المحتوى الرئيسى

رسائل الانقلاب التركي بحوزة قادة العشرين

09/06 14:09

كسابق عهده, والمعروف بحنكته وذكائه السياسي علي الصعيدين المحلي والدولي ويأتي هذا الدهاء بشكل خاص في المحافل الدولية, قام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بعمل مفاجأة غير متوقعة أدهشت الرؤساء الحاضرين ووفود الدول المشاركة في قمة العشرين المنعقدة بمدينة هانجتشو الصينية.

وقدم أردوغان لرؤساء الدول، كتابًا مكونًا من 360 صفحة باللغتين الإنجليزية والتركية يحمل بين دفتيه تفاصيل المحاولة الانقلابية الفاشلة التي شهدتها تركيا منتصف يوليو الماضي، ويروي تفاصيل ليلة الانقلاب والمعلومات حول الانقلاب الفاشل، ويتضمن صورًا ومعلومات تفصيلية نقلها أردوغان بنفسه إلي قادة قمة العشرين في إشارة منه لبعض الدول المتهمة بالوقوف خلف الانقلاب التركي، والذين يحضرون قمة العشرين ليقوم بوضعهم في موقف "إحراج" أمام دول العالم أجمع.

وتضمنت "المفاجأة الأردوغانية" مقاطع فيديو مصورة عن الجرائم التي ارتكبها الانقلابيين، ومنها قصف الطائرات للبرلمان التركي، ودهس دبابة لعدد من السيارات، وإطلاق النار عشوائيًا، وأظهرت الصور ومقاطع الفيديو حجم الدمار الذي خلفه الانقلاب في السويعات القليلة، وما قام به الانقلابيون قبل أن يتم السيطرة علي الانقلاب، ونزول المواطنين الأتراك إلي الشوارع، ودفاعهم عن بلدهم، واعتقال الآلاف من الضالعين في المحاولة الانقلابية الفاشلة.

مفاجآت أردوغان تتوالي ولا تنقطع في المحافل الدولية وجاءت هذه المفاجأة من أجل "فضح" الانقلابين، خاصة بعدما تواترت أنباء عديدة عن تورط بعض الدول وراء المحاولة الانقلابية الأخيرة، حيث أشارت أصابع الاتهام إلي الولايات المتحدة والإدارة الأمريكية، بالوقوف خلف المحاولة الانقلابية، ونشرت وسائل إعلام تركية عدد من الأخبار تفيد بأن البيت الأبيض كان يقف خلف المحاولة الانقلابية علي النظام المدني المنتخب ديمقراطيًا في تركيا.

وذكرت تقارير إعلامية تركية، أن الجنرال "جون كيربي" كان أحد الداعمين للانقلاب وكان يلعب دور الوسيط بين الانقلابيين والإدارة الأمريكية وكان يقوم بمهمة نقل الأموال للانقلابيين، وهو ما نفاه الجنرال الأمريكي في وقت لاحق, وأتت تصريحات المسئولين الأمريكيين مريبة ومثيرة للجدل، وتحتمل تفسيرًا واحدًا فقط هو "دعم الانقلاب" والانقلابيين والوقوف ضد الحكومة المنتخبة ديمقراطيًا، ومثال علي ذلك تصريح وزير الخارجية الأمريكي أننا نتمنى لتركيا السلامة والاستقرار.

أنظمة غربية وعربية أرادت الإطاحة بأردوغان ومنها من تتهمه أنقرة بالوقوف خلف المحاولة الانقلابية الفاشلة، ويأتي النظام الإماراتي الحاكم بقيادة "أبناء زايد" أحد الداعمين للانقلاب عن طريق محمد دحلان، والذي اتهمتهما مجلة تركية مقربة من حزب العدالة والتنمية الحاكم بأنهم ضالعون في المحاولة الانقلابية التي وقعت منتصف يوليو الماضي.

مواقف عدد من الدول المشاركة في قمة العشرين أتي مريبًا لذلك قام أردوغان بطباعة كتابه وجاء الموقف الفرنسي علي لسان وزير الخارجية بأن علي أنقرة احترام حقوق الإنسان، وأن بلاده ترفض بعض الأمور الذي سيقوم بها الرئيس التركي، وأن الانقلاب لا يعتبر شيكًا علي بياض للمسئولين الأتراك ليقوموا بما يشاءون تجاه الانقلابيين، وهو ما يفسره بأنه تحيز للانقلابيين تجاه الحكومة المنتخبة ديمقراطيًا.

الموقف الروسي من الانقلاب أتي غريبًا أيضًا، حيث أعلن الكرملين علي لسان المتحدث باسم الرئاسة الروسية، بأن موسكو ستقوم بإعطاء حق اللجوء السياسي للرئيس التركي أردوغان في حال طلب ذلك من موسكو؛ ما يعني أن الانقلابيين قاموا بالسيطرة علي مجريات الأمور واستتباب الأمور لهم.

هذا الموقف أعاد للأذهان مشهد مؤتمر دافوس الاقتصادي والذي هاجم فيه أردوغان الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز لقتل الأطفال الفلسطينيين، وأن إسرائيل تمارس الإرهاب، وانتقد المنظمين علي إعطائه 12 دقيقة؛ بينما أخذ بيريز أكثر من 25 دقيقة ليتحدث، وعلي أثرها قام أردوغان وغادر المؤتمر.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل