المحتوى الرئيسى

عمرو خالد.. داعية قهره «مبارك» وسبه «الإخوان» ولاحقته «سوشيال ميديا»

09/05 07:53

مرتديًا أحدث الماركات، ومتطيبًا بأفخم العطور، على وجهه ابتسامة هادئة، تلمع عيناه بوميض الإصرار، ملوحًا بذراعيه يمنة ويسرة، ليتمتم بكلمات تحمل في مجملها رسالة سامية وهي الدعوة إلى الله، في وقت كانت الدعوة فيه قاصرة على مرتدي العمة والجلباب، فاجتذب بأسلوبه اليسير عقول الشباب، وتعلقت بكلماته أفئدة الأغنياء، الذي كان يحل دومًا ضيفًا في "فيلاتهم"، يلقي المحاضرات الدينية، التي حضرها مسلمو الطبقة "الكلاس"، بجانب دروس ألقاها في مساجد كبرى، كانت بمثابة ملتقى ديني يحضره الآلاف، فنجح في أن يصبح داعية الأغنياء والفقراء معًا، ونال من الشهرة ما لم ينله داعية إسلامي منذ منتصف تسعينيات القرن الماضي، لكن النهاية لم تكن مطلقًا من جنس البداية.

الدكتور عمرو خالد، ونختصر في كلمة "دكتور"، عدد كبير من الألقاب التي سبقت اسمه، كالداعية والسياسي، ورئيس عدد من المشاريع الخيرية، التي لم تشفع له بمجرد سقوطه في بئر السياسة، ليتحول إلى "خائن" و"عميل" و"مأجور"، إلى آخره من الاتهامات التي أطلقها في وجهه من لم يرضهم موقفه السياسي.

3 محطات هامة في حياة الداعية الذي لم يبلغ بعد عامه الخمسين، نرصدها لكم في السطور التالية:

مع سطوع نجم الداعية الشاب مطلع الألفينيات، واستجلابه إلى بلاط الأغنياء لإلقاء المحاضرات داخل منازلهم، وصلت أخباره إلى "هايدي راسخ"، زوجة نجل الرئيس الأسبق "مبارك"، عن طريق إحدى الصديقات اللواتي حضرن دروسًا له، فأقنعت "هايدي" بالحضور له، وهو ما تم بالفعل، فأُعجبت زوجة نجل الرئيس بأسلوب الداعية، وواظبت على حضور دروسه الدينية، ما أغضب في البداية زوجها "علاء مبارك"، الذي عارض بشدة حضور زوجته للدروس الدينية، ولكنه تساهل بعد ورود تقارير له تفيد بأن الداعية يصدر خطابًا دينيًا جديدًا بعيدًا عن العنف.

أقنعت "هايدي" زوجها بحضور إحدى الدروس لـ"خالد"، وهو ما حدث بالفعل، وانطلقت حينها أنباء تؤكد أن علاء مبارك التزم دينيًا وأطلق لحيته، الأمر الذي كان بداية رحلة معاناة الداعية مع نظام الرئيس الأسبق.

مُنع "خالد" من إلقاء الدروس بالنوادي والجامعات والمساجد في عام 2002، وتم إخراجه من مصر حتى عاد في 2009، ليمارس جزء من أنشطته، إلا أن النظام حينها رفض تصوير برامجه، وكان حينها يتم إعداد "جمال مبارك" لمشروع التوريث، فارتأى النظام ضرورة إبعاد "خالد" نهائيًا عن المشهد في مصر، خوفًا على شعبية نجل الرئيس.

 وعن تلك الفترة يحكي الداعية في لقاء له مع الإعلامي معتز الدمرداش على "الحياة2": "تعرضت للاضطهاد من نظام مبارك ولم تستقبلني دولة غير لبنان، وكثير من الدول قالت لي مش عاوزين نزعل مصر"، مضيفًا أنه تلقى اتصالا من أحد العاملين في الأجهزة الأمنية يهدده فيه بالقتل، وأن ديته حادث سيارة أو "رصاصة بخمسة دولار"، إلى أنا قامت ثورة يناير، فعاد إلى مصر ليتصدر المشهد بخطاب وسطي يدعو إلى التنمية والإنتاج.

عاد (خالد) إلى مصر، ونشط بعد ثورة 25 يناير، ودشن حزبه (مصر المستبقل) في 2012، وانخرط في الحياة السياسية، بل وطالبه البعض بالترشح إلى منصب رئاسة الجمهورية، وقال حينها: "يجب أن نحترم الإخوان المسلمين فقد تعرَّضوا إلى مواجهات شديدة مع النظام السابق وضحوا تضحيات كبيرة، حقهم اليوم أن يخرجوا إلى النور ويتحركوا بقوة لتحقيق أهدافهم بالشكل الشرعي الصحيح".

انقلب (خالد) على الإخوان، ولم يعترض على ما جرى في 30 يونيو، وهو ما أصاب الإخوان بخيبة أمل كبيرة، فانقلبوا بدورهم أيضا عليه، وبدأوا ينشرون مقطع فيديو له تحت عنوان (عمرو خالد يحرض الجيش على قتل الثوار)، لمجرد أن الجهة التي بثت هذا المقطع كانت الشؤون المعنوية للقوات المسلحة، وتبين فيما بعد أنه كان يحفز الجنود للدفاع عن أرض سيناء، لكن تهمة (الخيانة) ظلت تلاحقه من أنصار الإخوان، وتهمة (الأخونة) تلاحقه من أنصار دولة 30 يونيو، الأمر الذي أجبره على الاعتكاف بعيدًا عن الإعلام.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل