بريشة «منى عبدالرحمن».. «ميم» شخصية كرتونية كسرت التابوهات وانتصرت للمرأة

شخصية كرتونية ابتدعتها "منى عبد الرحمن" لتكون لسان حالها، فبدت تخطط أحلامها وتحكي عن آلامها باستخدام ألوانها التي أصبحت عالمها السحرى الذي تعبر من خلاله عن كل كا يجول بخاطرها وما تعانى منه الكثيرات.. "ميم" هي الشخصية الكاريكاتورية المجهولة بالنسبة للبعض والمعروفة لدى البعض الآخر الذين تفاعلوا معها وشاركوها أوجاعها وآمالها في كسر التابوهات التي يضعها المجتمع.

انصاعت "منى" لأحلام أهلها في أن يروها ترتدى البالطو الأبيض ودخلت كلية الصيدلة بالرغم من ميولها الفنية وموهبتها التي يشهد بها الجميع، وبعد سنوات الدراسة استكملت السير على نفس الدرب ولكنها لم تنس قط حلمها ولم تستطع يديها التوقف عن الرسم كما لم يستطع عقلها التوقف عن التفكير في ذلك الطموح.

حاولت أن تزاول موهبتها بالإضافة إلى عملها في مجال الصيدلة وأخذت تراسل صحيفة "الشروق" وترسل لها أعمالها، فيما شاركت في عدد من الكورسات التدريبية في الرسم التي كانت تحاضر فيها حتى لا تنسى شغفها، ولكنها كانت مازالت متعطشة للمزيد.

تحررت "منى" من قيودها ونزحت لقاهرة المعز تبحث عن ذلك الباب السحري الذي يسمح لها بالدخول في عالم الفن الذى طالما عشقته، فعملت رسامة "كاريكاتورية" في عدد من الصحف "اختارت رسم الكاريكاتير بسبب حالة اليأس من الواقع وبسبب أن الأوضاع تسير لأسوأ"، هكذا قالت موضحة أن تلك الرسوم التعبيرية سمحت لها بأن تعبر عن آلامها وأفكارها خاصة بعد الثورة.

شخصية مستقلة تعاند الواقع وتقهر الظروف "ميم" بتعبر عن جزء كبير في رحلتي وعن المشاكل اللي بتعاني منها المرأة"، قالتها مشيرة إلى أن تلك الشخصية الكارتونية كانت نتاج واقع تعايشه النساء في مصر بشكل عام من قهر وتكميم للحريات، بالإضافة إلى نقدها اللاذع للأوضاع التي يعايشها المجتمع أيضًا.

 وعبر صفحة على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" تحمل اسم "ميم" شخصيتها الكارتونية، ظلت تتواصل مع متابعيها الذين وجدوا من "ميم" لسان يحكي حالهم وقلب يتعاطف معهم ويشاركهم آلامهم وإحباطهم، وذلك دون أن يعرفوا هوية تلك الشخصية التي حاكت الكثير عن عالمهم.

"مكنتش عايزة الناس تعرفني إن أنا ميم علشان يفضلوا يتعاملوا معها على أنها شخصية مستقلة"، هكذا قالت الفنانة الكاريكاتورية المعروفة "منى عبد الرحمن" والتي أعلنت عن هويتها لمتابعيها، مشيرة إلى أنه بالرغم من معرفة الناس إلا أن الجميع مازالوا يتعاملون معها ويشاركوها على أنها تلك الشخصية الكرتونية التي عبرت عن لسان حالهم.