مسؤولون أمريكيون يعترفون بنقل 1.7 مليار دولار لإيران

اعترف مسؤولون من وزارات الخارجية والخزانة والعدل الأمريكية أمام الكونجرس بأن إدارة الرئيس باراك أوباما أتبعت نقل ‏مبلغ 400 مليون دولار إلى إيران - تمت في يناير الماضي - بإرسال شحنتين أخريين بقيمة 3ر1 مليار ‏دولار خلال الـ19 يوما التالية لعملية الشحن الأولى.‏

وذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية - في تقرير بثته على موقعها الإلكتروني - أن هذه المدفوعات النقدية التي تمت بالفرنك السويسري واليورو وعملات أخرى - سوت نزاعا استمر عشرات السنين حول صفقة بيع أسلحة لم تتم يعود تاريخها إلى 1979.

واعترف مسؤولون أمريكيون بأن دفع مبلغ الـ 400 مليون دولار الأولى تزامن مع قيام إيران بإطلاق سراح سجناء أمريكيين واستخدم لضمان نقلهم من مطار مهر آباد صباح 17 يناير الماضي، وقامت بنقله طائرة ‏شحن في صناديق خشبية.‏

وتعليقا على الأمر، قالت المتحدثة باسم وزارة الخزانة الأمريكية دون ‏سيلاك إن "طريقة نقل هذه الأموال نقدا، وبعضها تم بغير عملة الولايات المتحدة ‏كان بسبب العقوبات التي كانت مفروضة على طهران، والتي منعت تحويل ‏الأموال عبر البنوك خلال الأعوام الأخيرة نظرا لأن إيران كانت معزولة تماما عن ‏النظام المالي الدولي".‏

‏ وأبرزت الصحيفة الأمريكية أن بعضا من أعضاء الكونجرس ‏الأمريكي أعربوا عن مخاوفهم من إمكانية أن تستخدم وحدات الجيش الإيراني، ‏لاسيما فيلق الحرس الثوري الإيراني، هذه الأموال لدعم الحلفاء العسكريين في ‏منطقة الشرق الأوسط، ومنهم نظام الرئيس بشار الأسد في سوريا وجماعة ‏الحوثيين في اليمن وحزب الله اللبناني.‏

‏ وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن هذه التسوية نتجت من تحكيم قضائي جرى ‏في هولندا منذ مطلع ثمانينيات القرن الماضي بين الولايات المتحدة وإيران، وهي ‏قضية تعود لعهد شاه إيران محمد رضا بهلوي، الذي دفع 400 مليون دولار لصندوق ائتمان تابع لوزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" قبل أشهر من الإطاحة به حيث كانت الأموال مخصصة لشراء أجزاء طائرات، لكن عملية التسليم لم تتم.

ولفتت الصحيفة إلى أن الكشف عن دفع هذه الأموال يأتي في الوقت الذي يعود فيه الكونجرس من الإجازة الصيفية حيث يتعهد الجمهوريون بمتابعة اتهامات للبيت الأبيض بأنه دفع فدية إلى إيران، وهو اتهام نفاه أوباما مرارا.