المحتوى الرئيسى

ما هو الحب؟ العلم يملك الإجابة

09/05 12:43

كلنا شعرنا بالحب في فترةٍ ما من حياتنا، كما كتب عنه الشعراء وتغنَّى به المغنّون، وقامت أعمالٌ بذاتها للعثور على الحب والتعبير عنه والمحافظة عليه. 

لكن ما هو الحب؟ أين يقع؟ ما الذي يحفِّز هذه المشاعر؟ وما الذي يحدث حقاً في عقولنا وأجسامنا عندما نقع في شراك الحب؟

بالرغم من صعوبة إيجاد تعريفٍ للحب الرومانسي، إلا أننا نعلم أنه يتضمن إنشاءً لرابطةٍ عاطفيةٍ قوية (والتي تُعرف بالمودَّة)، كما يحدث انجذابٌ جنسيٌّ وإظهار الاهتمام للشريك. 

يشعر المتحابون بطيفٍ من الأحاسيس القوية كالأفكار الدخيلة، والاعتماد العاطفي، والطاقة المتزايدة، لكن قد تنحصر هذه المشاعر القوية في المراحل الأولى من العلاقة العاطفية فقط.

على أي حال، يبدو الحب الرومانسي أمراً عالمياً، لكن يختلف التعبير عنه حول العالم، ومدى كونه جزءاً مهماً من العلاقة الجنسية، فعلى سبيل المثال، أظهرت الإحصاءات أن نسبة الأشخاص في الولايات المتحدة الأمريكية الذين يقبلون بالزواج من شخصٍ من غير حب لا تتعدى 5%، بينما ترتفع هذه النسبة إلى 50% في الباكستان.

إن التفكير بشريكٍ رومانسيٍّ أو وجود هذا الشريك يفعّل العديد من المناطق الدماغية، وخاصةً تلك المرتبطة بالثواب والدافع، وتشمل هذه المناطق كلًا من الحصين hippocampus، والوطاء hypothalamus، والقشرة الحزامية الأمامية anterior cingulated cortex. 

قد يعمل تفعيل هذه المناطق على تثبيط السلوك الدفاعي defensive behavior، ويقلل من القلق ويزيد من الثقة في الشريك. بالإضافة إلى ذلك، تُثبَّط مناطق من مثل اللوزة amygdala والقشرة الجبهية frontal cortex استجابةً للحب، وعملية التثبيط هذه قد تساهم في تقليل احتمالية امتلاك مشاعر سلبية، أو إصدار الأحكام بحق الشريك.

بالتالي، فإن تفعيل الدماغ كاستجابةٍ لوجود شركاء رومانسيين، يعمل على تحسين التفاعل الاجتماعي وتثبيط ردود اﻷفعال السلبية، ويؤثر مدى تفعيل الدماغ -في المراحل الأولى من العلاقة الرومانسية- على سعادتنا ومدى نجاح العلاقة أو فشلها.

على سبيل المثال، فالسعادة والإخلاص للشريك والرضا عن العلاقة تؤثر جميعها في شدة تفعيل الدماغ.

إن هرموني الأوكسيتوسن Oxytocin والفازوريسين vasopressin، هما الأكثر ارتباطاً بالحب، ويقوم الوطاء بإنتاجهما وتفرزهما الغدة النخامية pituitary gland. 

وبينما يتأثر كل من الرجال والنساء بالأوكسيتوسين والفازوبريسين، إلا أن النساء أكثر حساسيةً للأوكسيتوسين، أما الرجال فللفازوبريسين.

تزداد تراكيز كل من الأوكسيتوسين والفازوبريسين خلال المراحل الوطيدة من الحب الرومانسي، ويعمل هذان الهرمونان على أنظمةٍ عديدةٍ داخل الدماغ، وتتواجد مستقبلاتهما في عددٍ من المناطق الدماغية المرتبطة بالحب الرومانسي. 

يتفاعل الأوكسيتوسين والفازوبريسين على وجه التحديد مع نظام الثواب الدوباميني، ويمكنهما أن يحفِّزا إفراز الدوبامين من الوطاء.

قد يخدم الحب أحد الوظائف التطورية المهمة، على سبيل المثال، من خلال زيادة الدعم الأبوي المتوفر للأطفال.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل