المحتوى الرئيسى

إسرائيل تغزو الفضاء الخارجي بالأقمار الاصطناعية

09/05 13:34

شكل عام 1961 نقطة تحول وعلامة فارقة بالنسبة لإسرائيل بكل ما يتعلق بتجارب علم الفضاء، وذلك حين تم إطلاق صاروخ "شافيت" الذي وصل مداه إلى ثمانين كيلومترا واستعمل للرصد الجوي وحالة الطقس.

هذا الانعطاف والاهتمام بالفضاء الخارجي أعقبته عقود من البحث العلمي وتأهيل القدرات والكوادر واحتضان الأدمغة وتطوير القدرات الهندسية والتكنولوجية بالجامعات ومراكز الأبحاث، مما ساهم في تأسيس وكالة الفضاء الإسرائيلية في العام 1980، لتنجح تل أبيب يوم 19 سبتمبر/أيلول 1988 في إطلاق "أوفك 1" للتجسس والأغراض الأمنية والعسكرية، ليكون أول قمر صناعي من تطوير وابتكار ذاتي.

وخصصت منظومة الأقمار الاصطناعية -التي يتم استحداثها وتطويرها واستبدالها بشكل دوري- للاتصالات والأغراض المدنية والبحث العلمي والتجسس وأهداف الاستخبارات الأمنية والعسكرية، لتنضم إلى الترسانة العسكرية والتفوق النوعي لسلاح الطيران الإسرائيلي.

انضم القمر "أوفك 10" الذي أطلق لفضاء الكرة الأرضية مؤخرا ويزن 330 كيلوغراما وكلف عشرات ملايين الدولارات، إلى منظومة 17 قمرا اصطناعيا أطلقتها "الصناعات الجوية الإسرائيلية" إلى الفضاء الخارجي، مما يضع تل أبيب على رأس قائمة دول العالم التي لديها القدرات والإمكانيات للسيطرة والتحكم في الوقت ذاته بالفضاء واليابسة والبحر.

وسيكون بإمكان "أوفك 10" -الذي سيدور حول الكرة الأرضية على ارتفاع يتراوح بين 400 و600 كيلومتر- بث الصور الواضحة جدا وتزويد القاعدة الفضائية بالمعلومات الاستخباراتية بشكل دقيق، إذ يمكن توجيهه في اللحظة ذاتها لجمع المعلومات والتصوير والتعقب بأكثر من هدف ورصد التحركات بعدة مواقع.

وبحسب المراسل العسكري يوفال زيتون الذي استعرض في صحيفة يديعوت أحرونوت نشاط وابتكارات وكالة الفضاء الإسرائيلية التي أسست بمطلع ثمانينيات القرن الماضي، فإن "أوفك 10" يعتبر المنظومة الأخيرة والطراز المستحدث والمتطور في مجال الرصد الاستخباراتي وجمع المعلومات في إطار شبكة الأقمار الاصطناعية التي أطلقتها إسرائيل للفضاء الخارجي بغضون ثلاثة عقود.

ورجح أن هذا القمر -الذي يتميز بسرعته ومرونته وقدرته على التكيف والمناورة- سيمكن تل أبيب من التفوق والريادة بكل ما يتعلق بجمع المعلومات والتقاط الصور المتعددة والمتنوعة لفضاء الشرق الأوسط، ويشكل تعزيزا جوهريا للرصد والمراقبة بفضل منظومة أجهزة الرادارات التي تمنحه القدرة على التعقب الاستخباراتي العسكري والمدني لموقع الهدف بكل الظروف حتى بأحوال الطقس الرديئة، حسب وصفه.

من جانبه، أقر الباحث بالاستخبارات العسكرية بالشرق الأوسط في معهد "أيزنهاور" آفي ميلاميد بأن منظومة الأقمار الاصطناعية و"أوفك 10" على وجه الخصوص تمنح إسرائيل التفوق التكنولوجي والاستخباراتي في الشرق الأوسط والعالم، إذ تعتبر هذه الابتكارات جزءا لا يتجزأ من الإمكانيات المتنوعة والآليات المتعددة التي بحوزة إسرائيل لمواجهة التحديات الأمنية والاستخباراتية والعسكرية.

وردا على سؤال للجزيرة نت عن دلالات منظومة الأقمار الاصطناعية الإسرائيلية على الشرق الأوسط وتأثير القمر "أوفك 10" على الوضع الإقليمي ومستقبل علاقة إسرائيل بالدول العربية، قال ميلاميد إن "أوفك 10" سيعزز الإمكانيات والقدرة الإسرائيلية الاستخباراتية في ظل الظروف الإقليمية الحالية، والدول العربية تعي جيدا هذه الحقيقة، مضيفا أنه رغم ذلك لا يتوقع أن تؤدي المنظومة التكنولوجية للأقمار الاصطناعية لانعكاس سلبي على علاقات تل أبيب بدول الجوار وحتى البعيدة.

ويعتقد ميلاميد أن بعض الدول العربية التي لديها تحفظات على المشروع النووي الإيراني وتلتقي مصالحها مع إسرائيل بهذا الملف، ستبدي نوعا من الرضا لهذا التفوق الإسرائيلي خاصة وأن هناك تعاونا وتنسيقا ما بين تل أبيب وبعض العواصم العربية لمواجهة التحدي الإيراني، وبالتالي سيكون للأقمار الاصطناعية تأثير إيجابي على العلاقات الإقليمية بأهداف محددة.

ولفت إلى أن منظومة الأقمار الاصطناعية الإسرائيلية تنضم إلى سلاح الطيران الذي يقوم بتدريبات عالمية وإقليمية ذات نوع إستراتيجي، حسب قوله، إلى جانب تعزيز الترسانة العسكرية ومواصلة الابتكارات الأمنية وصناعات التكنولوجيا لتلتقي فيما بينها لتشكل معا قوة الردع الهجومية والاستخباراتية ليساهم ذلك في تدعيم الإمكانيات العسكرية الإستراتيجية، على حد تعبيره.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل