المحتوى الرئيسى

المتعاطفون.. إرهابيون تحت الطلب

09/06 22:19

فى الكتابين الشهيرين «سر المعبد» و«قلب الإخوان» للأستاذ ثروت الخرباوى، القيادى السابق فى جماعة الإخوان والمتمرد عليها لاحقاً، نعرف الكثير من أسرار هذه الجماعة، ومنها التقسيم المتبع للأعضاء، فمنهم المتعاطفون والمرشحون للعضوية والعضو تحت الاختبار ثم العضو العامل بعد أدائه قسم الولاء الكامل لمرشد الجماعة، وبحيث يصبح كالميت بين يدى مغسله، لا حول له ولا قوة، لاغياً لعقله وناكراً لإرادته ومطيعاً طاعة عمياء، لا يرد توجيهاً أو إشارة أو تكليفاً ما، ويجتهد دائماً فى طاعة المرشد بالدرجة الأولى ثم أعضاء مكتب الإرشاد الأقوياء النافذين أصحاب السطوة والقرار.

هذا التقسيم الرأسى يبدو أنه تعرض لنوع من التغيير نتيجة التشتت الذى أصاب الجماعة بعد تحرك الشعب فى 30 يونيو، فلم تعد الطاعة العمياء واجبة على الأعضاء العاملين المؤدين لقسم الولاء فقط، بل أيضاً لهؤلاء الذين يمكن وصفهم بالمتعاطفين، وهم الأشخاص الذين يخضعون للمراقبة والإغواء والتوريط المتدرج، ويُستفاد منهم بقدر الإمكان لخدمة الجماعة وأهدافها، ولا يتوقع منهم أن يكونوا أعضاء عاملين يستفيدون من المزايا التى تتوفر للأعضاء، ولكن يتم إغواؤهم بالمظلومية الزائفة التى تبرع الجماعة فى تصويرها لدى ضعاف النفوس ثم يُطلب منهم المشاركة فى أعمال رمزية لرد تلك المظلومية الزائفة، ثم يتطور الأمر من خلال الضغط عليهم وتهديدهم بالقتل ومنحهم الأموال للقيام بأعمال قذرة بكل معنى الكلمة، فإن أفلتوا من قبضة الأمن يُستفاد منهم مرة أخرى، وإن وقعوا فى قبضة الأمن فلن يُضار التنظيم شيئاً، هؤلاء المتعاطفون هم مشروع إرهابى مرتزق بكل معنى الكلمة، ولا يستطيع أحدهم أن يبرر أو يدافع عن جريمته بأى حجة منطقية أو أى ادعاء يقبله العقل السليم.

ما سبق توصيفه ليس من بنات الأفكار المتخيلة، بل استناداً إلى حقائق دامغة وردت على ألسنة بعض من وصفوا أنفسهم متعاطفين مع ادعاءات مظلومية الجماعة فى بعض التحقيقات التى نشرتها «الوطن» فى قضية اغتيال النائب العام الشهيد هشام بركات يومى الجمعة والسبت الماضيين، وهى التحقيقات التى تضمنت روايات لثلاثة من المتهمين، هم المتهم رقم 25 ياسر إبراهيم عرفات، والمتهم إبراهيم شلقامى، والمتهم عبدالرحمن كحوش. والأخير تحديداً ووفقاً لاعترافاته فهو عضو عامل كان أحد أعضاء مجموعة الرصد وجمع المعلومات، وهى مجموعة من أربع مجموعات لكل منها مهمة محددة، وكان يعرف مهمته جيداً فى التحضير لاغتيال النائب العام وفى الإعداد لعمليات أخرى وصفها بأنها تخريبية، كالإعداد لعملية تفجير عربات الأمن المركزى فى جراج قسم الأزبكية، ورصد الإعلامى أحمد موسى لغرض اغتياله، واستهداف سيارة بوكس وميكروباص شرطة الجيزة، ورصد بوابات المطار تمهيداً للقيام بعملية تخريبية، ونقل المتفجرات من أماكن تصنيعها إلى الأماكن المقرر قيام عمليات تخريبية فيها.

أما المتهم ياسر عرفات فقد وصف نفسه بأنه ليس عضواً فى جماعة الإخوان، وأنه كان ينزل ميدان التحرير أثناء أحداث 25 يناير، وفى الميدان تعرف على بعض أعضاء الجماعة وتطورت العلاقة معهم بطريقة عادية، ثم حدث التغير الأهم بعد اعتصام رابعة وذهابه إلى الاعتصام من قبيل الفضول ولقائه مع الدكتور يحيى موسى، الذى عمل متحدثاً رسمياً لوزارة الصحة فى عهد الإخوان، وهو الذى أصبح لاحقاً بعد فض الاعتصام وهروبه إلى قطر وسيلة الاتصال مع المتهم ياسر وإبلاغه الأوامر من الدوحة عبر برنامج لاين الإلكترونى على هاتف زوجته الحديث. ويحيى موسى هو الذى كان يرسل المبالغ المالية لحساب زوجة المتهم ياسر فى بنك قطر باعتبارها أموال زكاة، وكان المتهم ياسر يقوم بإعطائها لأناس لا يعرفهم وفى أماكن غريبة ووفق كلمات سر معينة يحددها يحيى موسى، الذى كان يغير اسمه بين الحين والآخر على سبيل التمويه وآخر أسمائه الحركية كان خطاب.

وفى تبرير المتهم لتواصله مع أعضاء الإخوان القياديين الذين تعرف عليهم، ذكر أنه تأثر بما قاله الإخوان حول القتلى فى الاعتصام، وهو ما يرجح مشاركته بهدف الانتقام. أما المتهم إبراهيم شلقامى طالب الطب فى الفرقة الخامسة فقد برر عضويته فى إحدى مجموعات الإخوان بهدف إحداث ارتباك فى البلاد لإسقاط النظام الجديد والضغط عليه من أجل إقناعه بالتفاوض مع جماعة الإخوان، وكان له اسم حركى وحين يلتقى مع عناصر المجموعة كان الجميع ملثمين، واعترف بتلقى تدريبين للرصد وجمع المعلومات وإعداد المتفجرات.

ومن مجمل اعترافات المتهم ياسر عرفات يتضح أنه كان يتلقى الأوامر وينفذها فوراً دون أى سؤال أو استفسار، بما فى ذلك السفر ليلاً أو نهاراً إلى أكثر من مكان بعيد ونقل أشياء مجهولة وأفراد ملثمين بين شقق متباعدة ومناطق غير معروفة له، وكل ذلك بسيارته الخاصة، حتى إنه عرف من تصريح عابر لأحد الذين نقلهم إلى موقع السيارة التى استخدمت فى تفجير موكب النائب العام هشام بركات، أنه يشارك فى عملية معينة ضد النائب العام ولكنه لم يحرك ساكناً واستمر فى تعاونه مع المدعو خطاب منفذاً لأوامره دون أى تردد، وحتى بعد نجاح التفجير لم يُظهر أى اعتراض وظل مستمراً فى تلقى الأوامر من قطر لعمليات أخرى، ويتضح أيضاً تناقضات شتى فى أقواله منها أنه كان يمر بضائقة مالية فى بداية تعرفه على أحد أعضاء الإخوان الذى نصحه لاحقاً بزيارة الاعتصام والتعرف على الناس هناك، وهو ما حدث بالفعل، ثم يشير بعد ذلك إلى شرائه شقة جديدة فى المعادى وقيامه بأعمال بناء وديكور فى شقق الغير لكسب المال.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل