المحتوى الرئيسى

حتى لبن الأطفال! | المصري اليوم

09/06 00:09

فى موضوع لبن الأطفال، ظهورات الدكتور أحمد عماد، وزير الصحة، المتتالية على الفضائيات لا تشبع طفلاً رضيعاً إلى الحقيقة، القضية أكبر من محلات الحلويات والكافيهات، ومعلوم لبن الأطفال المخفف لا يلون النسكافيه، والطازج أرخص بكثير!.

خطان متوازيان فى هذه القضية الملتبسة، أولهما حق الطفل الرضيع الذى عجزت أمه عن إشباعه لأسباب صحية، والدولة الراعية توفر حصة كافية عبر عدد 1005 منافذ توزيع بواسطة كروت ذكية مميكنة مرتبطة مركزياً، ومنشور عناوين المراكز فى الصحف وعلى المواقع الإلكترونية فى القاهرة والمحافظات.

والدولة ملتزمة بتوفيرها مقابل سعر رمزى خمسة جنيهات فقط لا غير، وتصرف الحصة بحسب عمر الطفل وبجرعات حتى نهاية الشهر السادس، وهذا التزام دولة ولا محيص عنه، ومتوفر فى المنافذ فضلاً عن احتياطى استراتيجى مناسب.

الخط الثانى ألبان الأطفال «غير المدعمة»، وهنا مربط الفرس، العلبة فى الصيدلية سعرها 60 جنيهاً تستورد عبر إحدى شركات قطاع الأعمال منذ سنوات بسعر 47 جنيهاً للعلبة، ومع هامش ربح يوزع بنسبة بين الموزع والصيدلى قدره 13 جنيهاً.

بدراسة هذه الكلفة وبحث خطوط الاستيراد، تبين للمعنيين بتوفير الألبان أن نفس العلبة من مصادرها فى فرنسا وسويسرا بنفس الاستيكرز والعلامة التجارية يمكن أن تصل إلى الميناء بـ26 جنيهاً، ومع هامش ربح بين الموزع والصيدلى قدر بـ4 جنيهات.

العلبة أم ستين جنيه، يمكن أن تصل إلى المستهلك (من غير الحالات التى يغطيها الخط الأول شبه المجانى أبو خمسة جنيه) بسعر 30 جنيهاً بدلاً من 60 جنيهاً، وقد كان.. وجرى التعاقد على استيراد 21 مليون علبة بسعر 30 جنيهاً تصل يوم 15 من الشهر الجارى.

بذمتك تفرق معاك من قام على توفير علبة اللبن بنصف السعر، وإذا كان الجيش هو من وفرها يستاهل التلويم والتلسين، وهل مصلحتك كمستهلك مع علبة بـ60 جنيهاً، وهل إذا حدث تدخل واختراق حقيقى ومؤسسى لهذه المنظومة الفاسدة، لصالح مَن إذن هذه الحملة الظالمة؟!

احسبها قبلاً ثم فسفس وغرّد، مصر تستهلك فى العام الواحد 23 مليون علبة، اضرب الرقم فى فارق 30 جنيهاً، واحسب كم يدخل جيوب مافيا استيراد ألبان الأطفال سنوياً، ساعتها ستعرف حتماً، لماذا أطلقت الشركة المستوردة «نداء استغاثة» قبل عام، لماذا كانت تصرخ كالولايا على تدخل الجهات السيادية!!

30 جنيهاً أرباحاً فى العلبة الواحدة، للشركة نصيب الأسد تبيع بـ47 من أصل 26، وللموزعين والصيادلة نصيب، 13 جنيهاً فى العلبة الواحدة مقابل 4 جنيهات فى الوضع الجديد، احسبها لماذا إذن تم تعطيش السوق من قبل الموزعين والصيادلة، وكيف تم افتكاس أزمة خطيرة بلغت إلى حدود قطع الطريق، وتلقفها الإخوان والتابعون ومن لف لفهم وصنع صنيعهم حقداً وكرهاً وثأراً من الجيش!

حقيقة مستقرة، الجيش الوطنى لا بيتاجر على الشعب، ولا يستهدف ربحاً، وما أدخله هو الشديد القوى، حماية الطبقات المطحونة التى سحقتها الاحتكارات العاتية الموروثة فى السلع والخدمات، وتحمل رجاله المؤتمنين حملة مجرمة بلغت حد الافتراء فى موضوع ألبان الأطفال والجيش منها براء.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل