الإرهاب وجها لوجه سيكون خطأ فادحا". وأضاف "علينا أن نعترف أن لا احد سوى القوات المسلحة للرئيس السوري يقاتل فعليا الدولة الإسلامية".

أكد رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض في المنفى خالد خوجة أن "لا احد يمكنه الصفح" عن ممارسات نظام الرئيس السوري بشار الأسد". وأضاف خوجة "ما يجري في سوريا هو إبادة تتم تحت أنظار العالم"، وتساءل " أتعتقدون أن النظام يقاتل تنظيم الدولة الإسلامية؟ الإحصاءات تقول غير ذلك".

أعلنت المستشارة أنغيلا ميركل أن الرئيس السوري بشار الأسد يجب أن يشارك في أي مفاوضات تهدف إلى إنهاء النزاع المستمر في بلاده منذ أكثر من أربع سنوات. فيما دعا وزير خارجيتها فرانك-فالتر شتاينماير إلى إشراك إيران في مساعي حل النزاع باعتبار أنّ: "إيران فاعل إقليمي رئيسي مطلوب لحل الأزمة.... سيمكننا إنجاح الأمر فقط عندما نأتي بكافة الأطراف الفاعلة المهمة على طاولة واحدة الآن".

من جانبه، دعا الرئيس الإيراني حسن روحاني إلى تشكيل "جبهة موحدة" للتصدي للمتطرفين في الشرق الأوسط. وقال روحاني إن "اخطر واهم تهديد يواجه العالم اليوم هو أن تتحول المنظمات الإرهابية إلى دول إرهابية". ولمح روحاني إلى مستقبل ومصير بشار الأسد عن طريق إجراء انتخابات، وقال "نحن نؤيد دعم السلطة من خلال أصوات الناس بدلا من الأسلحة".

الرئيس الفرنسي فرانسوا اولاند دعا إلى التعامل مع روسيا وإيران لإنهاء الصراع في سوريا، وقال للصحفيين "روسيا وإيران تقولان إنهما ترغبان في لعب دور أكبر في حل سياسي. نحتاج للعمل مع هذين البلدين ولأن نبلغهما أن ذلك الحل أو الانتقال يجب أن يحدث.. لكن بدون بشار الأسد".

أكد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أنه يتعين الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد وتنظيم الدولة الاسلامية حتى لو انتهي الأمر بأن يلعب الأسد دورا مؤقتا في أي حكومة انتقالية، مضيفا "نريد سوريا بدون تنظيم الدولة الإسلامية وبدون الأسد.. لأنه بصراحة لا مستقبل للشعب السوري في بلد يوجد فيه أي منهما ".

تركيا من جانبها لا زالت تعارض انتقالا سياسيا في سوريا يكون فيه دور لبشار الأسد. وقال رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو في تصريح لصحيفة حريت التركية: "مقتنعون بأن بقاء الأسد في السلطة خلال الفترة الانتقالية لن يجعلها انتقالية. نعتقد أن هذا الوضع سيتحول إلى أمر واقع دائم".

السعودية ودول خليجية أخرى ثابتة على معارضتها لبقاء الأسد. ودعا وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي إلى إيجاد حل سياسي للأزمة السورية "دون أي تدخل أجنبي" فيما اعتبر وزير خارجية قطر إنه يوجد توافق دولي عام مع روسيا بشأن دعوتها إلى محاربة تنظيم الدولة الإسلامية لكنه حذر من أن خطة الرئيس بوتين لا تعالج السبب الأساسي للأزمة في سوريا وهو الرئيس بشار الأسد.

الكاتب: زمن البدري / أ ف ب، د ب أ، رويترز

وستبدأ العملية المقترحة بمفاوضات تستغرق ستة شهور من أجل تشكيل هيئة انتقالية تضم شخصيات من المعارضة والحكومة والمجتمع المدني. وسيتطلب ذلك تنحي الرئيس بشار الأسد عن منصبه بنهاية الشهور الست. وعقب ذلك ستدير الهيئة الانتقالية البلاد لمدة 18 شهرا يتم بعدها إجراء انتخابات.

كما أكد حجاب أن الهيئة العليا للمفاوضات سترفض أي اتفاق تتوصل إليه روسيا والولايات المتحدة بشأن مصير سوريا إذا كان مختلفا عن رؤيتها. وقال حجاب "لا يمكن القبول ببشار الأسد لا ستة شهور ولا يوم واحد ولا دقيقة واحدة في المرحلة الانتقالية على الإطلاق حتى وإن أقر الروس والأمريكان هذا الموضوع." وتابع المنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات السورية "هذا موقف الشعب السوري والشعب السوري قدم تضحيات كبيرة جدا من أجل ذلك ولا يمكن أن يتنازل عن هذا الأمر على الإطلاق."

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل