المحتوى الرئيسى

وثائق تفضح "السلطان".. تمويل وإقامة ومتفجرات من "أردوغان" إلى "داعش".. ‏وخبراء يكشفون لـ"الدستور" كيف عثر "الأكراد" على الوثائق الخطرة؟

09/05 23:40

لا يخفى على أحد الدعم المُستتر الذي تقدمه السلطات التركية برئاسة رجب طيب أردوغان إلى تنظيم ‏داعش الإرهابي في الكثير من البلاد العربية، ألا أن مقاتلي الفصائل الثورية المنتمية إلى قوات الأكراد في ‏سوريا، كشفت وثائق خطيرة تدل عليها.‏

لأول مرة تنشر وثائق رسمية خطيرة من قبل قوات الأكراد توضح حقيقة علاقة نظام السلطان بتنظيم ‏داعش، وتبين الدعم الذي تقدمه أنقرة له، خلال حربها مع قوات الكرد بشمال سوريا، على خلفية دخولها ‏جرابلس الشهر الماضي، بدعوى محاربة وضرب معاقل تنظيم داعش.‏

في مدينة "منبج" الشمالية، عثرت ميليشيات الأكراد على العديد من الوثائق والصور التي تحدد ملامح ‏علاقة أردوغان بالتنظيم، بعدما سهل دخول أجهزة تركيا له عبر مقاتلين أجانب إلى سوريا للانضمام إلى ‏داعش وغيرها، وكذلك تسهيل نقل العتاد والمعدات للتنظيم.‏

حوت تلك الوثائق صورًا لأوراق سفر أعضاء التنظيم من دول الاتحاد السوفييتي السابق، ومن إندونيسيا ‏وصربيا والبوسنة والدخول إلى سوريا عبر تركيا في السنوات الثلاث الأخيرة، كما تتضمن المنشورات ‏أيضًا صورًا لتصريحات بإقامة مؤقتة من سلطات تركية لقوات التنظيم وبطاقات ائتمان.‏

ووصل الأمر إلى وجود وثائق لأتراك دخلوا سوريا للقتال إلى جانب تنظيم داعش، من بينها دفتر يوميات ‏لجندي تركي سابق، ومخاطبات لتنظيم الدولة عن معدات أمنية قادمة من تركيا وتسهيل دخولها، إضافة ‏إلى رسائل من التنظيم حول علاج عناصر في تركيا.‏

إلى جانب ذلك، كان هناك كمية كبيرة من الصور لمقاتلين أجانب وهم يتجولون في إسطنبول ثم صورهم ‏في سوريا، لكن المُثير هو بعض الوثائق التي تشير إلى علاقة أجهزة أمن تركية بتلك العمليات من انتقال ‏المتطوعين إلى تسهيل دخول العتاد والمعتاد.‏

ويتضح من الوثائق أن تركيا تدخلت في سوريا خلال الشهر الماضي، لأجل محاربة الأكراد وليس تنظيم ‏داعش كما زعمت، وهو ما أكده وقتها صلاح الدين دميرتاش، رئيس حزب الشعوب الديمقراطي الكردي، ‏وقت التدخل بقوله أن درع الفرات تستهدف الأكراد، وليس تنظيم داعش الإرهاب.‏

تذكرنا الوثائق أيضًا، بتصريح رئيس الوزراء التركي "بن على يلدرم" في مطلع العام الحالي، الذي حدد به الموقف التركي الثابت من تنظيم داعش، وقتما قال أن ‏الحكومة لن تتنازل عن الأمن الداخلي، ولم يعد هناك شيء يدعى عملية السلام الكردى، مؤكدًا أن تنظيم ‏داعش حركة سياسية لا دينية، وأنه لا يُشكل تهديدًا أيديولوجيًا لتركيا على الإطلاق.‏

المُثير للجدل في الوثائق التي نشرتها قوات الأكراد، هو كيفية عثورها على مثلك تلك الوثائق الخطيرة ‏التي تورط النظام التركي بشكل رسمي في دعم تنظيم داعش الإرهابي، وهو ما وضع له خبراء الإسلام ‏السياسي في تصريحات خاصة لـ"الدستور" أكثر من سيناريو نستعرضها في السطور التالية.‏

يقول هشام النجار، الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية، أن المعارك في الشمال السوري ‏كانت مباغتة ولم يتم الإعداد لها جيدًا من قبل تركيا، حيث أنها وقعت في صبيحة معارك أخرى دارت في الشمال ‏السوري قبلها، وقد يكون قرار انسحاب داعش السريع من منبح صاحبه ارتباك شديد وترك مستندات ووثائق ‏ومعدات تدين تركيا، وهو ما يؤكد سوء التخطيط التركي.

وأشار إلى أن تلك الوثائق تؤكد أن تركيا لازالت بحاجة ‏إلى تنظيم داعش، وتستعمله في حروبها بالوكالة، مشيرًا إلى أن القرار التركي بخوض حرب في شمال ‏سوريا لم يكن من البداية لمحاربة تنظيم تدعمه تركيا ولكن من أجل قطع الطريق على الأكراد في إقامة ‏دولتهم بالشمال السوري.‏

وأوضح أن تركيا تعتمد على استراتيجية إعادة استخدام تنظيمات جهادية، وإعادة تدويرها بأسماء جديدة أو ‏بدمجها فى مجموعات أو كيانات قائمة بالفعل ومعروفة بتبعيتها لتركيا مثل ألوية السلطان مراد وحركة ‏نور الدين زنكي.‏

وأوضح أن تلك الوثائق تهز صورة تركيا أكثر أمام العالم، لأنها اعتدت على سوريا بدعوى محاربة داعش ‏وافتضح أمرها بعد ذلك بأنها تدعم التنظيم ضد الأكراد، مضيفًا: "في الوقت ذاته فإن علاقات المصالح ‏وتنافس القوى العظمى على الفوز بتحالفات مع قوى إقليمية فاعلة في الحرب مثل تركيا لن يؤثر عليها ‏كثيرًا، وسيغض المعظم الطرف عن علاقاتها بالتنظيمات الإرهابية وتوظيفها".‏

واتجه سامح عيد، الباحث في الشؤون الإسلامية، إلى سيناريو أخر حول عثور الأكراد على تلك الوثائق، وهو ‏عدم إمكانية إغفال الدعم الأمريكي المقدم إلى قوات الأكراد في حربها ضد تركيا، حتى وإن كان خفيًا ‏وغير بيّن فهو موجود وظاهر للعيان.‏

وأضاف: "محتمل أن تكون المخابرات الأمريكية تدخلت في عملية العثور على وثائق الأكراد، لأن حرب ‏تركيا في شمال سوريا فتح لها جبهات قتال عدة"، مشيرًا إلى أن سوريا تشهد الآن صراع كردي تركي في ‏أوجه، وكل شيء مباح ومحتمل في تلك الحرب الشرسة.‏

وأوضح أن السيناريو الثاني هو وجود اختراق لتنظيم داعش من قبل الأكراد، لاسيما أنه تنظيم يسمى ‏‏"مفتوح"، بمعنى سهولة اجراءات الانضمام إليه، والتي تنشرها مجلة "دابق" التابعة له في أعداد كثيرة ‏لها، عن طريق الإنترنت، إلى جانب توسعه جغرافيًا وشموله مناطق عدة تسهل عملية اختراقه، ويتأكد ‏ذلك في عملية مقتل أبو محمد العدناني، المتحدث باسم داعش.‏

‏"لماذا تصر تركيا على داعش؟"‏

وما يُثير أيضًا علامات تعجب في تلك الوثائق، هو الإصرار التركي على دعم داعش، رغم أنها سدتت فاتورة كبيرة خلال مطلع هذا العام، بوقوع نحو 10 عمليات إرهابية خلال أقل من عام، تبناها داعش، وتوقع وقتها كثيرون أن يخف ذلك الدعم، ألا أن الوثائق أثبتت عكس ذلك.. فلماذا يصر النظام التركي على دعم التنظيم الإرهابي رغم ذلك؟.

نرشح لك

أهم أخبار صحافة

Comments

عاجل