«طوف وشوف».. تذكرة دخول طفلك لعالم الترحال بين جنبات التاريخ

جواز سفر يجعل العالم يترائى أمام أعينهم وينقلهم إلى مكان آخر يحمل من عبق التاريخ ومن الثراث الكثير.. "طوف وشوف" برنامج توعوي يصحب الأطفال في رحلة عبر التاريخ لزيارة معالم بلادهم والتعرف عليها على أرض الواقع بعيدًا عن كلام الكتب المدرسية المرسل.

جواز سفر يحمل بداخله معالم مصر الأثرية يحصل عليه الصغار ويتم ختمه بمجرد الدخول إلى أحد الأماكن الأثرية وزيارتها، فكرة بسيطة نبعت من مخيلة "محمد ياسين" رئيس مجلس إدارة جمعية "مصر الإرادة"، بعدما أرقه حال جيل المستقبل الذي لا يعرف معالم بلاده.

التنسيق مع وزارة الآثار هي الخطوة الأولى التي فكر فيها "محمد" وبالفعل تواصل مع الوزارة وقطاع الآثارالإسلامية والقبطية ومدير عام الوعي الأثري، وانطلق بفكرته تلك يجمع الصغار وينقل للأهل أهمية إلحاق أطفالهم بذلك البرنامج الذي يثري عقول الصغار ويدفعهم للتعرف على تاريخ بلادهم مما يزيد انتمائهم إليها. 

"هدف البرنامج تحقيق الوعي الأثري ومعرفة تاريخ الأجداد والانتماء للوطن"، قالها "محمد" مشيرًا إلى أن ذلك الهدف المرجو سيتحقق عندما يقدم الصغار على زيارة المعالم الأثرية الفرعونية والقبطية والإسلامية للتعرف على التاريخ عن قرب، ومشاهدة تلك الحضارة التي يحكي عنها العالم منذ آلاف السنوات.

زيارة الأماكن الأثرية لم يكن الهدف الوحيد لمبادرة "محمد" بل إحياء التراث أيضًا والحرف التراثية على هامش الزيارة، بالإضافة إلى الأنشطة الفنية التي يتم تنظيمها للأطفال للتخفيف من وطأة الرحلة ولتحفيزهم على طواف جميع المعالم بحيازة جواز سفرهم ذلك، قائلًا "الأنشطة متنوعة من رسم وتلوين وصناعة حلي وأورجامي".

قامت المبادرة بتنظيم 4 زيارات مختلفة استهدفت الزيارة الأولى مجمع الأديان بمصر القديمة والذي يضم جامع عمرو بن العاص، والكنيسة المعلقة، ومعبد عزرا، ومقياس النيل، بينما توجهت الرحلة الثانية إلى منطقة الغورية حيث كنيسة نيكولاس، وقبة الغوري، ووكالة الغوري، وتكية محمد بك أبو الدهب وبيت زينب خاتون، وباب زويلة.

أما عن الزيارة الثالثة كانت في منطقة الحسين، حيث مسجد الحسين وحجر الآثار والنبوية وبيت السحيمي، وباب الفتوح، وسور القاهرة الشمالي، وكانت الزيارة الأخيرة لقلعة صلاح الدين، والتي اقتصرت على الطواف داخل جنبات القلعة مع ممارسة عدد من الأنشطة الفنية.

يتحدث "محمد ياسين" عن آلية العمل التي تسير عليها القافلة، موضحًا أن الأعداد المشاركة تترواح ما بين 250 إلى 450 طفل وذلك يستلزم نظام معين للتواصل مع ذلك العدد الضخم والمحافظة عليهم، حيث يتم تقسيم المشاركين من 5 إلى 8 مجموعات وتتم الزيارات بالتوازي في نفس الوقت مع تبديل الأماكن، ويتم شرح المكان والمعالم الأثرية لهم.